أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - إسرائيل بين الإثارة والتحريم















المزيد.....


إسرائيل بين الإثارة والتحريم


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُحكى عن الشاعر الفرنسي شارل بودلير أن من بعض صاحباته كانت ثمة مومس من ذوات السعر البخس، حيث كانت صاحبة أجرٍ رخيص جداً وهو خمس فرنكات، وصودف أن رافقته يوماً إلى متحف اللوفر في باريس، وحسب بودلير كانت تلك هي المرة الأولى التي تزور فيها تلك المومس ذلك المتحف، حيث أنها وفور رؤيتها للوحات العارية احمر وجهها وراحت تغطيه وتجذب الشاعر من كم سترته، متسائلةً أمام تلك اللوحات الخالدة: كيف أمكن عرض كل هذه العورات على الناس؟! ناسية طبعاً بأنها مومس، وأن عورتها تؤجر لعموم الزبائن بخمس فرنكات فقط لا أكثر!!
ومن كل بد أن هذه الإزدواجية المرضية لا تقتصر على تلك المومس وحدها، إنما هي موجودة كذلك لدى كبار المؤسسات والكثير من الكتاب والساسة في الشرق الأوسط، علماً أن كل من قرأ الإنجيل يعرف بأن السيد المسيح صرخ بوجه المنافقين منذ أكثر من ألفي سنة قائلاً "يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" ومع ذلك ينسى الكُتاب والنشطاء والساسة ومن ورائهم الرؤساء وآخرهم الزعيم الذي يعلم عُلم اليقين بأن علم إسرائيل مرفرفٌ بإباءٍ في عاصمته فيما يبدي إنزعاجه من ظهور علمٍ إسرائيلي في حفلة من حفلات الكرد لوَّح بها مشجعون طائشون.
عموماً فهذا الإصرار على معاداة إسرائيل إعلامياً له دلالة واحدة فقط وهي أن إسرائيل وراء كل زعماء المنطقة، وإلا لما حاربوها في الإعلام بهذه القوة وعقدوا معها أكبر الصفقات في السر، وأن فقط المعاداة هي لأجل إيهام الدهماء بأن الزعماء الأشاوس لا يزالون من حلف الممانعة، إذ درجت العادة في منطقة الشرق الأوسط على أن يستحمر الزعماء شعوبهم حتى آخر رمق، لذا فإن الزعيم الذي يعتبر شعبه قطيعاً، يزور إسرائيل بنفسه أو يرسل إليها مَن ينوب عنه في السر ثم يشتمها في العلن، ليتأكد بأنه لا يزال يسوق ذلك القطيع.
حيث كالعادة راحت الأقلام التي تستمد مدادها من لُعاب الزعماء تتهم الإقليم الكردي بالعلاقة مع اسرائيل، والتخريف بأن اسرائيل تعتمد بشكل رئيسي على نفط اقليم كردستان، علماً أن اسرائيل يعود تأسيها كدولة إلى عام 1947 أي أنها تستهلك النفط وتستورده منذ تأسيس ذلك الكيان من الدول العربية المجاورة والتي يتم التغافل عنها عمداً، بينما يتم ذكر إقليم كردستان الذي لا يزال قيد التأسيس بأنه يصدر النفط الى إسرائيل ولكن من أين وكيف؟ باعتبار أن ثمة دول ومضارب ومفازات تفصل بين إقليم كردستان ودولة اسرائيل.
كما أن علاقة دولة قطر التي تتبجح جزيرتها الإعلامية بمعاداة أورشليم مع إسرائيل تعود الى توقيت ما بعد مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وتم وقتها افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، وقطر صارحت بالفعل بعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة الجات فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها انه لا توجد مقاطعة، والعلاقات القطرية الإسرائيلية على أفضل ما يكون، كما ذكرت إحدى وثائق "ويكيليكس" العلاقات السرية بين إسرائيل ودول الخليج، خاصة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وكل تلك العلاقات الرسمية والعلنية للدول العربية وإيران وتركيا لا تثير أية حساسية لدى الكتاب والمثقفين الباحثين، علماً أنه إذا ما كانت هنالك نوع من الحميمية بين اسرائيل وباقي دول المنطقة، فإن الأكراد هم في نهاية الطابور الذي يقوم بالعلاقة مع اسرائيل وليس وجهاً لوجه، إنما من خلال وسيط من دول المنطقة وهي تركيا قبل أن تتوتر العلاقة بين الإقليم وتركيا بسبب استفتاء الإقليم نهاية الشهر الماضي.
أما بالنسبة لرفع بعض الشباب الكردي في المهرجانات علم اسرائيل فذلك حتى الغبي يدرك بأنه تصرف فردي ولا يتحمل أي شخص آخر مسؤوليته، بينما علم اسرائيل المرفرف في قطر ومصر وعمان والامارات وأنقرة هو مرفوع بشكل رسمي، ونتمنى من النشطاء والكتاب وشلة الممانعة الذين يستمدون أحبارهم من ملافظ السلاطين شرح معنى كلمة الرسمي لجماهيرهم! رغم أنه ما من علاقات رسمية ومباشرة بين دولة إسرائيل واقليم كردستان كما هي علاقة الدول المذكورة أعلاه والتي تحارب اسرائيل في إعلامها، وبالرغم من أنه ما من عداوة مباشرة بين الكرد ودولة اسرائيل على غرار العداوة التاريخية بين الدول العربية واسرائيل، إلا أنه بالرغم من تلك العداوة المزعومة وبخلاف الإقليم تتمتع بعض دول المنطقة علناً بعلاقات اقتصادية متينة مع دولة اسرائيل!.
ولكننا تعودنا كل فترة أن يخرج علينا بعض النشطاء والمثقفين ليرموا بهذه الورقة الرخيصة على المواقع الالكترونية، بينما أنفسهم يتناسون العلاقات الإسرائيلية العربية والاسرائيلية التركية على وجه الخصوص والتي تأسست في آذار 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران عام 1948)، حيث تعترف بدولة إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح لتركيا، وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الاستراتيجية، في 1958، وفي 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب، وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء، وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري، وقد وقع رئيس الأركان التركي چڤيق بير Çevik Bir على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية أورتشارد للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية، وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية، ومنذ 1 كانون الثاني/يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية ولكن كل هذا يتم تناسيه من قبل أصحاب تلك الأقلام المصابين بالعور الأيديولوجي.
وثمة حقيقة غائبة وحاضرة وهي أن إسرائيل تستورد النفط الإيراني والخليجي على نطاق واسع جداً رغم ادّعاء ايران والدول العربية عداوتهم مع اسرائيل في وسائل الاعلام، وذلك على الرغم من مقاطعة الاتصالات والتجارة مع إيران وغيرها حيث تحصل إسرائيل على النفط عبر شركات أوروبية وسيطة .
ختاماً فيبدو لي أن إسرائيل بالنسبة لرؤساء وسلاطين المنطقة أشبه بالغانية اللعوب والفاتنة التي يستقتل كل حاكمٍ في المنطقة التقرب منها، التودد إليها، المكوث بكامل التدله في حضرتها، حتى يفوزوا منفردين بلحس سيقانها، إلاّ الكردي فوفق فتاويهم الممانعاتية محروم عليه الإقتراب من محاسنها، لذا يحاولون قدر الإمكان استقباح الكردي من جهة وتجفيله من جهةٍ أخرى لضمان إبعاده عنها، وذلك لكي تبقى الغانية البهية خليلتهم وحدهم، وحتى يستفردوا هم دون غيرهم بها، فيتمرغوا منشرحين في مخدعها، متمتعين بحسنها وجمالها الأخاذ إلى يوم الدين!.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد قاسم: «PYD» يفهم من وحدة الصف أن تجتمع كل الأحزاب تحت ر ...
- كردستان وعقارب بغداد
- حلبجة والمصيبة المستمرة
- آن للكردي أن يحدث ضجيجاً في هذا العالم
- صفقات الإقليم وصُراخ المُهددين
- فلاشات منتقاة عن قيامة الإقليم
- وخزات كلمة الحق
- من الاستغباء باسم الدين إلى الديمقراطية
- عبد الكريم حاجي: العمل الحزبي يفرض علينا التواجد في كل مكان ...
- الحرية بين الدعوة إليها وتجاهل طُلابها
- آمنوا بهم لتنالوا مرادكم أجمعين
- مقابح الاستقلال
- محسن طاهر: نظام الأسد لم يغادر المنطقة ولا تزال مؤسساته تعمل ...
- فلاح مملوك الجيلاني وآمال الكرد الصاغرين
- سائق الرجاء
- بين تشومسكي وعوارف الإقليم
- الغريم السياسي بين المآخذ عليه والدفاع عنه
- مَن شابه اخته فما ظلم
- تخوم البارتي ومصلحة الإقليم
- المُبادِر


المزيد.....




- مصدران لـCNN: إسرائيل تتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة في غضو ...
- عودة محفوفة بالمخاطر: الألغام تهدد أرواح المدنيين في سوريا
- مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون يرجحون التوصل إلى اتفاق وقف إط ...
- الرئيس الإيراني ينفي وجود أي مخطط لاغتيال ترامب
- مؤتمر حزب البديل من أجل ألمانيا: -تسقط عنفات الرياح!-
- الانتخابات الألمانية 2025: سارة فاغنكنيشت أمام تحدي مفصلي
- وزيرة التنمية الألمانية شولتسه تزور دمشق لعرض المساعدة
- التوقيع هذه الليلة.. اتفاق الهدنة بين إسرائيل و-حماس- يبصر ا ...
- زيلينسكي يوقع على قانون يخص الشباب الأوكرانيين البالغين من ا ...
- مقتل 6 أشخاص بقصف إسرائيلي على جنين


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - إسرائيل بين الإثارة والتحريم