فاضل الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:28
المحور:
كتابات ساخرة
كان حسن الطلعة كثير التطلع في المرآة, وكان يرى صورته الحسنة بشعر أشقر وعيون زرقاء ووجه بشوش أبيض وقامة فارهة!
والحقيقة أن حُسن طلعته رافقه حُسنٌ في الحظ والتوفيق, وقد أنعم الله عليه ثروة حسنة وشعور حسن بالمسؤولية تجاه الوطن وأهله,
لذلك تحسن اهتمامه وصار يشارك في بعض المناسبات "الجماهيرية" الحسنة!
وعلى ضوء كل ذلك الحسن وبمساعدة الظروف الحسنة استطاع حسن الطلعة أن يشتري منصب حسن من القائمقام ممثل الوالي ممثل السلطان أمير المؤمنين,
وكان ثمن الوظيفة الحسنة ألفين مجيدية دفعها عدّاً ونقداً للقائمقام ومجيديتين للذين ساعدوه في ذلك.
وكان هذا الشكل من الاستئثار بالوظائف عرفاً معروفاً في أيام الحكم التركي لسوريا في سنوات القرن السابع عشر.
وقد استطاع حسن الطلعة أن يسترد تكاليف منصبه من خلال الضرائب والاجراءات الحسنة التي فرضها على أبناء المنطقة المسؤول عنها, وكان راضياً عن صفقته التجارية تلك, حيث حققت له فوق المجد الذي ابتغاه نفعاً أكثر من ألفين وإثنتين مجيدية وذكراً تتناقله الأجيال خلال أكثر من ثلاثة قرون!
وبعد ظهور ظاهرة النفط ومشتقاته التي صارت حاجة يومية للناس جميعاً سواء منها البنزين أو المازوت, وبعد ظهور ظاهرة ابن لادن وسقوط الأبراج صار المازوت أكثر "مازوتية" مما سبق, لما يحمله من طاقة, وحل للفاقة, يؤكدها علماء الحسن والجمال واللياقة!
في هذا الظرف ظهر بهي الطلعة الذي يشبه حسن الطلعة باستثناء ثلاثة قرون أو أربعة –هذه ليست قرون بقر وإنما قرون زمنية-
والحقيقة أن للوجاهة ثمن وللمكانة الإجتماعية ثمن, وقد يكون الثمن في كثير من الأحيان مصاري –مجيديات جديدة-, ففي عصر المازوت وحسب قانون تحول الطاقة للافوازيه فإن القيم يمكن تحويلها إلى مصاري والمصاري إلى قيم, المهم المحافظة على قانون حفظ الطاقة(المادة)!
وفي لقاء ضم العشرات –ومنهم أكبر ديبلوماسي شرف- , في حفلة مزاد علني اشترى بهي الطلعة عضوية شرف, في لجنة شرف, كي يكون أكثر شرف! وبعد الدفع والعد بشرف صفق الحضور بشرف, وبقدرة قادر صار بهي الطلعة أشقر كحسن الطلعة ولا شيئ يدعوا للقرف,
وفوراً بدأ الآخرون يُعدّون تسعيرة جديدة للشرف!
عندها تحركت عظام لافوازيه في قبره تؤكد مرة أخرى تحول المادة.
وفي هذه اللحظة هتف الخجول همساً بشرف "بترول العرب للعرب"!!
#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟