أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟















المزيد.....

الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فصيل فلسطيني انطلق يحمل فكرة قومية من رحم الهزيمة العربية، التي كانت من أكثر الصدمات التي أحدثت العديد من المتغيرات في المفاهيم والمرتكزات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ،بل ربما وطالت البناء والترابط الاجتماعي العربي برمته.
ورغم ذلك فان هذه الهزيمة خلقت نقيضا أخر في الواقع العربي ،حيث انطلقت العديد من الأفكار والأيديولوجيات من رحم هذه الهزيمة وتجلياتها.
عبر الدكتور جورج حبش ومجموعة من المفكرين والأدباء والثوريين إلي الانطلاق من رحم القومية العربية ببلورة كيان تنظيمي ،ثوري ،يعبر عن إرادة المواطن العربي ، وفكرته الثورية التحررية ،فولدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،كفصيل فلسطيني ثوري ،طرح فكرة القومية العربية ،كانطلاقة أيديولوجية لتحرير فلسطين ، واستقطبت هذه الفكرة العديد من الأدباء والمفكرين والثائرين العرب وغير العرب ، عبر عنهم الأديب الشهيد غسان كنفاني ثائر القلم والبندقية.
وبعد مرحلة الميلاد والتكوين استطاع هذا الفصيل أن يشكل حالة ثورية مميزة في العمل الكفاحي الفلسطيني من خلال نقلة للمعركة دوليا ،ومن خلال العمليات التي نفذها كخطف الطائرات واقتحام المطارات... الخ ،حيث كان للشهيد وديع حداد الدور البارز في نقل المعركة ،وتدويل القضية الفلسطينية ،التي من خلالها اسمع العالم بأن هناك قضية ،وشعب محتل ،اغتصبت أرضه ،وأحتل وطنة ، شعب تحول للاجئين بفعل التهجير القسري عن وطنه.
وتمكن هذا القائد بمجموعات فدائية مخلصة لقضيتها أمثال ليلي خالد الفدائية الفلسطينية ، والعديد من المقاتلين الثوريين في العالم أمثال "الياباني كوزوموتو ...الخ " أن يشكل زخما كفاحيا وثوريا لقضية فلسطين ، ومدرسة ثورية للعديد من حركات التحرر العالمي.
وأضحت الجبهه الشعبية تشكل ظاهرة كفاحية ثورية ، تتلمذ العديد من قوي العالم بمفاهيمها وأفكارها ، وكما إنها تمكنت من ترسيخ بناء تنظيمي صلب ومتين في داخل الوطن المحتل ، وشكلت مع حركة فتح ركيزة أساسية للعمل النضالي والكفاحي والسياسي ، وبناء قاعدة جماهيرية صلبة ومتينة.
تميزت الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين بقسوة وضراوة مواجهتها للعدو ،من خلال عملياتها سواء الداخلية أو الخارجية ،حتى أن العدو الصهيوني أدرك ألام ضرباتها له وتحسسها بقسوة ، فشن أشرس الحملات ضد الجبهه الشعبية وكوادرها في الداخل والخارج من اغتيالات واعتقالات ...الخ ترجمت باغتيال الشهيد الأديب غسان كنفاني ،والزج بآلاف المقاتلين في براثن السجون واغتيال العديد منهم ميدانيا ،كما فعل بجيفارا غزة" محمد الأسود" وكذلك ما كان اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفي سوي ذكري حقد وألام تجرعها الكيان من هذا الفصيل.
وبعيد انتقال الجبهه الشعبية للاسترشاد وتبني الفكر الماركسي اشتدت ضراوة وصلابة بعملها الثوري ،وأطروحاتها الفكرية والسياسية ،وتجذرت جذورها في الوطن المحتل وساحات الفعل الوطني ،حتى إنها طرحت شعار القوة الأولي في مرحلة من المراحل ، وكادت أن تحققه لما اكتسبته من مصداقية في القول والفعل ،والرؤية.وما عبرت عنه برامجها السياسية والتنظيمية والوطنية عنه رؤية تحليلية للواقع الدولي والعربي والوطني ،وهذا ما جعلها تكتسب القاعدة الجماهيرية الفلسطينية ،واحترام الشعب الفلسطيني وأحرار العالم ،وكذلك لما شكله مؤسسها الدكتور جورج حبش من رمزية فكرية قيادية ثورية ، ومصداقية جعلت منه رمزا لشعبنا الفلسطيني ولمعظم الشعوب المتطلعة للحرية.
ومع انهيار الاتحاد السوفيتي ككيان وفكر ، شهد العالم تحولا كبيرا وخطيرا ، تجلي بالقطبية الأحادية التي عبرت عنها الرأسمالية متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية ، مما خلق أزمة خطيرة للأحزاب والقوي الماركسية التي استقطبت الفقراء والعمال والمضطهدين ،والتي لم تتمكن من احتواء هذا الانهيار الفكري المفاجئ نولم تستوعب ببنائها التنظيمي والفكري التعايش مع هذا التغيير ،ومقاومتة ،وقراءة الواقع الجديد بتجلياته علي كافة الصعد ،مما خلق أزمة لليسار العالمي برمته. وبما أن الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين شكلت الساعد اليساري للثورة الفلسطينية ،فإنها عاشت نفس الأزمة ولم تتمكن من طرح الحلول ،واستيعاب التحولات الأيديولوجية والفكرية ،فبدأت تتجلي بداخلها أزمات ايويولوجية ، انعكست علي جملة تركيباتها الداخلية ،وخصوصا الجوانب التنظيمية ، والكفاحية والسياسية ، ومع اتفاقيات أوسلو ،التي تم توقيعها بين م.ت.ف والكيان الصهيوني ، وكل المراهنات كانت بإفشال هذا الاتفاق تعول علي الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين ، لم تتمكن من مقاومة هذا الاتفاق أو لعب أي دور في الحد من تجلياته حتى علي الجانب السياسي ، كما لم تتمكن من مواجهة المظاهر التي تجلت في المجتمع الفلسطيني بعد قدوم السلطة الفلسطينية ، واستسلمت للواقع ،من هنا أضحي بنائها التنظيمي هش غير قادر علي استيعاب كادره وقاعدته الجماهيرية العريضة ، فتخبطت قيادته المتنفذة ولعبت دور أساسي في هشاشة الفعل والأداء ، تجلت بانهيار البناء التنظيمي في ساحة الوطن المحتل ، وسرعان ما تبعها انهيار في كافة الساحات الأخرى ، مما صاحبة انهيار لقاعدتها الجماهيرية ،ومكتسباتها الكفاحية التي رسختها بالدماء وآلاف الشهداء.
وبخضم كل ذلك تخلت الجبهه الشعبية عن دورها الريادي في العملية الكفاحية والسياسية ،وانتقلت من موقع الريادة إلي موقع من يصارع الاحتضار ويقاوم الموت ، محاولة التثبت بما تبقي لها من ارث تاريخي ،وبريق أمل يدفعا لإعادة الحياة لها . كما وتخلت عن مكانتها لقوي فلسطينية لم يتعدى عمرها سنين معدودة في العمل الكفاحي والسياسي الفلسطيني ، ولا زالت الجبهه الشعبية حتى راهن اللحظة غير قادرة علي تشخيص المرض الذي نخر جسدها .
هذه هي الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين التي شكلت في مراحل النضال الفلسطيني البلسم الشافي لشعبنا ،وعبرت عن إرادته ،وحمت كيانه ووجودة ،هذا هو الفصيل الذي قدم علي مذبح الحرية آلاف الشهداء ، والفصيل الأول في العالم الذي استقال أمينه العام جورج حبش وهو في أوج عطاءة الفكري والكفاحي والتنظيمي ،والتنظيم الذي استشهد أمينه عام أبو علي مصطفي ،والفصيل الذي لا زال أمينة العام معتقلا في سجن أريحا وتحت إشراف أمريكي .
سامي الأخرس
12/1/2006



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟