أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - رسالة إلي الرئيس














المزيد.....

رسالة إلي الرئيس


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 17:29
المحور: القضية الفلسطينية
    



في غزة الآن تنتفض العقول وتنشغل في ترتيب أولوياتها بعد مرحلة الضياع، قليل منهم من يعرف ماذا يفعل لإستعادة الحياة الطبيعية والإستقرار بعد عشر سنوات من الغربة في وطنهم وبيتهم وشارعهم ورحلة ضياع وتيه وإضطراب في مناحي حياتهم وعلاقات غريبة وغربة عن الإصول وتراجع الإنجازات وعدم اليقين من الخطوات والحركة الحرة كباقي البشر ..

نعم كنا في الكهف بعد أن تغيرت الثقافة جبرا لا رغبة، تغير كبيرنا وصغيرنا، تغيرت المرأة، وتغير الرجل، وتغير المسؤول، والحاكم والشرطي ورجل الأمن وتغيرت المؤسسات وتغيرت المطاعم وحتى المساجد ودور العبادة، تغيرنا.

تغير كل شيء في غزة عما كان ووصل لحد أننا لا نعرف أنفسنا وكما يعرف إخواننا الأسرى كيف تتقلص الحرية وتصغر البرامج حين تصغر الحركة في الحيز المسموح جسمانيا وعقليا وتكبر عصا السجان ..

في غزة سجن الإنقسام الكبير كان بنا ما كان بهؤلاء الأسرى رغم شموخ فكرتنا وفكرتهم وإحساس البطولة الذي يعانق السماء بحالنا وحالهم .... كان بنا كما كان بهم من إنكسار مقابل هذا الشموخ العالي حين النزاع كان يصغر أحيانا لحجم سيجارة أو عدد السجائر وقرن الفلفل ومكان البرش الضيق وأشباه ذلك من حيثيات السجن ، لكنه الإحتياج في الحيز المحدود وندرة الموارد ..

نعم كنا نحن كذلك في سجن الإنقسام حين أصبحت أشياء بسيطة تزداد قيمتها وتشكل برنامج حياتنا الذي كان يصغر رويدا رويدا وضغوطاتنا وأمراضنا النفسية في المقابل تتسع وتكبر ..

كان من المعجزة الحصول على وظيفة أو علي عمل وكان الصراع على الفرصة عملا رهيبا لمن ليس لهم أمير مسجد أو مسئول رباني وتحتاج كل الأدوات الإنتهازية غير الشهادة والكفاءة والبحث عن شريان حياة لمن يظفر بعمل في غابة سجن الإنقسام فكانت تستخدم كل الأدوات المعقولة وغير المعقولة الأخلاقية وغير الأخلاقية وصغر برنامج العباد ليسطيعوا الإستمرار أحياء في زمن القحط والضياع.

في العامين الأخيرين والأشهر الأخيرة تصاعدت حالة من التآكل الذاتي وكم من أخ أكل أخيه أوصديقه أو حتى ولده ليواصل الحياة....
كنا نرى الناس يهدمون سورا أو حائطا أو أي شيء مهجور أو غير مهجور وحتى رصيف كورنيش البحر ليجمعون منه نقلة كارة من الطوب المكسور والخرسانة المهشمة كما النفسيات المهشمة لإستخلاص الحصمي منها للحصول على شواكل قليلة تغيث أطفال وأبناء فقراء ومعدومين ومعووزين وما أكثرهم دون أدنى قدرة أو إحساس لدينا بالمسئولية في أن نلومهم أو نمنعهم فلو منعتهم سيموتون جوعا ..
نعم في سجن الإنقسام كان الشاب الذي يحمل الماجستير يسجد سيجارة أو شيكلا ويكبت الغرائز فهو غير قادر على الزواج ولا يجد من يشغله أو يطعمه بكرامة ، كل شيء فينا ومنا ومعنا يأكل بعضه بعضا وأحيانا من لحمه الحي وتغير الناس كثيرا فهم الآن ليسوا السابقين ويحتاجون كثيرا من الوقت لإستعادة الحياة والكرامة فقد إنتهكت الكرامات بأفعال سياسية وغير سياسية إنها الحاجة والإبتزاز وإستغلال الظروف في كل مناحي الحياة ليس من الحاكم فقط بل أيضا من المحكوم للمحكوم، ألم أقل لكم لقد تغيرنا جذريا في كل شيء !!
تغيرت المفاهيم والثقافة والعادات والتقاليد ورنات الجوال ولباس البحر ولباس الفرح وأعراس الفرح ومآتم الميتين وانكمشت العلاقات حتى الأسرية وكما يقول المسؤولون والسياسيون والمثقفون لشعبنا المستعجل على الإنجازات إصبر قليلا بعد إتفاق المصالحة فالأولى بهؤلاء النخب والقادة والمتنفذين أن يصبروا هم علي شعبنا ليستعيد أنفاسه المقطوعة وكرامته الضائعة وحاجته الملحة ليتنفس الهواء فهو في السجن عشر سنوات قد نسي عملية الحركة والسير والتفكير والراحة والإبتسام التي عاش بها المسؤولين.

عوضوهم بالوظيفة وفرصة العمل والخدمة الصحية وإعدلوا هذه المرة ولاتعودوا كما كنتم فالشعب في غزة كله مظلوم ووظفوا في كل بيت موظف جديد حتى لا تضيق البلاد على أهلها ويهاجرون .. كبروا حجم الأمل لهذا الشعب في الحياة الحرة الكريمة فأنتم تحت الإختبار وليس حماس فحماس قد تركت الجمل بما حمل ، ولا نريدهم في حكمنا مرة ثانية، فهل أنتم فاعلون؟
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا ... ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سنراقب- كلمة السر بعد إتفاق المصالحة
- مصر تستتعيد دورها القيادي العربي والإقليمي والدولي
- بين زمنين غزة بدون أريحا
- وانفضحت كوامن الرئيس
- غزة تنتصر على الجميع ومن حقها أن تفرض شروطها
- إحرصوا علي المصالحة والوحدة وطولوا بالكم
- كلام فاضي يردده السذج عن الإنتربول ...ودحلان
- إنتفاضة القدس مطاطة
- بعيدا عن السياسة
- إنتخابات التشريعي أولا كي لا تخرب مالطا
- خطاب دوار للرئيس عباس
- بساط الريح قد يتجاوز تمثيل عباس
- هاجر حرب والقدح والمحاكمات وحرية الرأي في غزة والضفة
- بعد عشر سنوات علي إنقسام البلد والسلطة .. الفصائل إلي أين؟
- بعد عشر سنوات علي حكم نصف البلد .. فتح رام الله إلي أين ؟؟
- بعد عشر سنوات من حكم نصف البلد .. حماس إلى أين ؟؟
- ترامب النووي علي الأبواب
- الحكمة ورواتب حماس
- كفلسطينيين .. مصر أولاً .. ينهي الإنقسام
- د. الشريف : عاجل إلى الرئيس أين برنامجكم وقيادتكم لنثور على ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - رسالة إلي الرئيس