نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 01:20
المحور:
الادب والفن
تقول احدى الروايات عن قيس بن الملوح وقرأتها قبل قليل عن سفره مع والده الى الحج
عندما أخذه والده إلى الكعبه لعله يشفى من حب ليلى
العشرين من ذي الحجة في
في عام صادفت وقفته يوم جمعة فاجتمع يومها الحجيج ما لم يجتمع في حج من قبل
وهو حج جفل منه قيس عندما أخذه والده إلى الكعبة بنصيحة من الناس لعل الله يشفيه من ليلى , قيل فلما طلب منه والده أن يتعلق بأستار الكعبة ويدعو الله الفرج، وقف قيس في نهدة من الأرض , صارخا في البيت وأهله اللهم زدني لليلى حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها أبدا ولا تشغلني عنها , فبوغت أبوه، والتفتت اليه الجموع مستغربة مستنفرة، فمثل هذا دعاء لم يعهدوه ولم يسمعوا بمثله , في هذا الموقف، فاستكبره جمهور رأى فيه بوحا لا يليق واستهتارا لا يسكت عنه، فشخصوا حول قيس وتناهبوه، وهو يردد الدعاء ذاته، لا يغير فيه إذا لم يزد وأبوه يذود عنه مسترحما معتذرا متعذرا بجنون ألم بولده لفرط العشق لكنهم لايسمعون اليه، حتى أوشكوا عليه وفيما هو محمول يخرجونه من الحرم ينقذونه ودمه يغسل الطريق، كان يردد بصوت واهن، لا يكاد يسمع : ها أنت سمعت ها أنت رأيت ولما رجع قيس إلى قومه، شاع ما فعله في البيت، فوصل الخبر الى ليلى، وشاقها أن تجتمع به فأرسلت تدعوه، فطار اليها يريد أن يصدق وعندما دخل عليها كان محتقنا أول من ذكر كلمة الحب هو قيس بن الملوح ..
فكتب حينها هذه الابيات من الشعر :
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكّة والقلوب لها وجيب
فَقُلْتُ وَنَحْنُ فِي بَلدٍ حَرامٍ بِهِ
واللّه أُخْلِصَتِ القلُوبُ
أتوب إليك يا رحمن ممّا
عملت فقد تظاوكيف وعندها قلبي رهين
أتوب إليك منها أو أنيب
هرت الذّنوب
فأما من هوى ليلى وتركي
زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ
اااااه يا قيس لو تعود بزمننا هذا ستجن فعلا حين تعلم ان العشق اصبح كشرب الماء , يا ابن الملوح قد ماتت ضمائرنا وشبابنا اصبحوا في طيش لا يعرفون العشق الحقيقي , ااااه لو تعود ستجد ان العشق اصبح الاكترونيا وفي الهاتف الذي يضع على الجيب , يا ابن الملوح علمنا كيف يكون العشق الازلي , وعلمنا معنى الصدق في الحب والكلمة , يا قيس بن الملوح شبابنا يحبون الفتيات من اجل غاية وحين الانتهاء يغيب عنها ليجد فتاة اخرى , العشق يا قيس في زماننا هذا مخجل جدا ولم نشاهد مثل عشقك لليلى .
الفتيات في زماننا هذا اصبحن يلبسن الجنز ويجلسن في المقاهي حاملات " النركيلة" وفي ايديهن لوح الاكتروني يدردشن مع مئة رجل , عكس ما كان في زمانك حين منعوك من مشاهدة عشيقتك رغم ان حبك طاهر , وقلب سليم .
نحن بحاجة الى مراجعة سيرتك لنتعلم منك معنى العشق الطاهر , نحن بحلجة الى ان نجعل من سيرتك دستور ونعلقه في شارع المتنبي وشارع الرشيد , وفي الكليات والمعاهد ليعرف شبابنا ما هو العشق وتفسيره .
انا اقدم لك اسفي وخجلي على ما وصل شبابنا من طيش وتهور وعدم الصدق في العشق مع عشيقاتهم . فكل ما في الامر يا قيس ان شبابنا يبحثون عن الشهوة بأسم العشق
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟