أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مسابقة قذف الوحل














المزيد.....


مسابقة قذف الوحل


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 06:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لست في معرض الدفاع عن شخص بعينه، ولم يكن لي أي نشاط حزبي في يوم من الأيام، ولم ألتقي في اي وقت بأحد وجوه المعارضة التي تتناقلها وسائل الإعلام في كل يوم، إلا أن ما تفعله فئات المعارضة ببعضها أمر يحزنني كثيرا، ويفقدني الأمل في أن ينصلح الحال في يوم من الأيام.
لا تكتفي المعارضة بما يفعله النظام بها من قتل وحبس وخطف وتدمير نفسي فيقومون بإلقاء الوحل في وجوه بعضهم البعض ويوجهون أصابع الإتهام إلى بعضهم البعض، وتسود فيما بينهم حالة مؤسفة من إنعدام الثقة، والتخوين والتشهير والتشكيك في النوايا لا أعرف لها علاجا.
وبمجرد أن يظهر أحد الوجوه المعارضة على الساحة في مناسبة ما، يبدأ الجميع في قذف الوحل في وجهه، وتخوينه واعتباره من عملاء النظام، أو كومبارس، أو فاشل أو يبغي مصلحة شخصية أو أي تهمة تخطر ببال محترفي قذف الوحل.
وأصحت مسألة قذف الوحل أشبه بمارثون ترتفع حرارته مع قرب موعد انتخابات الرئاسة، وبمجرد أن تحدث البعض عن ترشيح المحامي الحقوقي خالد علي، توجهت إليه جميع الأيادي المحملة بالوحل لتقذفه في وجهه بمختلف الإتهامات، فمن محلل لأمنجي ومن مصلحجي لغاوي شهرة.
والحقيقة أن أكثر الحجج التي تتردد ضد خالد علي هي موقفه في يوم خروج مجموعة من الشباب للإحتجاج على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية والتي تنازلت مصر بمقتضاها عن تيران وصنافير للسعودية، حيث يعتبر هؤلاء أنه طلب من الشباب الإنصراف وبذلك قضى على الزخم الثوري، وميّع المسألة وحول قطعة من أرض الوطن لقضية تتناقلها الأيدي في أروقة المحاكم.
أذكر هذا اليوم جيدا، لقد كان يوم عطلة، ونزلت فيه إلى الشارع أبحث عن اي مسيرة أو تجمّع يطالب بإلغاء الإتفاقية لأنضم إليه، ولأن منزلي بعيدا جدا عن منطقة وسط البلد فكان لدي الفرصة لرصد ردود أفعال الناس في الشارع على الإتفاقية، والتي كانت باختصار شديد "صفر" وصلت إلى ميدان العباسية .. لم أجد أحد .. توجهت إلى رمسيس .. لم أجد أحد .. تجولت في شوارع وسط البلد .. وأيضا لم أجد أحد .. لم يكن هناك بكل أسف غير بضعة مئات من الشباب تجمعوا أمام نقابة الصحفيين، كان يمكن لقوات الأمن أن تفعل بهم ما يفعلونه في التجمعات الصغيرة، ولذلك فما قاله خالد علي لم يكن ليغير في شيء أكثر من أعداد المعتقلين في ذلك اليوم.
إن ما أراه في الشارع في كل يوم يؤكد أنه لا نية للناس في التحرك مرة أخرى تحت أي ظرف، ولو سقوهم المرّ ولو نزعوا أسنانهم، ولو منعوهم حق الإنجاب، هذا الشعب لن يتحرك إلا إذا كانت حياته مهددة بصورة مباشرة جلية لا لبس فيها، ولم يكن هناك من يهتم بمصرية تيران وصنافير إلا القلة القليلة من الثوار.
أما مسألة تحويل الأمر إلى قضية، فهذا هو ما يعرفه المحامي، والساحة كانت "مفتوحة" - إن جاز لنا أن نقول ذلك - لمن يمكنه تقديم فعل أخر ليقدم ما لديه، فبدلا من اللوم على شخص قام بما يعرفه، كان عليك القيام بما تراه الأصلح والتحرك بهذا الإتجاه.
خالد علي ناشط مثل غيره ليس في موقع مسؤولية حتى يتم محاسبته، وإنما هو مجرد متبرع بوقته وجهده فإن لم يعجبك ما يقدمه عليك تقديم ما هو أفضل، هو ليس رئيسا لنطالب بعزله.
يمكنك مقاطعة الإنتخابات هذا حقك، يمكنك إعتبارها مسرحية لا جدوى منها ولا بأس، ولكن ليس عليك إلقاء الوحل على من يحاول أو يعتقد أن المشاركة افضل لفضح هذا النظام، أعني هنا المشاركة الحقيقية الفعّألة.
وفي الآونة الأخيرة إنبعث الأمل في إمكانية تغيير أنظمة ديكتاتورية عن طريق صناديق الإقتراع كما هو الحال في كينيا، حيث ألغت المحكمة العليا فوز الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بعد شكوى من منافسه، كما تمكنت المعارضة من إسقاط حكم الديكتاتور الغامبي يحي جامع.
هناك تيار ديمقراطي يسري في القارة السوداء في رواندا وساحل العاج والكونغو الديمقراطية، ناهيك عن الأنظمة الديمقراطية الأصيلة في نيجيريا وتنزانيا وموزمبيق وبتسوانا والسنغال.
إن تفريغ الطاقات في إلقاء الإتهامات لن يكون له مردود غير المزيد من التحلل والإنهيار والخراب، والأولى أن يكون هناك إتحاد ومؤازرة وتعاون وتناغم، فإذا لم تكن راغبا في المشاركة ولك رأي أخر يمكنك قوله، ولكن ليس عليك تشويه الأخرين والدخول في معارك جانبية بلا طائل.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب الماسة
- تحشيش
- من الذي باع الوطن؟
- علم المثليين
- عربي في زمن التطبيع
- فقهاء للمرحلة
- الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب
- وكفاية علينا الأمان
- لن تصدقها الا اذا وقعت ضحيتها
- أربعة .. وخامسهم نتنياهو
- التوسع في عمليات التجسس والتتبع في مصر
- تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير
- الحالة الفنزويلية
- أساليب النظام


المزيد.....




- بعد 45 عاما.. العراق يعتقل قتلة رجل الدين الشيعي محمد باقر ا ...
- إمدادات الغاز الروسي عبر -السيل التركي- إلى أوروبا تصل لأعلى ...
- شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالد ...
- -كلفتنا دموعا ودماء-: تهديد ترامب لقناة بنما يثير ذكريات الم ...
- الموت يغيّب أسامة الخليفي، أيقونة -الربيع العربي- في المغرب ...
- تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
- دراسة تكشف علاقة الذكريات الغذائية بالإفراط بالسمنة
- الصحة السودانية: مقتل العشرات في هجوم الدعم السريع على سوق ب ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن أنه سيكشف عن انظمة صاروخية ودفاعي ...
- برلماني مصري يطالب الدول العربية بالتوجه إلى مجلس الأمن ردا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مسابقة قذف الوحل