أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوال السعداوي - تعريف جديد للأدب والكتابة














المزيد.....

تعريف جديد للأدب والكتابة


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 09:48
المحور: الادب والفن
    



منذ الطفولة أنفر من بشرة الوجه المزخرفة بألوان غير طبيعية، والمساحيق التى تطمس علامات الشخصية، وتخفى خطوط التجربة والعمرالحقيقي، تؤذى عينى صبغات الشعر بألوانها الصناعية، من الأصفر الفاقع، تدمنه زوجات الطبقة العليا وفوق الوسطي، لتتحول السوداء منهن الى شقراء، أو اللون الأسود الفاحم، يدمنه كبار الرجال من الطبقات الحاكمة، لإخفاء الشيب والشيخوخة، فيعود العجوز منهم إلى فتوة الشباب، يرهب المحكومين ويجذب النساء.

يطغى الزخرف على الجوهر فى الثقافة والأدب فى العالم وبلادنا، بمثل ما تطغى القوة على الحق والعدل، وتطغى السوق والتجارة على العلم والفن، ويطغى النص الثابت على المصلحة المتغيرة، ويطغى المالك على الأجير والرجل على المرأة, إنه النظام الهرمى الموروث منذ نشوء العبودية والطغيان، لا تتسع قمته الضيقة المدببة إلا لجلوس فرد واحد، صاحب السلطة المطلقة فى العالم والدولة والعائلة.

دارت هذه الأفكار فى رأسى وأنا أشهد ندوة أدبية فى الرابع من هذا الشهر، أكتوبر، نظمها المركزالمصرى للترجمة برئاسة الدكتورأنور مغيث، وشارك فيها الدكاترة خيرى دومة وأمنية أمين ومنى طلبة وأحمد بلبولة، مع سها السباعي، أستاذة الترجمة من الإنجليزية الى العربية، وقد ترجمت كتاب الدكتور إرنست إيمنيونو والدكتورة ومورين إيك، الذى دار حوله النقاش فى الندوة.

قاعة طه حسين امتلأت بجمهور مميز، أغلبهم من الشباب والشابات، شاركوا فى الحوار، وطرجوا الأسئلة التى تنتمى لمستقبل الأدب والفكر وبناء العقل فى بلادنا . إنها المرة الأولى فى تاريخ الحكومات المصرية على مدى العهود، أن تنظم ندوة لمناقشة أعمال كاتبة مصرية متمردة (مثلي) تم طمس أعمالها لأكثر من نصف قرن، وقد برزت الكفاءة الأدبية والفكرية للمشاركات والمشاركين، من أساتذة الجامعات ونقاد الأدب، وقراء وقارئات، مما يدعو للتفاؤل، وإدراك أن بلادنا بها عقول مبدعة غير قليلة.

طرح الدكتور أنور مغيث سؤالا عن الهوة بين الثقافة والتعليم: كيف يصبح المهندس أوالوزير أو الطبيب أو المحامى مثقفا؟وعبر طالب بالمدرسة الثانوية عن حيرته إزاء ما يتلقاه من تعليم سطحى متناقض، يؤدى إلى التجهيل والتخويف أكثر مما يؤدى إلى المعرفة والشجاعة، وتساءلت طالبة جامعية عن دورالأدب والكتابة فى التغييرالثقافى والفلسفى والاجتماعى والسياسي، وهل يمكن فصل الكاتب أوالكاتبة عن القراء والقارئات؟

قبل تقديم المتحدثين والمتحدثات تكلم الدكتور خيرى دومة عن أهمية تناول هذا الموضوع الخاص بالندوة، وهو جوهر الأدب، وقال: «أصبحنا فى حاجة إلى تعريف جديد للأدب»، وطرح هذا السؤال: ما هو الأدب؟ أيكون الأدب ألوانا من الصدام مع الواقع؟ وإن عجز الأدب عن الصدام بالواقع وتغييره وتغيير الكاتب والقارئ معا، فهل يكون أدبا؟ هل يكون للأدب معنى بمعزل عن همومنا فى حياتنا الواقعية وهزائمنا ومخاوفنا وآلامنا وأحلامنا فى كسر قيودنا؟

فتح الحوار بين المشاركين والمشاركات آفاقا جديدة لمعنى الأدب وجوهره، كيف يخرج الأدب من سجن المدارس النقدية الأكاديمية التقليدية، كيف يصبح النقد الأدبى إبداعا فى حد ذاته، يضيف للنص الأدبى ويزيد من تأثيره وقدرته على التغيير؟ الجمال ليس بالمساحيق والألوان وشد البشرة، طغت علينا منذ قرون فكرة التجميل الصناعي، وغاب عنا جوهر الأشياء، الآدب ليس زخارف وألفاظ، بل حوار خلاق بين النص والقارئ أو القارئة، حوار يضفى على النص معانى جديدة، يشارك فيها أطراف متعددة: الكاتبة / الكاتب، والقارئ/ القارئة، والناقد/ الناقدة. ليس للأدب أو الكتابة معنى دون وجود قارئة أو قارئ، قادرعلى سبر أغوار اللغة والنص الأدبي، والكشف عن جوهره، واجتياز الفواصل المفروضة على العقل البشرى منذ تأثيم المعرفة.

الأدب لا يكون بغير العلم والمعرفة، والمعرفة لا تكون بغير إلغاء الفاصل بين الزمان والمكان والسماء والإرض والجسد والروح، والفن والعلم، والملاك والشيطان، والمرأة والرجل، والحاكم والمحكوم، هذه الثنائيات الموروثة تشطرالعقل وتضعفه، لكن الأدب المبدع قادر على أن يعيد للعقل وحدته ويرد للجسد الروح. الكتابة الأدبية تكسر الحواجز، تتمرد على الموروث والمألوف، لا ينفصل الإبداع عن التمرد، يحتاج الأدب الى تعريف جديد، وجدل شجاع لإيهاب السلطات والعقاب، لم يخرج الأدب الأوروبى من سجن الكهنة والكنيسة إلا بعد أن كسر المفكرون الشجعان القيود المفروضة ، قتل بعضهم وسجن بعضهم، لكن المعرفة انتصرت على الجهل، وهذا مستقبل الأدب.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الألم والكتابة الشخصية
- ويظل حجاب العقل واحدا
- أين نحن من أبى وأمى
- هرقل وغريمه آنتى
- المرأة والاشتراكية
- .. وهل انعدم التساؤل أيضا ؟
- ازدراء الأديان والجماعة فى رمضان
- امرأة رقيقة قاتلة
- التفاحة المحرمة والجاذبية
- فى ذاكرتى مع لغة الأم
- لا حياد فى عالم يبطش
- وتزيد المتعة بزيادة المعرفة
- رسالة من فتاة سجينة
- رسالة الى صديق قديم
- متى يبدأ السقوط ؟
- ليست امرأة مثالية
- ما بين البحرين الأحمر والأبيض
- الدين والمرأة والسينما
- الفتاة الصغيرة أمام باب المحكمة
- أنتِ طالق يا دكتورة


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوال السعداوي - تعريف جديد للأدب والكتابة