أصل القرد .. إنسان

جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أصل القرد .. إنسان*
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
جعفر المظفر
أصل الإنسان قرد, ذلك ما جاء به دارون, لكن نظريته البايولوجية ظلت وستبقى مثار نقد ودحض حتى من جانب الكثير من البايولوجين أنفسهم.
أنا أؤمن عكس ما جاء به دارون ,,
هو قال إن أصل الإنسان قرد.
وأنا أقول أن أصل القرد إنسان.
ولست أسلك لتأكيد نظريتي مسلك دارون البايولوجي وأدواته التشريحية أو المايكروسكوبية
أدواتي هي سياسية واخلاقية.
كيف ..
خذ إنسانا سويا, و الأفضل أن يكون مراهقا على أبواب الشباب.
إسأله عن رؤيته للحياة وتفحص سوكه ولو بشكل عام.
ستكتشف أنه على ابواب أن يتكون إنسانا في العقل وليس في التكوين البيولوجي فقط, أو هو إنسان بالفعل, فكرا وسلوك.
والآن ضعه في حزب من أحزاب النفاق السياسي والأخلاقي الحالية, أو إدخله في مدرسة فقه طائفي او عنصري ستكتشف أنه تدريجيا سيكتسب أخلاق القرود, بل لعلك لن تراه سوى قردا مكتمل التفاصيل, وستكتشف أن ما تبقى من هويته كإنسان أنه يمشي على قوائم إثنين بدلا من أربعة.
تحدث معه .. سوف يتحدث لك عن النزاهة وهو يسرقك, ويتحدث عن الوفاء وهو يتربص بك, ويتحدث عن الأخلاق وهو يخونك, ويتحدث لك عن الوطن وهو يمزقه.
ستكتشف بالنهاية أنك تعيش في سيرك حقيقي وتتعامل مع قردة كانوا بشرا.
وستعرف حينها ان دارون لم يكن مخطئا إلا في ترتيب طرفي معادلته.
سيقول لك, بايولوجيا إن اصل الإنسان قرد.
أما أنت فستقول له ..
لو كنت سياسيا يا دارون لتأكدت أن أصل القرد إنسان, وليس كما تزعم.
فقط عليك أن تخرج من مختبرك البايولوجي إلى مختبري السياسي والإجتماعي لكي ترى ما أراه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*التشبيه بالقرود هنا هو من باب الإعتماد على التعريف الشعبي لمعنى (القردية) كمفردة ذات صلة بالسخرية من السلوك غير الثابت وغير المتوازن, وليس المقصود به السخرية من هذا المخلوق الذي أعتقد أنه من الناحية الأخلاقية أكثر رفعة من سلوك القردة السياسيين. أنا إذن أعتذر للقرد كمخلوق حينما استعمله هنا للمقاربة مع القرد السياسي, وأرى أن تشبيه (القرد السياسي) ب (القرد البيولوجي) يحط من قدر هذا الأخير .. لذا أسجل هنا إعتذاري للأخير

#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات