كهلان القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ملاحظة: هذه الترجمة هي نص مقابلة تلفزيونية استضيف فيها الأستاذ الفريد ماك كوي على شاشة تلفزيون "الديمقراطية ألان" من قبل المذيعة الرائعة أيمي كودمان- للتعليق على الصور والأفلام التي بثها التلفزيون الاسترالي عن تعذيب سجناء أبو غريب..
نلقي الآن نظرة على ما يكمن خلف الصور المريعة للتعذيب في سجن أبو غريب بالرجوع إلى تأريخ تقنيات التعذيب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. هنا يتحدّث الأستاذ ألفريد McCoy عن كتابه “ قضية التعذيب ”, انه مذهل يعرّض كيف طورت وكالة المخابرات المركزية أساليب التعذيب النفسي من الحرب الباردة إلى أبو غريب. لقد حاول مرتزقة وكالة المخابرات المركزية اغتيال الأستاذ McCoy قبل أكثر من 30 سنة.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة العفو الدولية وجماعات حقوق الإنسان الأخرى تقول إن الصور التي ظهرت مؤخرا عن تعذيب السجناء العراقيين في أبو غريب تظهر انتهاكا صارخا للقانون الدولي لحقوق الإنسان. الولايات المتّحدة تعهّدت بعدم التعذيب عندما صادّق الكونجرس على اتفاقية الأمم المتّحدة ضدّ التعذيب في 1994 - لكنّها صادّقت بتحفّظ التي استثنت بموجبها طريقة التعذيب النفسي لوكالة المخابرات المركزية. فماذا كانت النتائج؟
الكشف( الكتاب) الجديد يعرّض الأساليب والجهود السرية التي طورتها وكالة المخابرات المركزية من الأشكال الجديدة للتعذيب على مدى خمسون عاما. انه يكشف كيف إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد أتقنت وسائلها ، ونشرتها في كافة أنحاء العالم من فيتنام إلى إيران إلى أمريكا الوسطى، ويكشف فضيحة أبو غريب وفضائح التعذيب في كوانتناموا. عنوان الكتاب " قضية التعذيب: إستجواب وكالة المخابرات المركزية، من الحرب الباردة إلى الحرب على الإرهاب."المؤلف هو ألفريد McCoy، أستاذ التأريخ في جامعة ويسكونسن ماديسن.” وأيضا كتابه “ سياسة الهيروين: تواطىء وكالة المخابرات المركزية في تجارة المخدّرات العالمية.
أيمي كودمان: الأستاذ الفريد ماك كوي نحن مسرور أن تكون معنا، خصوصا في ضوء تأريخك. تعرفت بك أولا من خلال كتابك الأول، سياسة الهيروين:. تواطئ أل C. I. A في تجارة المخدّرات العالمية، الذي كدت أن تقل من اجله ماذا حدث ؟
ألفريد McCoy: حسننا، عندما كنت في مرحلة البحث لإنجاز ذلك الكتاب في جبال لاووس، مشيا على الأقدام من القرية إلى القرية، اجري مقابلات مع المزارعين اللاوسيين حول حصاد أفيونهم، كانوا يخبرونني بأنّهم يأخذونه إلى مهبط المروحيات المحليّة حيث تهبط المروحيات الأمريكية. حيث أصبحت القوة الجوية الأمريكية شريكا تابعا لل C. I. A.، حيث أصبح الضبّاط، وضبّاط من القبائل ينتمون إلى الجيش السري لل C. I. A. يشترون الأفيون وينقلونه جوا إلى المعسكر السري لل C. I. A. ، حيث يحوّل هناك إلى الهيروين ويصل في النهاية إلى جنوب فيتنام. وبينما كنت أعمل على ذلك البحث، من خلال السفر على الأقدام من قرية إلى قرية، وأقابل المزارعين، وقعنا في كمين نصبة لنا مجموعة من مرتزقة أل C. I. A.. لحسن الحظ، كان معي خمسة من جنود الجيش الشعبي من القرية، ووجدنا مخرجنا من هناك، لكنّهم كنوا قريبين جدا منا. ثمّ لاحقا هدد عميلا من أل, C. I. A. بقتل مترجمي ما لم أتوقف عن عمل ذلك البحث. وبعد ذلك عندما --
أيمي كودمان: كيف عرفت بأنّهم كانوا C. I. A.؟
ألفريد McCOY: حسننا، لاحظي، في جبال لاووس، ليس هناك العديد من الرجال البيض، موافقة؟ أعني، المرتزقة؟ أولا، C. I. A. أدارت الذي يسمى “الجيش السري.” أي كان عندهم جيش سري، وأولئك الجنود الذي كمنوا لنا كانوا جنودا في الجيش السري. هذا الذي عرفناه.
أيمي كودمان: الجيش اللاوسي؟
ألفريد McCoy:الجيش السري لل C.I.A
أيمي كودمان: المرتزقة اللاوسيون؟
ألفريد McCoy: المرتزقة اللاوسيون، كلّ شخص كان يعرف عنهم ولا أحد ينكره. قالوا بأنّه كان مجرد حادث، لكن، كلا، لقد كان واضحا جدا بأنّه كمين متعمّد. وفي النهاية، عندما أعلن عن الكتاب في الصحافة، اتصل رئيس العمليات العسكرية السريّة لC. I. A. بمكتبي وناشري في نيويورك وأقترح على الناشر بمنع صدور الكتاب. هم ثمّ حصلوا على الحقّ في المراجعة المسبّقة – وقام الناشر بتسوية معينة.
أيمي كودمان:. مراجعة مسبّقة من قبل أل. ! C. I. A
ألفريد McCoy: المراجعة المسبّقة للمسودة، وهم أصدروا انتقادا ل 14 صفحة وطلبوا حذفها. لكن إدارة الناشر القانونية، راجعت إدارة HarperCollins القانونية حول الموضوع، وراجعوا المسودة ثم نشر الكتاب بدون تغيير أي كلمة..
أيمي كودمان: وكان الجدال حول ذلك الكتاب لان أل C. I. A. كانت متواطئة في تجارة المخدّرات العالمية؟
ألفريد McCoy:نعم صحيح. ضمن سياق إجراء العمليات العسكرية السريّة حول العالم، خصوصا في منطقة الأفيون الآسيوية، التي امتدت من المثلث الذهبي لفيتنام ولاووس وعلى طول الطّريق إلى أفغانستان، وفي تلك الجبال البعيدة عن الوطن، كانت أل C. I. A. لا بدّ أن تحشد جيوش عشائرية، والحلفاء الوحيدين لها كانوا طبعا أسياد حرب، وعندما شكلت أل C. I. A. تحالفا معهم، أستغل أسياد الحرب هذا التحالف لكي يصبحوا أسياد المخدّرات ،وال C. I. Aكونها متورطة معهم لم تمنعهم أو تقف في طريقهم.
أيمي كودمان: حسنا، كأستاذ في جامعة ويسكونسن، ماديسن، أنت لم توقّفت عن مراقبة إلى C. I. A.، والآن كتبت هذا الكتاب الجديد.. أعطنا ألان درسا في التأريخ.
ألفريد McCoy: حسنا، إذا ننظر للصور الأكثر شهرة من أبو غريب، وهي لذلك العراقي الذي يقف على الصندوق، ذراعاه مدّدت مع قلنسوة على رأسه والأسلاك الكهربائية الممدودة من ذراعيه، موافقة؟ في تلك الصورة يمكنك أن تستحضري كل تاريخ التعذيب لل C. I. A لمدة 50 عاما، انه بسيطا جدا. السجين قنع للتضليل الحسّي، وذراعاه مددتا للألم الذاتي. وهاتان الطريقتان هما التقنيتان البسيطتان الأساسيتان لطرق أل C. I. A. اللتان طوّرتا بكلف هائلة.
من عام 1950 إلى عام 1962 أقامت أل، C. I. A. مشروع بحث هائل, وهو مشروع مانهاتن للذهنية، أنفقت أكثر من مليار دولار خلال سنة لحلّ الرموز عن الوعي الإنساني، من خلال كل من الإقناع الجماعي واستعمال الإجبار في الاستجواب الفردي. والذي إكتشفوا – جربوا أل LSD، وهي مادة مخدرة وجربوا mescaline(مخدّر شبه قلوي يسبب الهلوسة.) جربوا كلّ أنواع المخدّرات،و الصدمات الكهربائية وجربوا مصل الحقيقة( مصل يعطى للشخص كي يقول كل شيء عنده) ، والمادة الكيماوية(sodium pentathol) . وكل هذه الطرق لم تنفع. والذي نجح كان النتائج السلوكية البسيطة جدا, وقد أرسلت إلى جامعاتنا القيادية مثل --,Harvard Princeton,، Yale وMcGill -- والا الأول جاء من جامعة McGill. وهو مثبت في الكتاب. وهنا، يمكنك أن ترينه -- هذا -- إذا تريدين يمكنك عرضه على الشاشة. هذا الرسم التخطيطي حقيقتا يظهر – نواة تجارب أل C. I. A. التي أجريت في كندا وجامعة McGill --
أيمي غودمان: هل لك أن تصفه لنا.
ألفريد McCoy: حسننا، هو بسيط جدا. الدّكتور دونالد Hebb من جامعة McGill عالم نفساني رائع، كان لديه عقد مع مكتب بحوث الدفاع الكندي، الذي هو شريك مع C. I. A. في هذا البحث، وجد بأنّه يمكن أن يقنع، حالة الاختلال العقلي في فرد خلال 48 ساعة. بدون تعرضه إلى الصدمات الكهربائية ومصل الحقيقة أو ضرب أو ألم. كلّ الذي يحتاجه طلبة متطوعين يجلسون في مقصورة ويرتدون النظارات المعتمة وقفازات وسماعات وغطاء واقي للأذان, لكي يفصلوا عن أحاسيسهم، وخلال 48 ساعة، فقدوا أي تحفيزا حسّيا، وهم يعانون، أولا هلوسة، ثمّ في النهاية الانهيار. وإذا ننظر إلى العديد من تلك الصور، ماذا نرى؟ نرى هؤلاء الناس والأكياس السوداء ملبسه في رؤوسهم.و إذا تنظر إلى صور معتقلي كوانتناموا وحتى اليوم، يشبهون بالضبط أولئك الطلبة المتطوعين في مقصورة الدّكتور Hebb الأصلية.
الآن، ثمّ الاكتشاف الرئيسي الثاني الذي حصلت عليه أل C. I. A. من مدينة نيويورك في مركز جامعة كورنيل الطبي، حيث تعاقد طبيبان للأعصاب بارزين مع أل C. I. A. لدراسة تقنيات التعذيب للمخابرات السوفيتية ( (K. G. B. ، وجدوا إن الطرق الأكثر فاعلية في عمليات أل K. G. B. كانت تقنية إيقاع ألما ذاتيا. أنت ببساطة أن تجبر شخص ما على الوقوف لمدة يوم أو إثنان. وكما يقفون الأسرى ألان – موافقة؟، أنت لا تضربهم، وهم ليسوا مستاءين منك –و تقول لهم التالي, “ أنت تعمل هذا بنفسك. تعاون معنا، ويمكنك أن تجلس. ”، وما دام هم واقفون لمدة طويلة، الذي يحدث هو إن السوائل في أعلى الجسم تتدفّق أسفل إلى السيقان، ثم تنتفخ السيقان، وتتضخم الأوعية، ثم تنفجر، وتنفصل، وتسد الكلى ثم بداية هلوسة،.
الآن، إذا تنظر إلى السمة الأخرى في تلك الصور، سوف ترى بأنّهم مقيدين قيودا قصيرة وضيقه -- موافقة؟ -- وهم مقيّدون على هذا الحال لمدة طويلة، وهكذا مقصود عمله – في عدد من تلك الصور، مثلا أحدها لرجل مع حقيبة على ذراعه، ذراعيه ممدودتان مباشرة أمامه، الناس يقفون وأذرعهم ممدة، ذلك هو الألم الذاتي. ومن المزج بين تلك التقنيتين -- تضليل حسّي وألم ذاتي – هما القاعدة الأساسية في تقنيات التعذيب المستخدمة من قبل أل C. I. A.
أيمي كودمان: من الذي أبتكر هذا في أل C. I. A.؟
ألفريد McCoy: هذا العمل أنجز من قبل قسم الخدمات التقنية. أغلب البحوث الخاصة للوكالة تضمّنت المخدّرات وكلّ تجارب LSD الذي سمعنا عنها لسنوات، لكن في النهاية كانت النتيجة سلبية. عندما يكون عندك أيّ مشروع بحث كبير، لابد أن تحصل على نتيجة نهائية -- وبعد كل المحاولات القاسية، تحصل على النتائج السلبية. كلّ أنواع المخدّرات لم تنفع. الذي نفع كانت الطرق السابقة.
أيمي كودمان: لكن عندما تتحدّث تقول " كلّ شخص يعرف عن تجارب LSD " أنا لا أعتقد كلّ شخص يعرف. في الحقيقة، أنا أخمن بأنّ أكثر من 90 % من الأمريكان لا يعرفون بان أل C. I. A. متورطة بتجارب LSD على الأمريكان الأغبياء. هلّ بالامكان أن توضّح ماذا فعلوا بالضبط؟
ألفريد McCoy: حسننا بالتأكيد،. كجزء من هذا المسح الشامل للوعي الإنساني، جربت أل C. I. A. كلّ التقنيات المحتملة. وأحد الأشياء التي هم عملوها في ذلك الوقت لان هذا البحث بدأ في الأربعينات, طوّرت لهم شركة صيدلة سويسرية LSD.
أيمي كودمان: أيّ واحدة؟
ألفريد McCoy: لا أتذكر اسمها الآن. إحدى شركات الصيدلة السويسرية الرئيسية والدّكتور Hoffman كان الرجل الذي طوّره.وال ,C. I. A. اشترت جرع كبيرة، و أجروا التجارب. إحدى أكثر التجارب السيئة السمعة كانت تلك التي أجراها الدّكتور Gottlieb Sidney داخل الوكالة، حيث أضافها إلى مشروبات زملائه في العمل، وأحد أولئك الزملاء عانى كثيرا ثم انهار، وهو الدّكتور، Frank Olson وأنا لا أعرف بالضبط هل إن أحدا دفعه أو هو قفز من الفندق هنا في مدينة نيويورك --
أيمي كودمان: ابنه لم يتوقف عن متابعة هذه الحالة؟
ألفريد McCoy: صحيح، ابنه إيريك Olson يصرّ على إن أبّاه قتل من قبل أل C. I. A. إيريك Olson يعتقد بأنّ أبّاه عمل جولة في أوروبا، و زار موقع الاختبار الإنجليزي الأمريكي ، موقع أسود قرب فرانكفورت، أين هم كانوا يعملون تجارب قاتلة، تجارب قاتلة، على العملاء المزدوجين والعملاء المزدوجين المشكوك فيهم، وبأنّ أبوه عاد منزعجا جدا من الاكتشاف وعلم بأنّ هذا البحث كان يقتل الناس في الحقيقة، لذا، يجادل إيريك Olson بان أبوه قتل من قبل C. I. A.، وبأنّه دفع من على شرفة الفندق......يتبع ج2
المصدر: http://www.democracynow.org/
ترجمة: كهلان القيسي
#كهلان_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟