|
خبث الجزائر ومكر البوليساريو
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5686 - 2017 / 11 / 2 - 17:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أنْ أُثيرت القضية الكردية والقضية الكتالونية ، والجزائر وجبهة البوليساريو ، يرقصان رقصة الديك المذبوح الذي فقد البوصلة ، ويجري جري الدّابة التي لا تبصر ليلا ، فتتيه على وجهها معتقدة أنّ أي مخرج ، هو منفذ لانقاد ماء الوجه المرسومة على جبينه ، ملامح النفاق ، والخبث ، والتردد ، في اتخاذ الموقف الشجاع ، لمواجهة الحقيقة الساطعة والمزعجة ، لكل متردد خجول وجبان . فبالنسبة للجزائر اكتفت بالتفرج ، وهو موقف جبان ومنافق ، في مسلسل القضية الكتالونية والكردية . فلا هي أيّدت الكتالونيين ، ولا هي أيّدت الأكراد ، الذين مارسوا حقهم في تقرير مصيرهم عن الدولة الأم ، اسبانيا – بغداد ، بواسطة استفتاء ، جرى تعبير الشعب فيه ، عن رغبته في الانفصال بشكل ديمقراطي . هكذا كانت الجزائر تتريث ، وتتردد في اتخاذ موقف حاسم من القضيتين ، ما دام أنّ أي موقف ، سيكون له تأثير على موقفها من قضية الصحراء المغربية ، وخصوصها وهي التي أزعجت ادن العالم ، باسطوانة تأييدها للشعوب في تقرير مصيرها ، وتخلت عن اتخاذ موقف من هذا الحق في الحالة الكتالونية ، والحالة الكردية . لكن الجزائر الخبيثة ، لم تتردد في معارضة استفتاء كتالونية ، إلاّ بعد فرار القيادة الانفصالية الى بلجيكا . فماذا كان يمنع ان تعرب الجزائر عن موقفها صراحة ، قبل تأكدها من فشل الانفصال ، ولتصدر بلاغ خجول تؤيد فيه وحدة الدولة الاسبانية . الجزائر حين كانت تراقب الوضع باسبانيا وبكردستان ، فذلك لخدمة مواقفها ألحربائية من النزاع المفتعل بالصحراء المغربية . فإذا كانت الجزائر تضرب أخماسا في أسداس في قضية الصحراء المغربية لفرض الاستفتاء ، فماذا منعها من تأييد نفس الحق في الحالة الكتالونية والحالة الكردية . ومن خلال تتبع كل التدوينات التي كان ينشرها جيش الجزائر الالكتروني عبر الفيسبوك والتويتر ... ، سنجد ان الجزائر كانت تتمنى من أعماق قلبها ، نجاح الانفصال الكتالوني والكردي ، من جهة كَتشفٍّ في اسبانيا وبغداد من موقفهما من قضية الصحراء المغربية ، وهو موقف مؤيد لوحدة المغرب ، ومن جهة للاستناد على هذا الانفصال إن نجح ، في تدعيم أطروحة الانفصال بالصحراء المغربية . لكن فشل الانفصال في اسبانيا وبالعراق ، احدث رجّة مدوية في أعماق الجزائر التآمرية ، ومن جهة خيب أملها في إحداث شرخ في العلاقات الاسبانية العراقية ، والمغربية فيما لو نجح الانفصال وتكونت جمهوريات جديدة بالمنطقة ، جمهورية كتالونية ، وجمهورية كردستان . نستنتج من هذا الموقف الحربائي الخبيث ، ان الجزائر لا تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها ، وإنها تستعمل هذا الحق الذي يراد به باطل في الحالة المغربية ، لإضعاف المغرب ، بتقزيم أرضه ، وتشتيت شعبه . فما يحرك الجزائر المتناقضة مع نفسها بمواقفها الخجولة ، ليس الدفاع عن الشعوب بل البحث عن منفذ يوصلها الى المحيط الأطلسي عقدتها الوحيدة والأبدية . أما بالنسبة لمواقف جبهة البوليساريو من الحالة الكتالونية والكردية ، فهي من جهة هلّلت للاستفتاء الكتالوني كشماتة في حكومة مدريد ، وليس كحق للكتالونيين ، لأنها تدرك جيدا مخاطر تأييد انفصال كتالونية عن اسبانيا عندما سيفشل الانفصال . ومن جهة أيّدت وطبلت لاستفتاء الأكراد صراحة ، لأنها هنا وبخلاف الحالة الكتالونية ، تعاملت مع الحلقة الضعيفة في المسلسل ، لتأييد انفصال الأكراد المؤدي إلى الجمهورية الكردية . لكن وبعد فشل انفصال كتالونية وانفصال كردستان ، عادت الجبهة من جديد لتدفن رأسها في الرمل وكأنّ لا شيء حصل . ان انتهازية الجبهة بالتطبيل لانفصال كردستان ، وتأكيدها في آخر المسلسل الكتالوني بعد فشله ، على عدم المقارنة بين كتالونية وبين الصحراء المغربية ، هو ضلالة ما بعدها ضلالة في سلوكيات مراهقي الجبهة . فإذا كانت النتيجة من أي استفتاء هو احترام إرادة الشعوب ، وبالمناسبة الصحراويون ليسوا بشعب ، بل هم جزء من سكان المغرب ، فانّ مكْر البوليساريو بإنكار حق الكتالونيين في تقرير مصيرهم ، رغم انه جرى بطريقة ديمقراطية ، وتأييدهم للأكراد في مباشرة هذا الحق ، هو دليل ساطع على تخبط البوليساريو في التناقضات . ومثل الجزائر فهم مثل الناقة التي لا تبصر ليلا ، فتتيه على وجهها كالمصطول المخبول ، الفاقد لبوصلة الاتجاه الصحيح . ان الجزائر والبوليساريو لا يهمهم من الاستفتاء وتقرير المصير ، تأكيد حق الشعوب المستعمرة قوميا في تأكيد استقلالها ، بل ما يهمهم هو إنشاء جمهورية صحراوية ، وإلحاقها من بعد بالدولة الجزائرية ، لتصبح دولة واحدة ، هي دولة الجزائر الكبرى . لذا فان حق تقرير المصير والاستقلال للجماهير المغربية بالصحراء ، هو طعن سافر لمفهوم الشعب ، حيث ان ما يسمى بالشعب الصحراوي لم يظهر حتى سنة 1977 ، وطعن سافر لحق تقرير المصير ، لأنه يؤدي الى خدمة مخططات الدول الكبرى ، بتكريس التجزئة والانفصال ، وإنشاء الكيانات اللقيطة بخلق إسرائيل جديدة بالجنوب المغربي . ان حق تقرير المصير كما هو محدد بميثاق الأمم المتحدة ، هو حق الشعوب لتحررها من الاستعمار القومي لدولها ، وليس هو انفصالها عن وطنها لإنشاء دويلات قزمية تكون عميلة للدوائر الاستعمارية . ولنا ان نُنبّه الشعب المغربي ، الى المخطط الخطير الذي تعمل عليه الجزائر ، وليس فقط مخابراتها وعسكرها ، وهو مخطط ان حصل ، فهو يعني القضاء النهائي على شيء يسمى المغرب . ان هذا المخطط يتكون من محورين أساسيين ، يشغلان بال الجزائريين ، وليس بال الصحراويين المستعملين ككمبراس ، في تنفيذ هذا المشروع الخطير الذي يهدف إلى القضاء النهائي على المغرب . 1 ) ان المحور الذي تعمل عليه الجزائر منذ ستة سنوات ، هو خلق معارضة مغربية -- مغربية لمغربية الصحراء . أي خلق لوبي خائن داخلي ( گورباتشوف مغربي ) ، يدمر المغرب من الداخل ، ليسهل فصل الصحراء عن المغرب في مرحلة أولى ، و تنتهي بابتلاع الجزائر الدولة ، للمغرب الدولة . ولنا هنا ان نتساءل : هل مواجهة النظام المغربي ، او إسقاطه ، لا بد ان تتم عبر تفتيت المغرب أرضا وشعبا ؟ وهل من المنطق والروح الوطنية ، المساهمة في هذا المخطط الجزائري ، الذي يهدف الى تدمير المغرب وتشتيته ، والانتهاء به ككيان تابع للجزائر التي ستطوقه من كل جانب ؟ 2 ) عندما سينجح المخطط بفصل الصحراء عن المغرب ، وإنشاء جمهورية صحراوية ، وبعد حصولها على الاعتراف الدولي ، فان أول شيء من المخطط الخطير الذي يجري التحضير له ، هو اندماج الدولتين الجزائرية والصحراوية في دولة واحدة . وهذا أمر وارد في حالة نجاح المخطط ، بحيث ستصبح حدود الجزائر الدولة بالمحيط الأطلسي ، وستصبح حدود الجزائر مطوقة لحدود المغرب ما قبل 1975 . أي أن الجزائر ستطوق المغرب من جميع الجهات . وان هذا الوضع وحسب المخطط الجزائري الخبيث ، سيجعل المغرب يخرُّ بانتقال الانفصال ، إلى الريف ، والى الأطلس المتوسط ، والأطلس الكبير .. الخ ، الأمر الذي سيفرض قوة الدولة الجزائرية الجديدة ، وتصبح كل الجمهوريات التي تكونت بالمنطقة ، تابعة او جزء من الدولة الجزائرية الجديدة والقوية . فهل سينجح المخطط التخريبي الجزائري بالمنطقة ، بانفصال الصحراء ، وإنشاء الجمهورية الصحراوية ، ودمج الدولتين في دولة واحدة ؟ ان ما تجهله الجزائر ، هو طبيعة الشعب المغربي الوطنية ، والتصاقه بالقضية الوطنية الصحراء المغربية ، والريف المغربي . ان الشعب المغربي قاطبة ، ومن مختلف الشرائح ، وباستثناء بعض الخونة ، يقف صفا واحدا في الدفاع عن وحدة المغرب أرضا وشعبا . إن قيام دولة عميلة بالمنطقة ، إسرائيل الثانية ، هو ظلم صارخ ، لا يهدف فقط إلى تشريع التجزئة والانفصال ، بل ان الهدف الأساسي هو تطويق المغرب ، وخنقه ، وإفساح المجال لسد برّي للنظام الشوفيني الجزائري ، لتصبح حدوده بالمحيط الأطلسي . أي أن الدولة الجزائرية الجديدة بعد الاندماج مع الدولة الصحراوية المرتقبة ، ستعزل المغرب نهائيا عن عمقه الإفريقي ، وتحوله كطائر في قفص حديدي . ان الصحراء هي رِئتا المغرب اللتين يتنفس بهما ، وان أحسن شيء يجب ان نتركه للأجيال القادمة ، أن نترك لهم مغربا يتنفس ، وليس مغربا مخنوقا . ان قضية الصحراء بالنسبة للمغرب هي قضية حياة او موت . هي قضية حياة لنا وللأجيال القادمة ، إن وقف الشعب سدا منيعا ضد المخطط الجزائري المفضوح ، وموتا أن حصل الانفصال ، وتأسست الجمهورية الصحراوية ، لتندمج في دولة واحدة مع الدولة الجزائرية ، التي ستصبح دولة جديدة ،حدودها وصلت الى المحيط الأطلسي ، وأضحت مطوقة للمغرب .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السؤال الذي على المغرب طرحه على الاتحاد الاوربي
-
لعبة الامم واشكالية صياغة القرارات الاممية -- الصحراء المغرب
...
-
حدود تحرك البوليساريو كجبهة وكجمهورية
-
اللقاء بين الاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي في مهب الريح
-
الملك ضد الملك
-
فشل إنفصال كتالونية
-
آية الغضب المحْموم
-
الحركات الانفصالية : الريف ، كتالونيا ، كردستان
-
كردستان العراق ، كتالونية ، الصحراء : من الحكم الذاتي الى ال
...
-
لا تلُم ْالكافر عن كفره ، فالفقر والجوع أب الكفار
-
رسالة الى الاستاذ عبدالرحيم المرنيسي -- مملكة السويد الديمقر
...
-
هل يمكن تغيير النظام في المغرب .... وان كان الامر ممكنا .. ك
...
-
هل فشل حراك الريف ؟
-
شهر نوفمبر سيكون عصيبا على المغرب ، ومصداقية ما يسمى بأصداقه
...
-
بخصوص ما جرى بعاصمة الموزنبيق موبوتو
-
من يعارض مغربية الصحراء ؟
-
جبهة البوليساريو ترحب وتطبل لتعيين رئيس ألمانيا السابق ممثلا
...
-
رحلت فابتعدت ..... أنت .. أنت ..... وحدك . من أغبالة آيت شخم
...
-
تباً لهذا الزمن المُتعفن . تباً لهذا الزمن الموبوء
-
هل تستطيع العصابة المجرمة التي أجرمت في حقي ، منعي من مغادرة
...
المزيد.....
-
فيديو يُظهر نائب الرئيس الأمريكي يتعرض لصيحات استهجان في حفل
...
-
حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي وجثث أ
...
-
تفاعل واسع على مواقع التواصل بـ -قطايف- سامح حسين
-
مصارع مصري يدخل موسوعة -غينيس- بعد أن سحب بأسنانه قطارا يزن
...
-
فيضانات وسيول في بوليفيا تؤدي إلى تدمير المنازل والمحاصيل وا
...
-
-هولي-... مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
-
لأول مرة.. وفد ديني درزي من سوريا في إسرائيل
-
وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية
-
وزير عراقي يروي تفاصيل عملية لاغتيال صدام حسين كان طرفا فيها
...
-
أوكرانيا تعلن -بدء تشكيل فريق لمراقبة وقف إطلاق النار-
المزيد.....
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|