|
صح النوم ..يا سيادة الوزير ..!
هادي فريد التكريتي
الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:27
المحور:
كتابات ساخرة
أطل علينا ( الإطلالة على الأعم الأغلب ما تكون جميلة ..!) السيد وزير الداخلية ببيان ُمَوًقع في 14 شباط باسم باقر جبر الزبيدي ، وقد وضع بتاريخ 17 شباط على موقع " صوت العراق " الألكتروني " ، ولا أدري هل هو نفس الوزير المسمى " بيان باقر جبر صولاغ الزبيدي " أم هناك غيره ، فإذا كان هو نفسه ، فِلَم يضع القارئ ، أو السامع لبيانه في ورطة ولجة من الشك ؟ فنحن نعيش في وضع مستقر وآمن تحرسنا مليشيات الطوائف ! وزمن الحياة في المنفى والخوف من النظام الفاشي الساقط ، قد ولى إلى غير رجعة ، آنذاك كان المناهض للنظام يعيش خلف أسماء مستعارة ، كأبي محمد ، أو بيان ، أو ما شابه ذلك ، فهل السيد الوزير ، باقر جبر الزبيدي ، لا زال يعيش تحت هاجس خوف المعارض من التصفية الجسدية ، حتى وإن كان وزيرا لداخلية العراق ؟ فإذا كان "أبو محمد ، بيان باقر جبر صولاغ الزبيدي " ، هو " نفسه " وزيرنا رغم تعدد التسميات فِلَم َلْم ُيزل الإشكال ؟ ويتم توحيد الإسمين ويجري التصحيح في سجلات مديرية الأحوال المدنية ، وهي أحدى الدوائر التابعة له ، والقادرة ليس على تصحيح الأسماء فقط ، بل حتى منح وإعطاء الجنسية للكثير من طالبيها ، من غير العراقيين ، بأسماء جديدة أو حتى مستعارة ، للأشقاء في الطائفة من دول الجوار ، وبذلك يزيل الحرج عن مسؤوليته في إغراق وزارته بالخبراء وضباط المخابرات من الذين تم تعيينهم في وزارته ، سواء أكان هذا بأمر منه ، أو بأمر من قائد " مليشيات " قوات بدر . بيان وزير الداخلية ، رغم قصره وإيجازه ، تميز برداءة في الصياغة ، وركاكة في الأسلوب ، وهذا أمر بحد ذاته ، يثبت أن من قد صاغه هو واحد من الخبراء المستوردين من الجارة الشقيقة ! البيان ُيوقع البعض في إشكالية عدم فهم أسباب صدوره ، وهو يتحدث عن جرائم قد وقعت ، في فترة تسنم السيد وزير الداخلية لمنصبه قبل سنة تقريبا ، عندما أطلق العنان لإرهاب مليشياته الطائفية ، المستوعبة في وزارته ، حيث قد ضج المواطنون بالشكوى منها ، فشخصوها ، وأعطوا أوصاف ومواصفات القائمين بها ، وما يستخدمون من أدوات لتنفيذ جرائمهم ، وبيان السيد الوزير يعيد إلينا تشخيص المواطنين بعد الكثير من الدماء التي أهدرها الجناة ، ودون جريمة أو ذنب مرتكب من قبل ، " حماة أمنه البواسل " الذين يأتي على ذكرهم في بيانه ، فيعترف :ـ " ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الحالات السلبية الخطيرة والمتمثلة في ارتكاب جرائم قتل للآمنين والأبرياء من أبناء العراق وقد ارتدى هؤلاء زي رجال الداخلية والدفاع واستقلوا عجلات مشابهة لعجلاتهم ..". سبحان الله نفس المواصفاة ! الحقيقة التي لا تقبل الشك والجدل أن هؤلاء هم من مليشيات الطوائف ، وفق تطابق التوصيف لتنفيذ الجرائم ، التي استخدمتها وزارتك في تصفية الخصوم ، أيها السيد الوزير . الكتاب والمثقفون الوطنيون ، ومنذ بواكير بروز الظاهرة ، وبوسائل كثيرة ومتعددة ، عالجوا الأسباب والمخاطر ، والحلول لهذه الظاهرة الإرهابية ، التي يشكو منها السيد وزير الداخلية في بيانه الصادر بتاريخ 14 شباط 2006 ، إلا أنه ليس لم يبد تفهما لمعالجتها فقط ، بل نفى حدوثها واعتبرها من نسج الأعداء ، كما أنكر تورط عناصر من وزارته في مثل هذه الجرائم ، واليوم يعترف بها ويؤكدها في بيانه حيث يذكر :ـ :" وجود بعض ضعاف النفوس من الذين تسللوا إلى الأجهزة الأمنية في بادئ الأمر دون تدقيق أو تمحيص .." المواطن دائما على حق أيها السيد الوزير ، لأنه ليس هناك أحرص منه على أمنه وحريته . بيان السيد الوزير ، وكأنه في بداية تسلمه زمام هذا المفصل الأمني المهم ، وليس في وقت يشارف على البدء بتشكيل حكومة جديدة ، حيث تسعى وزارته " وزارة كل العراقيين إلى تحقيق الأمن والنظام في كل أرجاء العراق .." وهو يعرف جيدا أن النظام والأمن في العراق لم يكن متحققا على عهده ، وإلا ماذا كان عن القتل والتشريد والاعتداء على حرية العراقيين ، قبل وأثناء الانتخابات ، في البصرة والناصرية والعمارة والنجف وسوق الشيوخ وبغداد وسلمان باك وغيرها من مدن العراق ، وما قضية المياه الثقيلة في الرستمية التي أصبحت مسلخا وقبرا تطفو عليه أكثر من مئة ضحية ، من هو غيرك قادر على كشف هذا السر أيها السيد الوزير ؟ ، الكثير من القتول حصلت في مدن ومواقع كثيرة ومتعددة ، دون أن يجري التحقيق أو الكشف عن تلك الجرائم ، ولم يعرف العراقيون ، ولا حتى الشركاء في الحكم ، من هم المسؤولين عنها ، كما لم يعلمنا السيد الوزير صولاغ ، أو ينشر حتى اللحظة ، ما آلت إليه نتيجة التحقيق لما جرى في سجن الجادرية .! فهل سيكشف عن كل هذه الجرائم المجلس النيابي الجديد ، وهل سيعترف السيد الوزير بمسؤوليته بكل هذا ، وهل سيبدي اسفه لما قد جرى ؟ أم أن بيانه هذا مدسوس عليه ؟ أم هو صحوة ضمير متأخرة ، إذا كان كذلك فليتقبل قولي " صح النوم أيها السيد الوزير .."
#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوط حمر ..تصبح ِبيْضا-.!
-
ميليشيات العشائر ..!
-
الدم العراقي المهدور في شباط الأسود ..!
-
الاستحقاقات ..والمحاصصة ..!
-
ليوم الشهيد ..تحية وسلام ..! - بمنايبة يوم الشهيد الشيوعي
-
الرصافي شاعر التحرر..يحاول إيقاظ الرقود ..!
-
الانتخابات ...وتقرير البعثة الدولية لمراقبتها...!
-
أيها العراقيون ..لا زال العراقي الفيلي مهَجرا..!
-
عندما يتحول البغض إلى حب ..!
-
من أجل من ..صلاحيات رئيس الجمهورية ..!
-
تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!
-
المليشيات والحكومة والوضع الأمني ..!
-
الديموقراطية والاستحقاق الانتخابي ..!!
-
أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي الدكتور كما
...
-
الشعب العراقي جدير بالديموقراطية ..ولكن ..!
-
البصرة - تتونس - وكركوك تدفع الخاوة ..!
-
السيادة وقوات الاحتلال ..!!
-
الفساد..وفضح الحرامية..!!
-
فرهود ..!
-
الحوار المتمدن ضرورة لواقعنا ..!
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|