أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الأطفال وقود النزاعات














المزيد.....


الأطفال وقود النزاعات


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 16:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن أوضاع الأطفال في عموم الدول النامية والمتخلفة في تردٍ مستمر وبضمن هذه الدول دول عربية وإسلامية ، أخذت الصراعات الداخلية والحركات الإرهابية منها مأخذاً كبيراً ، وكان الأطفال والنساء هم الوقود الأمثل لمحرقة هذه الصراعات ، فأُحرقت عشرات المدارس بطلابها أو بدونهم ، وكثيراً ما تُتخذ كمراكز أمنية أو عسكرية ، أو مراكز تصويب ناري أو ملاجيء إيواء أو مخازن للذخيرة . وهنا لا مكانة للقلم بل للسلاح وتُغلق الأسماع والأبصار ولا صوت يلعو فوق صوت الطلقات ولا أحياء فوق الذخيرة الحية .
قالت ممثلة الأمم المتحدة للطفولة فرجينيا غامبا بأن ٥٠٠ مدرسة قد تعرضت للهجوم في دول النزاعات المسلحة في الستة أشهر الأولى لهذا العام ، أما في ٢٠١٦ فقد شهد ٧٥٣ هجوم على المدارس في أكثر من عشرين دولة ، وقد أعلنت غامبا في تقريرها أمام مجلس الأمن حول النزاعات المسلحة والهجوم على مدارس الأطفال بأن ( الأطفال باتو وقود النزاعات ) .
كان هذا الوصف الأدق لأوضاع الطفولة في دول النزاعات العربية ، لكن المشاهدة الحية لأوضاع الطفولة في هذه المناطق لا يمكن أن يسعها أي تقرير ، إذ أنها في تطور وتنوع مستمر ، حيث إستطاع العقل العربي السلفي أن ينافس رواد الفضاء في تفوقهم وسموهم العقلي ، حيث إستطاعوا أن يجعلوا المدارس مع طلابها يتطايرون كرذاذ من رماد في فضاء الأرض ، والذي يحالفه الحظ منهم ولم يُقتل فسيبقى مسلوب العقل ومعانياً من أمراض نفسية وعصبية ومن المرجح أن يكون عدوانياً وشرساً على قدر الشراسة التي تعرض لها .
لقد أكدت ممثلة الطفولة في الأمم المتحدة على أن الأطفال ( يتعرضون وهم في سن الدراسة لإحداث قاتلة وصادمة ) .
تنتشر دول النزاعات ما بين العراق وسوريا وأفغانستان واليمن وجنوب السودان والصومال وجمهورية الكونغو وليبيا وقبلها الجزائر ، وقد أكدت ممثلة الطفولة على إستخدامات المدارس لأغراض أمنية وعسكرية وقد جرى هذا في ١٥ دولة من ٢٠ دولة من دول النزاعات . وفي اليمن تضررت وهُدمت الكثير من المدارس منذ ٢٠١٤ . وحسب اليونيسيف أن ١٩٤٠ مدرسة من بين ١٦ ألف مدرسة قد دُمرت في اليمن وتوقفت عن التعليم والبقية تحولت إلى ثكنات عسكرية أو ملاجيء للنازحين وحُرم مئات اللآلاف من الأطفال من التعليم لينضموا إلى ١،٦ مليون طفل خارج المدارس من قبل النزاع .
وفي شهادة أمام مجلس الأمن لإحدى المختطفات من قِبل حركة بوكو حرام الإرهابية في الكونغو وهي ( جوي بشارة ) ، وقد تم إختطافها منذ ٢٠١٤ ، قالت جوي : ( على الحكومات حماية المدارس ليتمكن الطلاب من تحصيل العلم وتغيير العالم ، وإذا لم تتوفر حماية المدارس سنخسر أجيالاً ، وبدون حماية لا يمكننا الدراسة وكل هذه الأحلام والآمال ستتبدد ) . لقد لجأت هذه الفتاة بعد أن فرت من الإرهابيين إلى الولايات المتحدة لدراسة الطب . لقد خسرتها بلادها ولم تستطع الإستفادة من إمكاناتها العلمية ومواهبها .
لا يمكن أن نعتقد بأن هذه الدول هي غير راغبة بحماية أبنائها بل هي على الأكثر غير قادرة على ذلك ، فقوى الإرهاب متمكنة من أساليب القسوة والشراسة لا لقوتها بل لأنه لا أسهل من الهدم والمدارس هي إحدى أدوات البناء وحاضنته ، ولكي نبني الحضارات لا بد أن تمر من خلالها ، لكن النزاعات المسلحة قد تعلمت في كتاتيبها كيفية الهدم ولم تتعلم البناء ، لذا سيبقى اللآلاف من المجندين الأطفال في صفوفهم وآلاف أخرى تحت أنقاض المدارس وآخرون شُوهت عقولهم وفقدوا قدراتهم العقلية والمعرفية وهذا سيستمر إلى أن تتعلم القوى المتصارعة لغة أخرى غير لغة السلاح ويتعلمو أبجدية الحوار .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نقتل أطفالنا
- الجذور التحتية للقاعدة وداعش
- أمهات الدواعش
- واقع المرأة العربية المعاصرة
- قراءة نقدية لكتاب قواعد العشق الأربعون
- الولد الذئبي
- عرس الدم في الموصل
- لماذا تُختن المرأة في المجتمعات الشرقية
- لماذا يُدمن الشاب العراقي على المخدرات
- حينما يُظلِم المرء من الداخل هل يبحث عن البريق
- لماذا يضع الإرهابيون اللثام
- جيل الملاجيء
- لماذا لا يتخلص العرب المحدثون من سيف تأبط شراً .
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 2 - 2 )
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 1 - 2 )
- رسالة إلى الله من طفل محترق
- إزدياد ظاهرة العنف ضد المرأة بعد الربيع العربي
- هل يصبح التوحد ظاهرة عامة لدى الأطفال العرب
- حوارية عن الوطن والأدب
- ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: مؤشرات أولية على احتمال إسقاط طائرة أذربيجان ب ...
- قناة عبرية تنشر تفصيلا جديدا قد لا يخطر على البال حول عملية ...
- حكومة البشير في سوريا ما بعد الأسد.. من هم الوزراء وماذا نعر ...
- موزمبيق: اشتباكات عنيفة بعد فرار 6000 سجين من سجن شديد الحرا ...
- باكو تنطلق من فرضية صاروخ روسي أسقط طائرتها في كازاخستان
- بعد هيمنة نظام الأسد عليه: لبنان يتطلع لعلاقات أفضل مع سوريا ...
- هل إسرائيل قادرة على تدمير قدرات الحوثيين الصاروخية؟
- نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روس ...
- إيران تعلق على اتهامها بالوقوف وراء الأحداث والاحتجاجات الأخ ...
- هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الأطفال وقود النزاعات