|
ليلةٌ تنزف الرعب .
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 20:07
المحور:
الادب والفن
كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل ، و إذ بهاتفي النقال يرن : نعم يا صاحبي . قال بصوتٍ متهدجٍ : الحزن يطرق أبواب قلبي ، و يسلب منه النبض الجميل . فيكسو وحدتي سواداً ، منها تنزف الألم و الوحشة ، و يطرد النعاس من جفوني ، و كأن موجات الصقيع تحاصرني من كل صوبٍ . فتصحر نفسي قاحلةً ، تدفع الأمل بجمع أوراقه استعداداً للرحيل ، لتظل المرارة جزءاً مني .
ليلي صامتٌ تسكنه الخفافيش ، و في معمعان ظلامها الحالك تتسابق زفرات الألم ، و من شاشته السوداء تتدفق صور أشباحٍ تمزق الفرح ، و تخطف البسمة . تنبش الأعماق لتوقظ فيها الوجع ، تجتاح السكون لتثير الصمت ، و تفتعل الفزع لاختراق الحواس و التهاب الجوارح .
أول ليلةٍ أراها تفوز بالفوضى العارمة ، و تبلغ قمة الشغب بصمتٍ أكثر ضجيجاً على حلبة التشتت الذهنيِّ . لبعض الوهلة تحس بأنه لا مؤشر على أن الحياة تشبه الحياة .
كل شيءٍ في طريقه إلى الانكسار ..........
قاطعته وهو لايزال يسرد كوابيسه : كفاك جفاءً ، مهما طال الإحباط رغباتنا ، سنظل نغذي الروح بالحلم لتستعيد نشاطها ، و نتمسك بالشجاعة ، نطارده ... نتشبث به .... نحارب من أجله بالأمل حتى يتحقق . اغزو الضجيج ، و تمرد على الألم ، صارع الأفكار المتزاحمة في العقل ، اركن إلى الذات ، و استسلم للسكوت من غير تفكيرٍ لتخرج مما أنت فيه . ازرع في صدرك الأمل تجد الدفء ، و تعم نفسك السكينة . فالأمل يموت ذابلاً ، إذا ما أفقدت الثقة و هجرته ، و اعتزلت سباق الحياة . ضاعف قدراتك ، و افتح الباب أمام مداركك لتشق الطريق إلى واحة العمل بالتفاؤل ، كي لا يغيب الحلم . و بالغوص في أعماقك برحلةٍ روحيةٍ تجد الحب و الجمال ، و طموحاتٍ قابلةً للنجاح و النمو و التزهر ، إن ملأت نفسك بهجةً و أشبعتها عزيمةً . حينها تكون قد منحت الحياة حياةً بإشعال شمعة نورها .
إلا أنه قاطعني بدوره بعد تنفسٍ عميقٍ ، و استراح مما كان يعانيه : لقد أفرجت عن همي ، و انشرح صدري بعض الشيء ، و أنقذتني من مأزقٍ نفسيٍ كدت أغرق فيه ..... أغلقت الهاتف ، و خلدت للنوم أنتظر قدوم الأمل .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا ضمير للسياسة .
-
المهم أننا سنصل .
-
كفاكم هرطقةً و سذاجةً .
-
سحقاً لك يا شرقُ .
-
هل الانتحار جبنٌ ، أم شجاعةٌ ؟
-
المعلم برسالته يخترق جدران كل الأزمنة .
-
النفوس اللئيمة تفتقد الوفاء .
-
يضعون الكرد دائماً في قفص الاتهام .
-
يومٌ ميمونٌ ليس كغيره من الأيام .
-
حينما بأمانيك يعبث الزمن ، بخلط أوراقك .
-
نكتةٌ حمقاءٌ سمجةٌ لمجلس الأمن الدوليِّ .
-
بعض الأحلام من خلف قضبان التمني تتحرر .
-
الذوبان في عالم الكتب ، خيرٌ من مجالس السوء .
-
لمن نستغيث ، لإطفاء جمرة المحسوبية البغيضة ؟!
-
المجازفة بكل شيءٍ ، من أجل المجهول .,
-
سماسرة النهب و السلب .
-
يعشق الجسد لا الروح .
-
كن نقي النفس ، أو الجم لسانك .
-
التمييز بين الموت الظالم و العادل .
-
المشعوذ النشال .
المزيد.....
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|