عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 17:26
المحور:
الادب والفن
-1-
يجلس فوق كرسي خشبي، كان وقتذاك قد شارف السبعين، يسعل سعالا خفيفا، ينظر باستياء إلى الغابة التي اختفت وحلت محلها العمارات، يخاطب نفسه : " هل هذه هي القرية التي ولدت فيها، أين أشجار الفلين ؟ " . لا من مجيب ! من يكترث لكلامه ؟ إنه مجرد عجوز يهلوس، جسده ينظر إلى التحت وروحه تنظر إلى الفوق، آه في مجتمعي البئيس، كم من عجوز قتل قبل مماته !؟
-2-
يتساءل المرء : هل العجوز مع تقدمه في العمر يحافظ على لياقته الجنسية؟ تقول الطبيبة نوال السعداوي : إن الليبيدو (دافع الجنس/ الحياة ) يولد معنا ويموت معنا سواء تعلق بالذكر أو الأنثى، وبهذا المعنى فالعجزة والشيوخ لا يموتون جنسيا وإنما طبيعة المجتمع هي التي تحتفي بالجنس أو تعدمه، ألم يكن اليونانيون والهنود واليابانيون شيوخا و أطفالا ونساءا وشبابا في العهود الغابرة يعبدون الأعضاء التناسلية ؟ هكذا كانوا يمجدون إرادة الحياة. كانوا يفضلون إرادة الحياة على عدم إرادة أي شيء ! من يذكر مهرجان كانامارا ماتسوري لعبادة الأعضاء التناسلية في اليابان؟
-3-
يتكىء العجوز على عكازه، ذاكرته صلبة، لا يهمه العمر ولا يهاب الموت ولا يفكر في عالم آت، إنه شاب في شيخوخته كأن الزمن متوقف، ليست الأعمار هي كل شيء، فكم شاب شيخ في فكره ويتطلع إلى الموت كأنه واقف على بابه؟ إن الشيخوخة هي الشيخوخة الشابة المقبلة على الحياة تنفي الموت نهائيا ولا تتطلع إلى عالم غير هذا العالم بخيره وشره .
ع ع/ الدار البيضاء 22 أكتوبر 2017
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟