أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشال شماس - من أين يأتينا الفرح ؟














المزيد.....

من أين يأتينا الفرح ؟


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 03:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من أين يأتينا الفرح.. وحياتنا السياسية مازالت معطلة منذ أن قبلنا شروط نظام عبد الناصر لتحقيق الوحدة، بحل الأحزاب السياسية، وحظر النشاط النقابي، وتقيد حرية الرأي والتعبير، إلا في اتجاه واحد ولون وحيد، فكانت النتيجة أن قطعنا بأيدينا مسيرة التطور الديمقراطي الفتية في بلادنا.؟!
من أين يأتينا الفرح.. والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية لم تزل قائمة منذ أن فُرِضَتْ حالة الطوارئ وصُودِر استقلال القضاء، وأضحى الولاء للشخص بدل الولاء للوطن.؟!
من أين يأتينا الفرح.. ونحن نرى كيف نهب أصحاب النفوذ وأولادهم والمقربون منهم ومازالوا ينهبون أموال البلاد والعباد، شيدوا فيها قصورهم وفيلاتهم ومزارعهم وشركاتهم على حساب لقمة الشعب وصمود الوطن.. وكيف جمعوا الأموال بلا رقيب أوحسيب وأخرجوها من بلادنا لتودع في البنوك الأجنبية، حيث يتم استثمارها في مشاريع تعود بالنفع ليس على الدول الأجنبية وحسب، بل وأيضاً على عدوتنا إسرائيل التي تستفيد من تلك الأموال مرتين، مرة عندما يتم إخراج تلك الأموال من بلادنا فيضعف اقتصادنا ويزداد فقرنا، ومرة عندما يذهب جزء من تلك الأموال كقروض ومساعدات إلى الاقتصاد الإسرائيلي ليبقى قوياً وليبقى الإسرائيلي مرفهاً ونحن نقضي وقتنا بالبحث عن لقمة العيش.؟!
من أين يأتينا الفرح .. وقد أصبح الفساد سيد الموقف في بلادي، الذي انتشر كالوباء، فأينما ذهبنا وحيثما توجهنا نراه، نلمسه نتحسسه في أي مكان، حتى بات يأكل وينام معنا، وانتشرت مظاهر التملق والنفاق والولاء للشخص بدلاً من أن يكون الولاء للوطن فقط للوطن، وتم تعطيل تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، وأصبحت إمكانية التقييم والاختيار للوظائف العامة صعبة إن لم تكن مستحيلة بسبب هذا التملق والنفاق، مما ترك أثاراً خطيرةً على مسيرة التنمية في البلاد ، حيث استبيح المال العام تحت يافطة التملق والنفاق، خاصة من قبل أولئك الحيتان والقطط السمان الذين ماتوانوا لحظة عن زيادة نفوذهم وسطوتهم المالية عبر خرقهم المستمر للدستور والقوانين واعتبروا أنفسهم فوق سيادة القانون التي سادت فقط على ذوي الدخل المحدود والمستضعفين والمحرومين، ويحضرني هنا قول العالم الألماني نيتشه:( إن القانون كشبكة خيوط العنكبوت تقع فيها الحشرات الصغيرة، أما الحشرات الكبيرة فتخرقها باستمرار).
وبعد كل ذلك، هل بقي لنا أمل.. وهل بقي فينا متسع للفرح ؟!
أجل! فرغم كل ما حدث، ورغم كل المآسي التي نعيشها، ورغم كل هذه التهديدات التي يتعرض لها الوطن، فالأمل مازال موجوداًً، ألم يقل كبيرنا سعدالله ونوس "إننا محكومون بالأمل".؟
فالفرح سوف يأتي فقط عندما نستقوي بأنفسنا، ولن يتأخر الفرح في المجيء إذا ما قرر حكامنا العودة إلى الشعب واستعادة ثقة الناس كل الناس التي فُقِدَتْ منذ عقود، والاستقواء بهم ،عندها فقط نجبر الغير من الطامعين في وطننا على مراجعة حساباته قبل الاقدام على اتخاذ أي خطوة يخطوها ضد بلادنا .
ولن يتحقق ذلك إلا إذا أُعيدت للناس حقوقها، وبما يضمن إعادة صياغة العلاقة القائمة بين الدولة ومواطنيها عبر حوار وطني شامل على أساس عقد جديد يقوم على الالتزام الطوعي والاحترام المتبادل والمساواة بالمشاركة الفعالة لكافة فئات الشعب في تحمل مسؤولية بناء الوطن ،بعيداً عن أي ولاء قسري أوتهميش أوعزل أوإهمال، وبما يضمن إلغاء كافة المراسيم والقوانين التي تمنع عودة المنفيين الطوعيين منهم والقسريين وإعادة المظالم لأصحابها، ورفع حالة الطوارئ وإلغاء الأحكام العرفية، وإطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير. وإطلاق حرية العمل السياسي والنقابي والإعلامي، واحترام الحريات الأساسية العامة للمواطنين. واحترام سيادة القانون والمساواة أمامه، وتفعيل الدور الرقابي بعد رفده بعناصر كفوءة ونزيهة. كل ذلك بضمان قيام سلطة قضائية كفأه عادلة ومستقلة، على قاعدة تداول السلطة سلميا، وبما ينسجم والعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة، وخاصة العهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. والسعي بشكل مستمر إلى تأصيل روح الحرية واحترام القانون لدى الحكام والمحكومين على السواء وجعل هذه الروح حية على الدوام في قلوب الناس.
دمشق في 18/2/2006



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تفعيل قانون الكسب غير المشروع
- خليك عالخط
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ميشال شماس - من أين يأتينا الفرح ؟