محمد درويش
الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 15:28
المحور:
الادب والفن
أجلس على جانب الرصيف بمقهاي المعهود،أتابع مرورهم أمامي ذهابهم ومجيؤهم،ضجيجهم وصخبهم يرغمني على على تتبع كل صغيرة وكبيرة، ومن جميل الصدف أنني أجد دوما ركني هذا ينتظرني، وإلى كان علي أن أبحث عن مقهى آخر أجلس به، إنني أكره تلك المقاهي التي لا تتوفر على أركان بها مقاعد للجلوس، إنها بالنسبة لي أشبه بقاعات الأعراس لا أستحمل الجلوس بها، أمركيتان يجلسن غير بعيد عني، ينفتن سجائرهن ويحتسيان قهوتهن السوداء، ويتحدثن بهدوء تام، بالشارع المقابل رجال الأمن على قدم وساق من أجل إخلاء جنبات الشارع من السيارات، طفل صغير يتجول بين طاولات المقهى، يعرض منادل للبيع، ربما لم يسعفه الحظ كغيره من أقرانه، أن يحضى في هذا الوقت المتأخر من الليل بدفئ أسرته الصغيرة، فما أمر الواقع أيها الطفل الصغير، غير بعيد من المقهى حديقة صغيرة، يتحول حارسها الليلي إلى شرس كالكلب الذي يرافقه، يطرد بعنف كل من سولت له نفسه أن ينام بالحديقة، وما أكثرهم أؤلائك الذين لا مأوى لهم في هذه المدينة، بالجهة المقابلة لمحطة القطار سائقو سيارات الأجرة الصغيرة، ينتظرون قدوم المسافرين، أو بقايا زبائن حانات آخر الليل .
#محمد_درويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟