صباح راهي العبود
الحوار المتمدن-العدد: 5682 - 2017 / 10 / 28 - 17:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لم تكن الكوفة قبل عام 1887 سوى قرية متناثرة الأكواخ في وسط غابة نخيل تتخللها حقول الشلب والخضرة. وإبتداءاً من هذا العام وما بعده أقدم الناس على بناء بعض الدور والأسواق لتتسع بعد حين مساحة العمران على امتداد نهر الفرات .وتعزز هذا النمو بمد أسلاك البرق من الحلة إليها عام 1905 .وفي 1909 ربطت الكوفة بالنجف بسكة حديد الترمواي مما سهل وصول الزوار إلى النجف والذي تنقلهم المراكب عبر نهر الفرات من المدن المختلفة إلى الكوفة ,وهذا لعب دوراً مهماً في إنعاش اقتصاد المدينة.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أخذت وتيرة العمران تتصاعد بشكل واضح وسريع فظهرت في المدينة (كانت تسمى الجسر أما اسم الكوفة فكان يعني منطقة المسجد) ثلاثة أحياء هي الرشادية والجديدة والزوية ,كما أنشأت الحمامات العمومية التي بلغ عددها الأربعة وهي حمام جاسم الحممجي في سوق النجارين (نهاية سوق البزازين باتجاه النهر) ,وحمام كظوم في طرف الزوية قرب السوق,وحمام هندي مجاور مدرسة إبن حيان الابتدائية للبنين ,والحمام المالح الخاص بالنساء وهو مجاور لجامع الرشادية القريب من شارع السكة. وقد نشطت هذه الحمامات في تقديم الخدمات للكوفيين في وقت إفتقرت بيوتهم لمكان مناسب للاستحمام ماعدا بيوت طرف السراي التي تنامى العمران فيه نهاية الثلاثينات من القرن الماضي والتي بناها الميسورون من سكنة الكوفة (تجار وموظفين وملاك وأصحاب المجارش والخانات وكبار الحرفيين وغيرهم),إذ حرص هؤلاء على بناء جناح خاص للحمام مع المنزع في كل بيت. والوقود المستعمل لتسخين الماء في صفرية الحمام هو النفط الأبيض أو الأسود لوفرته ورخص ثمنه,وإستعمال النفط الأسود يسبب دخاناً كثيفاً أسود يرافقه السناج الذي ينتشر على ساحات البيوت المكشوفة وسطوح الجيران.
الحمامات العامة تفتح أبوابها للزبائن فجراً,وتزدحم أيام الجمع والعطل والأعياد,في حين أن الحمام المالح يبدأ باستقبال النساء صباحاً بعد أن تدب الحركة في الشوارع,أما فجراً فيستقبل الرجال فقط.
من المفيد هنا وصف هذا النوع من الحمامات التي تسمى (حمامات تركية) والتي تأسست أبان السيطرة العثمانية على العراق في كثير من مدننا بالنمط العثماني ذاته.وعموماً فان الباب الرئيس للحمام يقود إلى صالة الاستقبال الدائرية المسقفة (على هيئة قبة) والمعدة لاستقبال الزبائن للاستراحة وتبديل الملابس في لواوين بلا أبواب (منزع مكشوف),أو غرف خاصة لقاء أجور إضافية ,وهذه اللواوين والغرف التي تحيط الصالة ترتفع عن الأرضية بحوالي نصف المتر. في وسط الصالة حوض تتوسطه نافورة في وضع عمودي تصب الماء على الدوام أعدت لشطف أرجل الزبائن بعد الانتهاء من السبح وقبل الصعود إلى مكان الراحة.في ركن الصالة وقرب باب الخروج من الحمام يجلس المحاسب (وهو صاحب الحمام غالباً) لاستلام الأجور وتوديع الزبون مزفوفاً بعبارات منها (نعيماً أغاتي ,حمام العافية حجي, عوافي سيدنه......).
أما قاعة الاستحمام الداخلية فهي مبنية على هيئة قبة أيضاً كما هي قاعة الاستقبال, تعلوها نوافذ زجاجية ملونة تسمح بنفوذ أشعة الشمس من خلالها نهاراً,كما أنها تضفي لمسة جمال على المكان. يتوسط هذه القاعة في الغالب مسطح رخامي حارعلى الدوام بفعل الهواء
والبخار الساخنين اللذان يمران أسفل أرضية الحمام, يستلقي علية المستحمون على ظهورهم لدقائق لينالوا التدليك والاسترخاء .وتعد عملية الاستلقاء هذه خير علاج لآلام الظهر. وجو الحمام يكون مشبعاً تماماً ببخار الماء الساخن الذي ينبعث من الخزانة الكبيرة التي يتم تسخين الماء فيها من موقد خارج الحمام .
طقوس الاستحمام هنا تبدأ بنزول السابح إلى ماء الخزانة والغوص فيها عدة مرات , بعدها ينتقل إلى إحدى الغرف التي تحيط بقاعة الاستحمام والتي تحوي حوضاً صغيراً من المرمر أو أكثر. وأولى المهمات التي ينجزها السابح هي عملية إزالة الشعر من على جسمه إذا كان يرغب في ذلك مستعملاً (دوه الحمام) أو يسمى أحياناً النورة وهي عجينة من النورة ونسبة لا تتعدى الثُمن من كبريتيد الزرنيخ ممزوجة بالماء ,تطلى المنطقة التي يراد إزالة الشعر منها بالعجينة لدقائق قليلة ثم تشطف المنطقة ويزال أثر العجينة بالماء البارد بسرعة للتخلص من فعلها الحارق للجلد في حالة التأخر. بعض الزبائن يستدعي المدلكجي لإجراء المساج وتدليك الجسم بكيس خاص مصنوع من الصوف أو من قماش خشن مطرز بخيوط غليظة نسبياً ليكون جاهزاً لإزالة الأوساخ من الجسم عند الدلك القاسي وأشهر المدكجية هو زبالة أبو أموري. ربما يقوم السابح بجلب مثل هذا الكيس وإستعماله دون الحاجة إلى المدلكجي. السابح يستعمل الصابون الرقي عادة وهو المصنوع من زيت الزيتون الخالص في بعض المدن السورية وخاصة مدينة الرقة ومن هنا جاءت تسميته, وأجود أنواعه هو الزنابيلي الذي أشتهر ببيعه في الكوفة رجل عجوز ضرير يدعى (ماشاءالله) يحمله في زمبيل ويدور به في المقاهي والمحلات وأماكن وجود الميسورين.
قبل الانتهاء من الاستحمام يتوجه السابح إلى الدوش الموجود في زاوية من زوايا القاعة ليتم الشطف ثم يتوجه إلى منطقة وسطية ينتظر فيها لدقائق تحاشياً من تأثير التغيرات المفاجئة في الجو (من منطقة داخلية حارة إلى قاعة الاستقبال). وهنا يقوم باستدعاء العامل الذي يجلب له المناشف وهي الآزارات (الوزرات) وعددها ثلاث تكفي لتغطية الجسم من قمة الرأس حتى أسفل الركبتين. القطعة الكبيرة تُلف حول وسطه كتنورة تكفي لستر العورة ,والثانية تتغطي المنكبين وتتدلى على الظهر وتلف الصدر. أما الثالثة فيلف بها شعر الرأس بالكامل. يتم إستدعاء هذا العامل إما بالتصفيق ثلاث , أو بمناداته باسمه. ففي حمام جاسم ينادى على العامل وإسمه هندي وكالتالي :-
*هندييييييييي....... (مع جر حرف الياء طويلاً ).
يجيبه هندي :-
*يالله.......(مع جر ومط حرف الهاء ) .
لايمكنك عزيزي القارئ تصور المتعة التي تنتاب من يسمع هذه المحاورة السريعة بين المنادي والمجيب إذ يتكرر الصوت بين جدران المكان كنغمات طربية رائعة ناتجة من تداخل الأصداء . إنها وصلة موسيقية ممتعة تبقى ترن في إذن من يسمعها لا يمكن نسيانها على الإطلاق.
بعد إرتداء المناشف يدلف الزبون إلى قاعة الجلوس والراحة فيمر بدءاً بحوض الماء فيها ليغسل رجليه ثم يعود ليحتذي القبقاب الذي يرافقه طيلة وقت الاستحمام ,والقبقاب حذاء خشبي بسير من الجلد او شريط مطاط يقطع من إطار سيارة مستهلك يحمي السابح من التزحلق على أرضية الحمام الملساء المدهونة برغوة الصابون عادة. بعدها يتجه إلى مكان الراحة والاسترخاء,ثم يؤدي صلاة الفجر ,وما أن ينتهي من صلاته حتى يبادره الجايجي باستكان الدارسين ليرتشفه بهدوء واسترخاء. بعض الزبائن يجلب معه نركيلته الخاصة لتكتمل متعته بعد حمام هنيء ,أشهر من يجلب نركيلته هو الحاج هادي اللفته. وقد يجد الزبون نفسه محتاج لسِنة من النوم قبل إرتداء ملابسه والمغادرة.
تتجلى أهمية هذه الحمامات الشعبية في أنها ليست وسيلة لتنظيف الجسم حسب ,بل هي مفيدة في فتح مسامات الجلد وتقشيره وإزالة الأجزاء الميتة منه,والتخلص من الأوساخ والدهون والأملاح وبقية الشوائب ,وطرح السموم من خلال التعرق مما يشعر الفرد بخفة ونشاط .فهذه الحمامات تجدد نشاط البشرة وتحافظ على صحتها وسلامتها ونضارتها ,ويضفي على الجلد نعومة الملمس واللمعان.
الكوفيون الذين يؤمون حمام جاسم فجراً أو في أوقات الصباح الباكر يتوجهون بعد الاستحمام إلى مقهى هادي طوبه في سوق ألبو شمسه القريب من الحمام طمعاً في تناول الهريسة الحارة اللذيذة التي يجهزها لهم مطعم حسين مصطري المقابل للمقهى. ثم تناول الشاي السنكين والمغادرة.
لا يختلف حمام النساء العمومي عن مثيله حمام الرجال إلا بمقدار الصخب الذي يعم المكان المزدحم بالزبونات والناتج من حجم الثرثرة وتداخل الأحاديث التي يدور معظمها حول مشاكلهن. يضاف إلى ذلك الهرج والمرج وإرتفاع الأصوات بما يشبه الزعيق الذي يختلط بالأصوات الصادرة من إرتطام الطاسات النحاسية بأحواض المرمر,ومن صراخ الأطفال في أثناء وضع الأمهات لرغوة الصابون على وجوههم وما يتبعها من صب الماء الساخن على أجسامهم. ناهيك عما تحدثه القباقيب من أصوات تصك الآذان.
البقجه في الأصل كلمة تركية فارسية تعني الصُرة ,وهي بمثابة الحقيبة التي تحمل كل متطلبات النساء في رحلتهن إلى حمام النساء العمومي. تصنع البقجة عادة من قماش مطرز من الستن أو الحرير أو الكتان على شكل مربع طول حرفه متراً واحداً أو أقل. توضع في وسطها الملابس وترد عليها أطراف القماش الأربعة ,ثم تعقد .
سأحاول وصف ما تحويه تلكم البقج إضافة إلى الملابس والمناشف.
الديرم. وهي قطعة صغيرة من لحاء نوع من الأشجار تزرع شمال العراق و تستعمله النساء سابقاً بغرض إكساب الشفتين اللون الجوزي أو الأحمر الغامق يدوم أثره لثلاثة أيام أو ربما أربع , مما يضفي على محياهن جمالاً وسحراً .وتحرص النساء على وضعه بعد الإنتهاء من الاستحمام وذلك بتكرار إمرار قطعة من الديرم وتحريكها على الشفتين رواحاً ومجيئاً باستعمال اليد أو اللسان ولفترة من الزمن تكفي لظهور اللون على الشفتين.
السبداج. هي أقراص دائرية بقطر 4 سم تقريباً ,لونها يميل إلى البياض تصنع من مسحوق ناعم على هيئة معجون جاف يطلى به الوجه فيضفي عليه إشراقة بياض هادئة. يصنع في منطقة كركوك.
الكحل. وهو عنصر الأنتيمون الذي يسمى تجارياً الأثمد. يوجد في الطبيعة حراً أو مركب بشكل حجر أسود يميل إلى الحمرة. يُهيء للإستعمال وذلك بتركه في الماء لثلاثة أسابيع ,ثم يسحق بالهاون,وينخل بقماش ناعم , ثم يوضع المسحوق في المكحلة ,والمكحلة هي إناء معدني صغير بفتحة ضيقة يسدها مسمار معدني مدبب يسمى (الميل) الذي يُغمس بمادة الكحل ,ثم يمرر هذا الميل الملطخ بالكحل بين جفني العين ,ويسحب بلطف بينهما فيعلق الكحل بالعين والهُدب (الرموش), وما أجمل العيون عندما تكون كحيلة.أما الحاجبين فيتم صبغهما بقلم ملطخ بالسناج (صخام القدور) بعد أن يخلط هذا السناج بالشحوم الحيوانية لتكمل روعة وجمال العيون.
الحناء (الحنه). وهي مادة نباتية معروفة لدى الجميع يتم تخمير مسحوقها بالماء ,ثم يدعك بها شعر الرأس بأكمله قبل الاستحمام بفترة مناسبة تكفي لاعطاء الشعر لونه الأحمر الأخاذ . وغالباً ما تستعمله النساء لإخفاء الشيب ,كما تفيد الحناء بصبغ الأظافر وتخضيب القدمين والكفين.
مزيل الشعر. غالبا ما تستعمل النساء الشمع والقار(الجير) لإزالة الشعر من كل أجزاء الجسم .تستعمل أحياناً عجينة السكر(الشيره),وربما مواد أخرى.
الطين خاوه. مادة رملية سريعة الذوبان بالماء,تُخمر وتوضع على شعر الرأس طيلة فترة بقاء المرأة بالحمام العمومي ,وهذه المادة كفيلة بجعل شعر الرأس أكثر نعومة ولمعاناً لا يضاهيه أي مستحضر كيميائي تستعمله النساء في الوقت الحاضر,وليس له تأثير سلبي على الجسم بخلاف المواد الكيميائية.
الحجر الأسود ذو المسام الناعم المستعمل لتنعيم جلد القدم والكعبين وإزالة الزوائد عنه بطريقة الحك القاسي والدلك السريع المستمر بخفة.
صابون الرقي المصنوع من زيت الزيتون ,وهو صناعة سورية ينتج في بعض المدن السورية وأشهرها (مدينة الرقة) التي منها أخذ إسمه.
المشط الخشبي ذو الطرفين (جهتين) أحدهما بأسنان خشنة متباعدة يعدل به الشعر المتشابك,والآخر بأسنان ناعمة متقاربة لتسريح الشعر, يتخلل الأسنان الناعمة خيط صوف مهمته التقاط الأوساخ (وأمور أخرى) من فروة الرأس وما بين الشعرات.
الليفة. المصنوعة من القش النباتي ,مع الكيس الأسود المصنوع من قماش صوف عادة ويكون مطرزاً بخيوط غليظة نسبياً يستعمل في إزالة الأوساخ من على الجسم بالدلك القاسي.
جميع هذه المواد ومثيلاتها تجدها النساء الكوفيات في محلات العطارين في الكوفة ,ولعل من أشهر هؤلاء هم محمد حسين كرماشه,السيد حيدر مشكور, أبو صالحتج في سوق العلاوي .لكن الأكثر شهرة من كل هؤلاء العطارين هي إمرأة إسمها (أم عبد الخالق) كانت تفترش الفجوة الفاصلة بين مدخلي سوق (الوكفة) في شارع السكة.
من الطقوس المعروفة لدى أهل العروس دعوة الأحباب والخلان والأقارب لمرافقة إبنتهم لحفل الاستحمام في الحمام المالح وعلى حساب أهل العريس طبعاً .كما يحصل مثله للعريس فيدعو مجموعة من أصدقائه والمقربين لغرض مشاركتهم حمامه المميز, بعضهم سيكونوا سراديج العريس, والسردوج هو شخص مقرب من العريس يرافقه طيلة يومي الحنة والدخلة ولا يتركه إلا عند باب غرفة العرس.
نصف الآن طريقة تسخين ماء الخزانة الرئيسة في الحمام وأرضيته من خلال موقد . إذ يتم حفر جفرة تحت حوض الخزانة تلك خارج الحمام ,وتستعمل عادة مادة السبوس كوقود لهذا الغرض نظراً لرخص ثمنه وتوفره في الكوفة وسهولة إستعماله ومقدار ما يمنحه من طاقة إحتراق عالية. والسبوس لمن لا يعرفه هو القشور الخارجية لمادة الشلب الذي تلفظه معامل الجرش المنتشرة على ضفة نهر الفرات المار بالمدينة منها مجارش الدجيلي والكرماني والسيد شبرموسى والسيد عطية السيد سلمان وغيرها. أما نواتج الاحتراق (الرماد) التي ترمى في( الطمه ) خلف بناية الحمام فيستفاد منها كسماد طبيعي في بساتين الخضرة وفي الحدائق نظراً لسهولة ذوبانه بالماء ,ولاحتوائه على عناصر (السليكون والحديد والفسفور ) وهي العناصر المهمة والضرورية لتسارع نمو النباتات والمحاصيل الزراعية ,وتحسين إنتاجها. كما يستعمله آخرون بعد خلطه بما تلفظه المرافق الصحية (مكرم القارئ) لجعلها مادة ذات كثافة يسهل معها حمله على عدول الحمير ومن ثم نقلها إلى الحقول ( وبالأخص حقول الخس) كسماد عضوي فعال.
خاتمة. في الربع الأخير من القرن الماضي ,وبعد تحسن الوضع الاقتصادي والعمراني في البلاد برز الحمام المنزلي كضرورة ملحة في كل بيت ,وكان الوقود المستعمل لتسخين الماء في الكيزرات هو النفط أو الغاز الطبيعي أو استعمال الطاقة الكهربائية . وبهذا عزف الكوفيون عن الذهاب إلى الحمامات العمومية ,فقل الرواد والزبائن وأصبحت المردودات المالية ليست بذات جدوى ولا تسد رمقاً ,إذ لم تستطع الصمود أمام هذا التحول التكنولوجي والعمراني ..........
مات أصحاب الحمامات ومعهم ماتت حماماتهم ,وغدت بناياتها أطلالاً خاوية تسكنها الكلاب السائبة ,وتحولت إلى مرتع للعقارب والثعابين . أما قبابها فلم تعد شامخة كعهدها السابق بل أمست خجلى مطأطأة الرأس ذليلة حزينة تشكو بصمت غدر الزمان وفعل الحضارة فيها. أفل نجم حماماتنا العمومية الشعبية في مدينة الكوفة بعد أن تهدمت وأصبحت أثر بعد عِين.
#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟