|
الاعتذار قبل الحوار
فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
محاولات الاستفراد بالقرار الوطني بشكل عام وبقرار المعارضة بشكل خاص مازالت مستمرة من اطراف تدربت خلال الفترة السابقة ان تجير كل شيء لمصالحها ومن اجل بقائها على قمة الهرم وحتى الذي شاخ من المعارضة تنظيما او قيادة لم يكلف نفسه عناء البحث عن اطار صحيح للعمل بل كان الطريق الاسهل هو ركوب موجة المعارضة الاسلامية بما فيها من توجهات طائفية تتنافى ودور المعارضة الوطنية السابقة وتاريخها النضالي الكبير ولكن يبقى دور المواطن ووعيه السياسي يلعب دورا في افشال جميع المحاولات البائسة من اطراف اكد التاريخ على خطأ نهجها وفشل ادواتها السياسية القديمة والحديثة. ومن المؤسف ان توضع عناوين عريضة وكبيرة وتعني جميع المواطنين »كالحوار الوطني« ضمن مشاريع حزبية وفئوية تسعى في نهاية المطاف لتحقيق ما يطمحون إليه وهو بقاء الوصاية الحزبية الشمولية على المواطنين والتي كانت سابقا يسارية والآن تحت ستار اسلامي وتعطيل التحول التاريخي الحادث الحاصل في البحرين. فالاستخفاف بذاكرة المواطنين لن يجدي هذه المرة ومن المؤسف ان تتحدث بعض الجمعيات او الشخصيات عن الشعب وكأنهم يمثلونه ولديهم تفويض منه، فقد وصلت الامور الى طريق يضر بالتوافق الوطني الحقيقي فليس معقولاً كلما اجتمعت عدد من الجمعيات صدرت البيانات باسم الشعب وان نتائج هذا الاجتماع ملزمة لشعب البحرين وعلى المؤسسات الدستورية تنفيذ تلك التوصيات. ولذلك يجب وضع النقاط على الحروف وهي ان بعض هذه الجمعيات السياسية والتي تتفنن في صياغة البيانات باسم الشعب لا يحق لها ذلك وهي التي لم تنجح في ايصال مرشح واحد الى المجلس البلدي او النيابي؟ هذا بالاضافة الى انها لا تستطيع تنظيم اعتصام او مسيرة من خمسين شخصا فقط (احدى الادوات السياسية الشرعية) فهل هؤلاء يمثلون شعب البحرين حتى نسمي اجتماعاتهم باسم الشعب؟. فالحوار الوطني ليس حاجة حزبية او طائفية حتى يتم استدعاؤها كلما اقتضت الضرورة ذلك وليست وقفا يديره عدد محدود من الجمعيات السياسية فالحوار الوطني له أسس وشروط منها ان تكون هناك حاجة وطنية ضرورية لحوار وطني لتلافي خطر حقيقي يهدد الوطن والمواطنين ولذلك فان افتعال اجتماعات تستفيد منها بعض الجمعيات ليقولوا انهم مازالوا موجودين لا يعتبر حواراً وطنياً وسعي بعض الجمعيات الى الخروج من الاحراج الكبير الذي سببته المقاطعة لا يكون بزفة سياسية وبحضور جميع الجمعيات فهنا لا يوجد حفظ لماء الوجه بل نقولها بصراحة ان المطلوب هو اعتذار من الجمعيات المقاطعة عن الفترة السابقة. بالاضافة الى الاتفاق على مضامين هذا الحوار وان تكون النتائج بالتوافق الوطني وليس ضمن منطق الاغلبية والاقلية خصوصا مع وجود جمعيات سياسية لا تعرف غير ان ترفع يدها بالموافقة مع اول اشارة من جمعيات الاسلام السياسي ولذلك فان موضوع القوانين اذا كان يعتبر اولوية لدى البعض فان لقمة العيش والعاطلين وقروض المواطنين والسواحل هي اولوية قصوى لدى اطراف اخرى وجميع هذه القضايا لا يمكن حلها بإصدار البيانات بل عبر تنسيق حقيقي بين القوى التي تتحرك على الارض وتتصدى لذلك. نحن الآن نقول ان المقاطعة قد انتهت وحتى نضع النقاط على الحروف انتهت بفشل وبسقوط برنامجها فلا هي استطاعت ان تقوض المجلس الوطني ولا هي حققت دستور ٣٧ او مكتسباته ولذلك فان من تعدى على الشخصيات الوطنية المعارضة والتي اثبتت رؤيتها انها صحيحة وهي المشاركة في الانتخابات النيابية لعام ٢٠٠٢ هي من حقها ان تطالب باعتذار واضح وصريح من جماعات التسقيط والتخوين والذين اشهروا اسلحتهم في وجه المعارضة المشاركة سابقا، فهذا هو بداية الطريق الصحيح لتحقيق توافق وطني بشكل عام ومعارضة بشكل خاص، فنحن لم نطالب باستقالة تلك القيادات ومنها ما يسمون الخبراء الدستوريون كما فعل رئيس وزراء كندا عندما خسر حزبه الانتخابات البرلمانية (استقال) ولكن طالبنا باعتذار لاننا نعرف ان قيادات المعارضة الشمولية في العالم العربي لا تسقط من فوق الكرسي إلا بالموت او كما حدث لنعمان جمعة رئيس حزب الوفد المصري بانقلاب ابيض داخلي. وهذا عليه ان يحدث كمقدمة لاي حوار بين الجمعيات السياسية واي حوار عليه ان يكون بين القوى السياسية الحقيقية والتي تملك قواعد شعبية وحراكا سياسيا ومن غير المقبول الحصول على غالبية داخل الحوار بجمعيات لا يوجد لها ارضية في الشارع البحريني وحتى يكون لنا مقياس موضوعي في التمثيل الشعبي فصناديق الاقتراع هي المرجع الوحيد في تحديد من يحضر هذا الحوار وضمن الشرعية الدستورية ومن خلف اسوار المجلس الوطني.
#فاضل_عباس (هاشتاغ)
Fadhel_Abbas_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخبز والحرية
-
الجمعيات السياسية ... الفشل القادم
-
الدور المفقود للنواب
-
لا تنتخبوهم
-
الخطاب التعليمى متى يتغير
-
أمة الاسلام أم أمة الاخوان المسلمين ؟
-
عندما يتحول المسجد الى رسالة حزبية
-
المزايدات السياسية لا تبنى وطناً
-
الاخوان المسلمون والبلطجة
-
الاسلام هو الحل ؟ ... لماذا ؟ وكيف ؟
-
الفساد السياسى الجديد
-
الباكر والاخوان المسلمون
-
وداعاً للنظام الشمولى العربى
-
افلاس المواطن اولاً فى البحرين
-
فى مسالة الحكومة شبه الحزبية فى البحرين
-
سقوط المقاطعة فى البحرين
-
نقابات خارج القانون
-
التسجيل وبدون تحدٍ
-
تيار شعبى يحقق الوحدة الوطنية
-
استدعاء التاريخ لاثارة الفتنة
المزيد.....
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|