أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - وداعاً ماياكوفسكي














المزيد.....

وداعاً ماياكوفسكي


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5688 - 2017 / 11 / 4 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


في عمر مبكر دخل ماياكوفسكي السجن بعد انتماءه إلى الحزب الإشتراكي الروسي (البلشفي) ، كان حينها في الـ16 من عمره ليقضي فيه أحد عشر شهراً . حين خرج قال " كيف اناهض هذا الأستيتيك البالي ؟ أو ما تستدعي الثورة مني أن اتخرج من مدرسة رصينة ؟ لقد ذهبت لألقى سير بوجا – أحد رفاق الحزب – قلت له : اريد أن اصنع فناً اشتراكياً " . منذ ذلك الحين والشاعر يفكر في اجواء الثورة والتجديد في الفن الروسي لتولد معه المستقبلية الروسية كما عرفت بعد ذلك . لكن الطريق أمام ماياكوفسكي لم يكن سهلاً فمنذ بداياته الأولى واجه الرفض والعداء من معلمين كبار في المدرسة الشعرية الكلاسيكية ، هم ببساطة لم يفهموا شعره واتهموه بالغموض ، لكنه كان يؤمن بشعره وبأهداف نبيلة وحلم دائم بأن يصنع الفن الإشتراكي . رد على خصومه بالقول :
أنتم ،
يامن تعذبكم فكرة واحدة :
انظروا
بأي شئ أتسلى
أنا ،
الذي يذرع الأرصفة ،
ويخدع في اللعب ..
بعيداً عنكم ،
يامن تنغمسون في حبكم العابر ،
أنتم يامن تندفع
الدموع المزمنة من عيونكم ،
سأمضي عنكم
أنا
الذي جعلت الشمس نظارات لي
اثبتها على عيني الواسعة المنفتحة . ( غيمة في البنطلون – 1915م ) .
عام 1925م وفي الذكرى الأولى لوفاة لينين ظهرت قصيدته الكبرى ( فلاديمير ايلتش لينين ) التي اهداها إلى الحزب الشيوعي الروسي ، كانت القصيدة نموذج عن عظمة ما بلغه ماياكوفسكي في الشعر الغنائي ، يقول فيها :
أيها الزمن سأشرع في تاريخ لينين
لقد حان اليوم للألم القاصم
أن يستحيل أسى ووعياً ونوراً
أيها الزمن أعد جمل لينين العاصفة ،
أعلينا أن نذوب في دموعنا الغزيرة
عندما يكون لينين ، دائماً ، أعظم من أي حي آخر ؟
إن معرفتنا هي قوتنا وسلاحنا
والناس ، زوارق خارج الماء ،
كومة من الأصداف الصغيرة ،
يلتفون حول حيزوم الزورق .
ثم ،
بعد أن يتخطوا العاصفة العارمة
يتقربون في جلستهم أكثر فأكثر من الشمس
لينظفوا اللجة الخضراء من اعشابها
ومن صقيع ( رثة البحر ) البرتقالي .
أما أنا
فأجتلي نور لينين
لأخط وراء ذلك ، الثورة
إني اخشى هذه الأبيات أمامي بالمئات
ولئن كانوا قد توجوا رأسه بهالة من المجد
فأنني اخشى أن يغيب عنهم
الصحيح ، والإنساني ، والعاقل :
الجبهة اللينينية الواسعة .
إنني اخشى المواكب والأضرحة .
والإعجاب وهذه التماثيل والقواعد
اخشى الا تنطوي كلها تحت هذه الغلالة العذبة :
لينين وبساطته ،
أني ارتجف من أجله كما ارتجف لإنسان عيني
فأياكم والأكاذيب ، وأن تجعلوا مثلكم الأعلى صانع الحلوى ،
إن القلب يجنح والواجب يملي : سأكتب .
بعد وفاة لينين ازداد اعداء ماياكوفسكي قوة ونفوذاً ، لكن بعد مرور كل هذه الأعوام تبقى اعماله شاهدة على عبقريته ولايزال الشعراء يتغنون بأسمه . لم يمت ماياكوفسكي كما خيل لأعدائه بل انتصر عليهم لأن اسمه لازال لامعاً في سماء الشعر . قال عنه لينين في خطاب موجه إلى عمال الصناعة والتعدين 1922م " قرأت البارحة بطريق المصادفة ، قصيدة لماياكوفسكي في موضوع سياسي . لقد مضى زمن طويل لم استشعر فيه مثل هذه اللذة من وجهة النظر السياسية والإدارية . فهو في قصيدته يسخر بشدة من الأجتماعات ويلوم المسؤولين من الشيوعيين ، لأنهم لا يكفون عن عقد الإجتماعات تلو الإجتماعات . أنا لا اعلم ما وزن ذلك في عالم الشعر ، وأما ما يتعلق بناحية السياسة فأنا ضامن أنه صحيح تماماً " . يقول جوزيف ستالين " إن ماياكوفسكي كان وسيبقى أفضل وأخصب وينبغي أن يقال أكبر شاعر في عصرنا السوفياتي . وإن اللامبالاة التي تحف بذكراه وبعمله هي الجريمة بعينها " . من جانبه يقول ماياكوفسكي معلقاً على خصومه " اخذوا يلصقون بي اعمالاً سوداء ، ويتهموني بكمية كبيرة من الزلات الصحيحة والكاذبة ، حتى أنني اتمنى احياناً أن اذهب إلى أي مكان اقضي فيه سنتين أو أكثر شريطة الا اسمع هذه التقولات والشتائم . لكني في اليوم التالي أتلبس وأهاب التجلد ، فأطرح التشاؤم جانباً واشمر عن ساعدي ، وآخذ في الشجار مطالباً بحق البقاء ككاتب للثورة ومن أجل الثورة ، لا أن ابقى على هامشها ، إن معنى هذا هو أن اظهر أن الكاتب الثوري ليس إنساناً على هامش الحياة ، وإنما هو انسان يشارك في الحياة اليومية المألوفة ، وفي بناء الإشتراكية " .
يقول ماياكوفسكي " حيثما سأموت ، سأموت وأنا اغني " وهكذا رحل في العام 1930م دون أن يتهم أحداً . يقول :
إن الكلمات البارعة
هي أسلحتي المفضلة
إنها معدة
والجواد جاهز
والسيف مشرع
مستعد للإنطلاق
ترافقه صيحة الحرب
وجميع هذه الوحدات
مسلحة حتى أسنانها
أقدمها لك
حتى الوريقة الأخيرة
إليك
أيتها البروليتاريا السامية
إن كل عدو
للطبقة العاملة
لهو دائماً
عدوي اللدود
لقد قيل لنا
أن نذهب
للإلتفاف حول العلم الأحمر .


المصدر : كتاب ماياكوفسكي / بقلم إليزا تربولي .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اعتزال العالم
- فكر مدام دو ستايل الأدبي
- أيام في الزنزانة
- ديستوفسكي في عيادة فرويد - تشريح المثلية المكبوتة
- كفاح المثلية الجنسية .. شكراً دافنشي
- The Coat
- اختراع العزلة
- كفاح المثلية الجنسية .. شكراً اندرية جيد
- سيمون فايل - فيلسوفة التجذر 2
- سيمون فايل - فيلسوفة التجذر 1
- المثلية الجنسية ليست جريمة
- الغرفة المزدوجة
- مع باستر كيتون - 1922
- الصور الجميلة
- تأملات ماركوس أوريليوس
- هواجس جسد فتاة مثلية جنسياً - 2
- هواجس جسد فتاة مثلية - 1
- في حبي
- الفصيلة المعدنية
- الله عارياً


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - وداعاً ماياكوفسكي