أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - رحيل غادة














المزيد.....

رحيل غادة


سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 16:37
المحور: الادب والفن
    


رحيل غادة
سارة يوسف

كان تائها لا يعرف أين يتجه عندما سمع صوت امرأة تنادي عادل .. التفت ليتبع ذلك الصوت الشبيه بصوت من أحب قديمآ .. ليست هي .. صوت المراة ارجعه الى ذلك الماضي .. سمراء رائعة الجمال شعر جميل مسترسل كالشلال عينان واسعتان وفم ممتلئ.. وكآنها أميرة هندية . .غادة هي الفتاة التي أحب ...
سافر هو الى جامعة الموصل ليدرس الطب ، عادفي اجازة الصيف وجدها قد تزوجت..... اجبرت على الارتباط من الرجل الغني الذي احبه ابوها وإخوانها .. البضاعة الجميلة القيمة لا تنتظر خمس سنوات أو اكثر .. العريس موجود وجاهز للشراء باي ثمن .. .. سرح بفكره في تلك السنوات الثلاث التي بقيت عالقة في ذهنه العمر كله . .. كنّا نخرج ونمرح معآ جل وقتنا يضيع ونحن نبحث عن مكانآ يحتوينا.. نفكر في المستقبل ... لا يوجد في العراق مكان للعشاق .. صنع الغرب العالم الافتراضي الْيَوْمَ ليلجآ اليه الصبايا والشباب في بلدنا خلسة.. لم تكن تلك الفرصة موجدة لي ولها ..
صوت المرأة توقف عن المناداة لعادل رغم انه كان ضائعا في صخب الحفلة .. بقيت المرأة تنظر الى الوافد الذي التقت عيناها به .. وكأن شيئآ ما حدث لها .. تسللت الى احد الزوايا جلست بهدوء تنظر في القاعة الى مكان واحد أمامها ..
بقي عادل ضائعا في تلك القاعة المزينة بمناسبة عرس ابن شقيق حبيبته ... حفلات الزفاف عالم مملوء بالضجيج ... اصحاب العريس يغنون ويطلقون الاهازيج . العروس صامتة تتوشح بالون الأبيض من رأسها الى قدميها .. الحفلة مختلطة جزء من الماضي العراقي الذي عرفه ... جميع النساء ملتزمات بزي ديني صارم الثياب الطويلة الألوان الغامقة الحجاب .. بعضهن اكثر تطرفآ يرتدين العبآءة ... كل شئ مختلف عنه ..
مشكلته انه لا يعرف احد .. .. التقى صدفة مع شقيق حبيبته الذي كان صديقه وجاره سابقآ عند شارع المتنبي قبل أربعة ايّام . هناك تلقى الدعوة لحضور حفل الزفاف .. في ذلك المكان المليئ بالشواهد الحضارية والثقافية .. المتنبي يجمع ولا يفرق ماضيا وحاضرآ ومستقبلا ..
لم يجد ضالته في تلك القاعة بعد ... عيونه تندفع يسارآ ويمينآ بحثآ عن ذلك الوجه الأسمر الذي سحره ... الغائب الحاضر معه لثلاثين سنة .. لم يسعفه الحظ.. قرر ان يجلس بالقرب من تلك المرأة التي تملك نفس النبرة لصوت حبيبته .. انتعش قلبه وهوى لمجرد سماع كلمة عادل نفس الرتم كانت تنادي لغيره رغم انه يحمل نفس الاسم ... اصطحب مقعده متجهآ للزاوية القريبة منها التي بدا عليها انها تجاوزت الستين من العمر ترتدي حجاب ومن فوقه العباءة التي تغطي جسدها بعض من ملامح الوجه ظاهرة ... سيدتي هل وجدتي عادلك .. اقدم نفسي أنا ايضآ اسمي عادل .. هزت رأسها لا لم اجده ضاع مني ..
استطرد اريد ان أسالك عن امرأة مهم جدآ ان التقي بها .. اسمها غادة وهي شقيقة اب العريس احمل لها امانة من لندن . كيف أصل لها ؟ هل تستطيعين المساعدة ؟ ... أجابت غادة .. غادة ... هل تعرفها ؟ اقصد هل التقيت بها من قبل ؟ نعم التقيتها قبل ثلاثين عامآ ....عندي حكايا معها تساوي العمر كله .. هي جميلة جدآ رشيقة أنيقة .. كأنها أميرة...كانت اكثر الناس حضورآ وتالقآ .. قل لي ماسمك ثانية ؟ اسمي عادل .. عادل محمود كنّا نعيش بقرب بيتها نحن جيرانهم قديمآ ... إجابته بشكل سريع وبلهجة حادة أستاذ عادل غادة التي تسآل عنها لن تحضر الحفلة هي في بلد اخر .. هاجرت منذ سنوات ... ماذا خسارة كان من الجميل ان اعطيها الأمانة..... سيد عادل علي ان ارحل الان لدي شئ مهم وداعآ وفِي أمان الله .. تركته وذهبت الى مكان اخر في القاعة .
غادر عادل القاعة وهو حزين صوت المرأة السمينة أوقد مشاعر الشوق كلها في داخله .... الاغاني و الاهازيج الضحكات من اصحاب العريس واهله تعلو مجددآ . رغم انه قطع الى الشارع المقابل
ذهبت المرأة الى اقرب مرآة رأت انسانة اخرى لا تعرفها .. تذكرت كان قد سأل عن الجميلة غادته ..نعم هاجرت .... تمتمت لم تتغير كثيرآ ياعادل زادك العمر والشيب وقارآ ... رفعت حجابها الى الذقن لفت العبآءة على الجسم الممتلئ جدآ ... قلبها مازال يدق كما كان قبل ثلاثين سنة... وبصوت مرتفع بعض الشئ قالت عادل .. عادل ماذا أين انت ؟ كنت مع صديق لي خارج القاعة ماما ....هل تحتاجين شيئا ؟؟ ليس بعد




#سارة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جالغي نسائي
- ماعاد النهر ينبع منك
- كلمات
- صرخة في فراغ
- الوان الوجع العراقي الجزء الثاني
- الوان الوجع العراقي
- الفستان الاصفر
- رائحة الفقراء
- عندما ولد الزمن
- قصص قصيرة عن العيد
- الزمن الذي كان فيه ابي طفلا
- السيد شاهين
- افراح افراح
- العشائر السنية في الانبار كمان وكمان
- شارعين وجدول
- احرف لا تقرأ
- ازهار ثوب امي الازرق
- مشهد من موطن الاحزان
- مشهد في قاعة تولستوي
- بنطلون جينز


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة يوسف - رحيل غادة