كندا رغم أنف القدر

أحمد عماد

الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 07:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كانت هذه صرخة شاب يحمل غضب الدنيا كلّها في حنجرته في وجه البحر، بعد أن أحسّ "بالحكرة"وأهين في أعز ما يملك الإنسان المقهور أو رأسماله الوحيد في بلاد المقهورين، من طرف كولونيل متقاعد يملك شركة خاصة تُشغل المئات من العمّال وفق نظام عسكري ديكتاتوري.
الصّرخة لن يحاسب عنها الصّارخ اللّهم في عرف رجل دين يلتفت للقشور ويتجاهل الجوهر.الصّرخة ومضمونها وكلماتها تعبير عن الدّرجة الصّفر من اليأس واللاّمعنى من البقاء على أرض تُداس فيها كرامة المُهمشين بأرجل سُلطة القهر والإستبداد العفنة.
وهنا نعود لسياسة الرّيع للنظام الأزلية مع حاشيته والعسكر، المرتكزة على معادلة "كلوا واشربوا وأسرفوا كما شئتم واتركوا النظام وشأنه"، لذلك نجد الشركات والمقاولات التي يمتلكها رجال السلطة تستحوذ على غنيمة السوق وليذهب كل مقاول شاب هو وطموحه إلى جحيم الجحيم وليس فقط إلى الجحيم، حتّى الإعلام لم يسلم منهم فأغلبية شركة الإنتاج الإعلامي في حوزتهم ليتسأل بعدها المتفرج المسكين عن سبب "الحموضة" المُقدمة له، وهو لا يعلم أنّها نتيجة لمقدِمة الإكرامية المُنزّلة من السّماء على أصحابها دون استحقاق ودون أي تعب أو كلل.
صديقي كان أكثر تعقلاً نسبيا بقرار الرّحيل - رغم أن رحيلنا ليس بالحلّ الأمثل للوطن وللأجيال القادمة - إلى بلاد الكفار حيث يُقام عدل الله بين العباد ويتساوى الكلّ في الحقوق، فلا فضل لرجل سلطة على مواطن بسيط إلا باحترام القانون.
قلت كان أكثر تعقلا لأنه في تلك اللحظة التي تضيق فيها الأرض على المظلوم بما رحبت، هناك من قام ويقوم بإذاء نفسه عندما يصل التّحمل مداه. سيبقى الحال على ما هو عليه وستستمر ردود الأفعال وستتعدد أشكالها مدام الظالم يصول ويجول دون حسيب أو رقيب إلى أن تستفيق البلاد على دوي الإنفجار الكبير الذي سيحرق الأخضر واليابس، الإنفجار الّذي تؤسّس له الشّلة المُفسدة في الأرض سواء عن وعي أو دونه.
أمالنا كبير في الجيل الناشئ والصاعد إلى دواليب القرار، أن يُعيد للمبادئ والأخلاق بريقها وللإنسانية وهجها، وهذا بعد عمر مديد للتماسيح المُعمّرة.

#أحمد_عماد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات