أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال العبود - هل المرأة حقاً هي شرف الرجل؟














المزيد.....

هل المرأة حقاً هي شرف الرجل؟


نضال العبود

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الشرف هو السمو و العلو، و شريف القوم مقدّمهم، أي أكثرهم جرأة و شجاعة و كرماً و دفاعاً عن الحق ضد الباطل و إغاثة للملهوف...و غيرها من الصفات التي كان يتحلى بها العربان..
و لا يختلف على هذا المعنى لا قديم قواميس العربية و لا حديثها، و لم نرصد فيهما أي تطور دلالي للمعنى الذي تحمله الكلمة ضمن السيرورة التاريخية لحركة الأقوام العربية العاربة و المستعربة.

لكن أن يدعي العربان أن شرف الرجل هو المرأة فهذا تناقض ما بعده تناقض.. و البرهان على ذلك ليس بالعسير. فكيف يقبل أن يسوم شرفه (المرأة) أنواع العذاب النفسي و المادي عشرات المرات يومياً في المنزل و الشارع و العمل و غيرها، و يعاملها على أنها ناقصة عقل و دين مع أن خديجة الأسدية امرأة و رابعة العدوية امرأة و نوال السعداوي ...
العربي يحمل المرأة جميع عقد نقصه و عاره لأنها العنصر الأضعف، و هي أفصح الأمثلة على وضعية القهر بكل أوجهها و دينامياتها و دفاعاتها في المجتمع المتخلف.
فالمرأة تعاني من الاستلاب الجنسي من قبل الرجل العربي الذي يجعل وضعيتها مأزقية، و يفجر عندها الكثير من المآزم النفسية.

كان جسد المرأة و ما يزال مادة غنية للتشريع ، تحديد المسموح و الممنوع من تحركات الجسم و تعبيراته و متطلباته، تبعاً لأنماط مقبولة اجتماعياً، أي في النهاية تبعاً لأنماط تخدم المتسلط الذي يمتلك هذا الجسد.
هناك قوة المنع المدنية، و قوة التحريم الدينية التي تثقل جسد المرأة بقيود الخطيئة و مشاعر الإثم.

جسد المرأة مقيد تاريخياً، فالحركية الحرة للجسم جنسياً أساس معنى العيب، و ضبطها المقنن أساس معنى الشرف. كل قوانين المنع و التحريم تهدف لاحتواء هذا الجسد و وضع مفاتيحه في يد الرجل. فالقوانين (ومنها قانون الشرف) هي إذن وسيلة الرجل و سلاحه لامتلاك جسد المرأة و السيطرة على كيانها. و هكذا يمتلك الرجل جسد المرأة، أي يمتلكها بعد أن يختزل كيانها ضمن حدود جسدها في أغلب الأحيان، لا من خلال رضى و توافق متبادلين، بل من خلال قوة القانون، العلاقة حقوقية قبل أن تكون عاطفية. و لكن حقوقية العلاقة لا تترك للمرأة أي حق تقريباً. بينما تعطي الرجل كل الحق مما يدفع به إلى الأنانية، حتى في المتعة، إذ لا يراعي حاجاتها و وتيرة الإثارة و المتعة عندها.

إذاً قانون الشرف هذا بدعة اخترعها الرجل ليمتلك من خلاله جسد المرأة و يتصرف به كما يشاء و أصبح هو نفسه مكبلاً بهذا القانون.
و لم تستطع عقليته الأسيرة لمعتقدات و عادات عفا عنها الزمن أن تتحرر و تتكيف مع حركة المجتمع و أصبح اعتقاده أحد معوقات التطور الاجتماعي و القيمي و أهم مثبطاته، و ظل حبيس تفكير محدود.

فجمود الفكر و تحجره منع من تحول المجتمع الأهلي إلى المجتمع المدني و أصبح الخاص مهيمناً و متسلطاً على العام.
فإذا نعت شخصاً بأنه فاسد أو أداة فساد أو بأنه يغلب مصلحته الأنانية الضيقة على مصلحة المجموع فإنك لن تحرك شعرة في مفرقه، أما إذا وصفته بأنه عديم الشرف (ليس له أية مكانة بين قومه أو لا يعتد برأيه) فإنك تقض مضاجعه و تسبب له انهياراً عصبياً مع توافق ذلك فعلاً مع واقع الحال.

لذلك فما نحتاجه هو جدل حقيقي بناء مع الذات و مع الآخر لنحطم تابوات وهمية موجودة فقط في مخيلتنا. فتحطيم هذه التابوات سيوصلنا إلى المعرفة التي هي بالأساس صراع بين العقل الرحماني و العقل الشيطاني بمعنى تمييز الحقيقة (الواقعية) عن الوهم (المثالية).
و المعرفة هي الوسيلة الوحيدة لنقض الواقع الحالي المتخلف للوصول إلى واقع أقل تخلفاً يتطابق فيه العقل مع الواقع، و ينظر فيه إلى الإنسان كانسان مع إهمال خلفية صورته التي يمكن ألا تمثله في أحيان كثيرة.



#نضال_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس تلج المجتمع الدولي من البوابة الروسية
- مديرية حقول الفساد
- الشفافية في مواجهة الفساد
- تهميش حملة شهادات الدراسات العليا و تداعي القطاع العام في سو ...
- إصلاح العلاقة بين الدولة و المجتمع‏


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال العبود - هل المرأة حقاً هي شرف الرجل؟