محمد سليم قم
الحوار المتمدن-العدد: 5687 - 2017 / 11 / 3 - 04:45
المحور:
القضية الفلسطينية
100 سنة على وعد بلفور: اي حل نريد؟
انقضت بالامس مائة سنة على وعد بلفور و لمن لا يعرفه، هي رسالة وجهها وزير خارجية بريطانيا حينها آرثر بلفور الى زعيم الجالية اليهودية و احد ابرز قيادات الحركة الصهيونية اللورد روتشيلد يعده فيها ان حكومة بريطانيا ستسعى الى انشاء قومية يهودية بفلسطين، و قد وافق على الرسالة كل من امريكا و فرنسا و ايطاليا، رغم ان فلسطين حينها تتبع الحكم العثماني لذلك ندعو هذا الوعد انه "إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق"، 100 سنة مرت و نحن نتوارث هذه القصة و نحيي ذكراها الاليمة دون اي تقدم و لا تخطيط لحل نرجع به ما نملك لمن يستحق، لم ياتي الوعد في ليلة و نهار بل كان تخطيطا لعشرين سنة بدأ مع المؤتمر الصهيوني الاول سنة 1897، عشرون سنة كانت كافية للصهاينة لاقناع الغرب بضرورة بعث كيان يهودي على الارض الموعودة، 100 سنة و حال فلسطين يزداد تعاسة، شعب نصفه بين المهجر و الاسر، و نصفه الاخر تحت ويلات الانقسام بين تيارات تتصارع لارضاء الغرب، اولائك الغرب نفسهم الذين شرعوا لهذا الوعد، ما العمل اليوم؟ فقط الاجابة على هذا السؤال و التوافق عليه سيبدأ رحلة التحرير الحقيقي لفلسطين، و لكن في البساطة الظاهرة للسؤال يكمن عمق النقاش و تسبق سؤالنا سلسلة طويلة ولازمة من السؤالات، اولها من سيناقش، اي اطراف نقصي و اي اطراف نشرك؟ هل نقتصر على الفلسطينيين ام ان نوسع الرقعة الى عالمنا العربي؟ ام هي اكبر من ذلك لتشمل كل نفس يرفض الاستعمار و الانحياز من افريقيا و امريكا اللاتينية مرورا باوروبا الشرقية و حركات التحرر باوروبا الغربية؟ هنا سؤال من؟ ليأتي سؤال كيف؟ و تتلاحق اسئلة عديدة، المطروح اليوم على القوى التقدمية في كل العالم ان تنظم نفسها و تنشأ منظمة عالمية لتحرير فلسطين بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية و مرحلة متطورة من المضي قدما في تحرير حقيقي و ان ننهي عصر احياء الذكرى و العويل على التاريخ لنتعض منه و نصنع مستقبلا عمليا و واضحا : دولة علمانية اسمها فلسطين تتعايش فيها كل الاديان و الطوائف في كنف قانون وضعي و عاصمتها القدس.
#محمد_سليم_قم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟