فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:30
المحور:
الادب والفن
طبعًا
كنتِ ترسمين وردةً
في أوراق حصة الحساب
وتومئين للمعلِّمة بين لحظةٍ وأخرى
كأنكِ تتابعين الدرس.
وربما
شُغِلتِ بابنِ الجيران
عن إتمام واجب التاريخ
لتضحكَ البناتُ في الفصل
من دفترك المملوء قلوبًا وأسهمًا
محلَّ أسبابَ الحملة الفرنسية على مصر،
أقصد:
أسبابَ محوِ فيتنام
وحتميةَ القرنِ الأمريكي.
ولابد نامَ شعرُك محلولاً
في انتظار كوبِ الحليب
وقُبلة الأمِّ في الصباح،
تحلُمين بولدٍ أزرقِ العينين
سيحلُّ يومًا محلَّ دبدوبِكِ الأبيضْ.
أزرقُ وأبيضُ
موجٌ وزبَد
لونان جميلان!
في زهرةٍ بفستان صبية،
وجناح عصفورٍ فوق حافةِ شرفتك
وسماءٍ وسحابة في كراسة رسم،
في ألبوم الصور،
وليس في عَلَمٍ ينقرُ عينَ صبيٍّ
بستّة مناقيرَ مدببةٍ
حتى ولو حملَ
اسمَ نبيّ.
مثلَ البنات تحلُمين
بغدِك الذي لن يكون:
في الصباح تحملين كيس الفلوس
وتعودين بعد ساعة من المتجر
بكيس كرفس وبازلاء
ولن تنسي كيزانَ الذرةِ الصفراءِ التي يحبها الصغار.
طناجرُ وملاعقُ
وأكروباتُ
بين المطبخ والمغسلة
وغرفة الأطفال التي يجبُ أن تُرتَّبَ
قبل الرابعة،
-أطفالك الذين لن يأتوا-
ماما خرجنا اليومَ لنطاردَ الضفادعَ
وغدًا نمزّقُها بالمِشرط
حرامٌ يا صغيري!
ماما هو درس التشريح
كي نعرفَ ماذا تخبئُ في بطنها.
قومي يا حبيبة وكفى نومًا
البناتُ بالخارج
ذاهباتٌ إلى الديسكو
But Ma, I was dreaming!
ما أثقلَ نومَك يا راشيل!
قومي!
لكنني لن أذهبَ للمرقص
أمي أين باسبوري الأزرق؟
أود الكلامَ مع الله!
مثلنا جميعًا يا بنت
أحببتِ
وحاورتِ المرآةَ
وأخجلتكِ نقطةٌ حمراءُ في الفستان،
مثلنا جميعًا
رسمتِ كيوبيد وسهمًا وحرفيْن
وانتظرتِ الفارسَ والحصان،
مثلَ كلِّ صبيّةٍ سمراء
تمنيتِ حذاءً عاليَ الكعبِ
وجوربًا شفافًا
وأضجرتِك شرائطُ الشَّعرِ والضفيرة،
ومثلنا – لو كنت تمهلّت–
ستنتجين صغارًا
وتلعنين سخافاتِ الرجال
مثلنا أنتِ
لكننا لم نقف أمام جرّافة لتسحقَنا
كي نتكلمَ مع الله
أو لنوقفَ مدفعًا
يريد أن يخطفَ طفلا
من ضحكته.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟