رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 5682 - 2017 / 10 / 28 - 11:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يصعبُ في احايينٍ ما التمييز بين الذين يكتبون عن جهالةٍ ونقصٍ في المعلومات , وبين الذين يتعمدون إبراز الخطأ وتجسيمه على أنه حالةٌ مثلى ينبغي الأرتقاء لها والأقتداء بها .!
يكادُ العنوان اعلاه يمثّل نصف الأجابة على , فبعض الأسماء الأنفصالية في الأقليم وخارجه ما برحت وما فتئت تضربُ " بعنفٍ " وتكرار على قضية انفصال مقاطعة كاتالونيا في اسبانيا , وضرورة تقليدها بأعتبارها حالة متميزة في قلب اوربا , ولا علاقة لها بالشرق الأوسط او الأسلام والمسلمين ولا عقدة العِرق , وكأنهم يقدّمون لنا دراسة جديدة عن القانون المقارن او الأدب المقارن دونما اية مقارنة .!
وسواءً انفصلت او استقلت كاتالونيا وحصّلت على اعتراف أممي , وجرى إيلاجها في منظمة الأمم المتحدة .! , فليست هنالك اية اوجهٍ من الشبه او التشابه بين كردستان وهذه المقاطعة الأسبانية , فالمواطنون الكاتالونيون لا يمتلكون بيشمركة , ولا دباباتٍ ومسروقة من الجيش الأسباني ! كما لا يمتلكون احزاباً وتنظيماتٍ مسلحة , وأنّ الأحزاب في كاتالونيا لا تحتل ايّ منها محافظة مخصصة لها دون غيرها , وقد نذهب بعيداً بالقول أنّ الكاتالونيين لا يرتادون الشروال والحزام غير الجلدي العريض فضلاً عن اغطية الرأس غير المنتظمة هندسياً " مع فائق الأحترام للزيّ الكوردي الفولكلوري .
وبهذا الصدد كذلك , فأنّ الوضع الديمغرافي في كاتالونيا يختلف جذرياً عن اوضاع الأخوة الكرد , ففي الأولى فأنّ مواطني تلك المقاطعة هم كتلة بشرية واحدة داخل اسبانيا , وليس كما الأكراد مشتّتين ومتوزعين بين 3 – 4 دول او اكثر ويريدون الأستقلال قسراً في واحدةٍ من هذه الدول دون غيرها .!
والى ذلك , فنأمل من الذين يتعرّضون لمسألة الأنفصال أن يحصروا الحديث داخل اسوار المنطقة , ولا يجرّونا الى بلاد الأندلس وطارق بن زياد او سواه . وكفى الله المؤمنين شرّ القتال , كما أنّ ايّ تفكّكٍ بين المسلمين لا يحظى بمقبولية الدين .!
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟