|
هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة...؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 12:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة...؟؟ بات من الواضح بعد عملية الإغتيال الفاشلة التي تعرض مدير الأجهزة الأمنية في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيمة وتفجير النفق الهجومي الخاص بسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي،والذي نتج عنه استشهاد 8 مقاومين منهم اربعة من قادة سرايا القدس،أن الاحتلال أولاً يريد ان يغير قواعد الإشتباك،بمعنى ان يمتلك القيام بعمليات عسكرية،تحت ذريعة قيام قوى المقاومة بحفر انفاق او تطوير منظومتها الصاروخية أو حتى التزود بالسلاح،دون ان يرى بذلك خرقاً للهدنة،وان فصائل المقاومة ليس من حقها الرد على ذلك،وكذلك يريد أن يعمل على تفجير الأوضاع الأمنية وزعزعة الاستقرار والأمن في قطاع غزة،كما يستهدف خلط الأوراق،ومنع أي تقدم فلسطيني على طريق تحقيق المصالحة الفلسطينية،فالإحتلال بهذه العملية وعملية الإغتيال الفاشلة،أراد ان يبعت بعدة رسائل للمقاومة الفلسطينية ومن يقف خلفها ويقدم لها الدعم المادي والعسكري،أولى هذه الرسائل بأن موافقته على المصالحة تتطلب قطع العلاقات مع طهران،ولكن حماس ردت على ذلك بتوثيق علاقاتها مع طهران،عبر زيارة وفد قيادي من حماس أغلبه من كتائب عز الدين القسام برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس القائد صالح العاروري مطلوب رقم واحد لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية،والذي اكد من طهران على أن علاقة حماس بطهران فوق ممتازة وطهران الداعم العسكري والمالي رقم واحد للمقاومة الفلسطينية،والرسالة الثانية بأنه المصالحة للموافقة عليها اسرائيلياً تتطلب نزع سلاح المقاومة من صواريخ بكافة أحجامها واشكالها ومداياتها،وكذلك تدمير الأنفاق،والرد الفلسطيني بان المقاومة لن تنزع سلاحها،فالمحتل ما زال جاثم على ارضنا بكل تمظهراته عسكريا واقتصاديا وامنيا،ومن حق الشعب الفلسطيني خوض النضال بكافة اشكاله،وفقد يتم بحث دور سلاح المقاومة،بعد تحقيق تسوية سياسية تلبي الحد الأدنى من حقوق شعبنا الفلسطيني في دولة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران /1967 دون مستوطنات وعاصمتها القدس ودون تنازل عن حق العودة. الاحتلال في هذه الجريمة التي نفذها بحق قادة ومقاومين فلسطينيين،يعتقد بان الظرف السياسي الان قد يمنع قوى المقاومة وبالذات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من الرد على هذه الجريمة،فحركة حماس معنية بتدعيم وتوثيق علاقاتها مع مصر،وهي يرى بانها لن تخرق وقف اطلاق النار والتفاهمات،حيث ان النفق كان يمتد الى تحت مستوطنات غلاف غزة،ولذلك الرد لا يشكل خرقاُ الاتفاق والتفاهمات بهذا الشأن.وكذلك ترى الأجهزة الأمنية والمستوى العسكري الإسرائيلي،بأن شعبنا واهلنا في قطاع غزة والذين عانوا وما زالوا يعانون من حصار جائر وظالم غير معنين أن تنفجر الأوضاع وتتطور الى حرب شاملة،وخاصة بأن قطاع غزة عانى من ثلاثة حروب فرضها الاحتلال عليه خلال ست سنوات. والرسالة الثالثة التي أراد ان يوجها الإحتلال ،هي بأنه على حماس أن تعمل على إطلاق سراح جنودها ومواطنيها المأسورين لدى الحركة في قطاع غزة...وربما الأوضاع أبعد من ذلك فالمحتل يريد ان يجر قطاع غزة الى حرب شاملة من اجل تدمير قدرات المقاومة من السلاح الإستراتيجي الصواريخ،والتي أصبحت تصيب عمق دولة الاحتلال،والتي من شانها ان تفرض حظراً جوياً على مطار اللد الدولي،ناهيك عن الشلل الإقتصادي،وأيضاً تدمير الأنفاق والبنية التحتية لقوى المقاومة. الرد من قبل فصائل المقاومة،وأجنحتها العسكرية،يجب ان لا يكون على غرار ما جرى في هبة الأقصى،تصريحات نارية و"هوبرات" إعلامية امام الكاميرات ووسائل الإعلام دون فعل على أرض الواقع،من شأنها ان تصيب الشارع الفلسطيني بحالة كبيرة من الإحباط وفقدان الثقة.ومن هنا تأتي أهمية تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم كل مكونات ومركبات الطيف العسكري الفلسطيني،يعهد اليها بالرد من عدمه شريطة ان تكون جاهزة لكل الإحتمالات،بما فيها الرد العسكري الموحد،والتي تأتي في سياق الدفاع عن النفس ضد جرائم يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني،وانا اعتقد جازماً بأن هذا القرار الإسرائيلي بالتصعيد قد جرى توظيفه سياسياً من قبل نتنياهو،فهو يريد عملية عسكرية من شأنها ان تقوي وتزيد من شعبيته في الشارع الإسرائيلي،بعد مسلسل الفضائح الذي يلاحقه بالرشاوي والفساد في ملفات 1000 و 2000 و3000 والتي من شانها تهديد مستقبله السياسي،ولذلك هذا القصف الصاروخي،له اهداف أخرى غير القتل والتدمير للأنفاق،له هدفا أن يكون خشبة انقاذ لنتنياهو،والتصعيد اتجاه قطاع غزة وليس تجاه حزب الله،مرتبط بحجم الثمن الذي ستدفعه دولة الاحتلال وجبهتها الداخلية في حال شنها حرب على حزب الله اللبناني،فترسانته العسكرية أكثر بكثير من ترسانة المقاومة الفلسطينية،وهي أشد فتكاً وتدميراً،ناهيك عن ان الحزب،قد ينقل المعركة الى داخل أراضي شمال فلسطين،وهذا سيلحق ضرراً بالغاً بالجبهة الداخلية الإسرائيلية ،تلك الجبهة التي نعرف بأن قدراتها على الصمود طويلاً تحت قصف متواصل صعبة جداً،وربما تحدث فيها حالة من الإنهيارات،اذا ما سقطت مئات بل ألآلاف الصواريخ على المدن والمنشئات والمصانع والقواعد والمطارات العسكرية الصهيونية. هذا العدوان والغطرسة والعنجهية الإسرائيلية،تضع قياداتنا وفصائلنا أمام مسؤوليات كبيرة،في صلبها الإسراع في إنهاء حالة الإنقسام التي تسير بوتائر بطيئة،وكذلك رفع العقوبات المفروضة على القطاع من قبل الرئيس،حيث ان ظروف وأوضاع أهلنا وشعبنا في قطاع غزة الاقتصادية والحياتية صعبة جداً،وهذا العقوبات تفاقم وفاقمت من الأزمات الحياتية والإقتصادية والمعيشية والصحية وغيرها،وأيضاً من الهام جداً أن لا تسمح قوى وفصائل المقاومة للإحتلال بالعمل على تغيير قواعد الإشتباك،او فرض حقائق ووقائع جديدة تساهم دول عربية وأمريكا والغرب الإستعماري على تمريرها من خلال تشريع ما يقوم بها الاحتلال من عدوان. في هذه المرحلة بالذات سنشهد المزيد من التصعيد من قبل الإحتلال الصهيوني،حيث يريد أن يفشل المصالحة بالنار والتخريب وتفجير الأوضاع،والرسائل بالنار تتعدى فصائل المقاومة الفلسطينية،فهي موجهة الى طهران وحزب الله على وجه الخصوص،بأن إسرائيل لن تسمح لكم بتزويد المقاومة الفلسطينية بأسلحة تقيم توازن رعب،وستسهدفون كما تستهدف قوى المقاومة في القطاع.
القدس المحتلة – فلسطين 31/10/2017 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في القدس الإستيطان مستمر...وبيع ممتلكات الكنيسة متواصل
-
الحرب على حزب الله ...باتت قريبة
-
لا جدران الفصل العنصري ...ولا الكاميرات الذكية... ولا مجسات
...
-
الحرب على وسائل إعلامنا الفلسطينية جزء من الحرب الشاملة التي
...
-
حروبنا مع المحتل مستمرة ومتواصلة
-
لماذا يخشى ليبرمان انتصار الأسد..؟؟
-
من خطة حاييم رامون الى خطة عنات باركو الهاجس الخطر الديمغراف
...
-
-النمر- يفشل أوهام الاحتلال بعد سبعة عشر عاماً
-
في الذكرى السابعة عشر للإنتفاضة الثانية
-
من منع طبخة -المقلوبة-...إلى الأحكام -القراقوشية- بحق الأطفا
...
-
الإحتلال يصعد في كل الإتجاهات
-
لنرمم أنفسنا يا زهار...قبل ترميم سوريا لنفسها
-
لماذا الحرب المسعورة تشتد على قوى المقاومة ...؟؟؟
-
مع بداية العام الدراسي الجديد في القدس
-
الى متى تبقى أعياد شعبنا وأمتنا مؤجلة ..؟؟
-
هم كذلك قادة كبار وبسطاء
-
رهانات نتنياهو تسقط بالجملة في سوريا
-
زيارة الوفد الأمريكي لرام الله......-طحن بلا طحين-
-
نعم شرقُ در
-
وما زال حريق الأقصى مشتعلاً
المزيد.....
-
-لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم
...
-
فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول
...
-
الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
-
الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة
...
-
ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي
...
-
توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط
...
-
وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة
...
-
عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال
...
-
لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل
...
-
فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|