شفيق التلولي
الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 01:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إصحوا يا شباب
كتب شفيق التلولي
ثمة فرق بين حقوق الشباب والفعل الشبابي، فالمطالبة بحقوق الشباب أمر محمود على اعتبار أن مطالبهم حقوق مشروعة من تعليم وعمل وغيره من المتطلبات الحياتية.
أما الفعل الشبابي المبني على ثقافة جمعية قائمة على الحوار وتقبل الآخر تؤمن بمبدأ تواصل الأجيال وقادرة على استبصار المستقبل، وهذا يتجلى من خلال أخذ الشباب لدورهم بالمجايلة وتمكينهم من المشاركة المجتمعية والسياسية ليس وفقاً لمبدأ الكوتة المغلوط إنما حسب مبدأ الكفاءة والتمايز والتباين النسبي بين الأفراد.
وما حصل في اجتماع رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله مع عموم الشباب والذي جاء على هامش تمكين حكومته في غزة؛ يؤكد هذا الإلتباس الحاصل في المفاهيم وعدم التفريق بين مطالب الشباب والفعل الشبابي الذي يفرز نخباً شبابية قادرة على إثبات ذاتها ولوجاً لمشاركتهم في صنع القرار السياسي.
لا عليك دولة رئيس الوزراء، فلا لوم على شباب في زمن التيه بلا بوصلة تحدد لهم وجهة الخلاص، لا لوم عليهم بعدما مكثوا عقد من الظلام بلا سراج يشق لهم دروب العتمة، اللوم على من لم يخط لهم خارطة طريق في عصر الجغرافيا المتعرجة التي تضج بالعثرات.
ما أردت قوله بأنه كان يجب تلخيص هذا الإرث الطويل من تراكم الأجيال واختصاره في أطر الفعل الشبابي وترك طرح قضايا الشباب العامة ضمن تصور يقدم كخطة شاملة تهتدي بها الحكومة وبالأخص وزارة العمل حتى لا يتحول الإجتماع إلى منبر خطابي لتفريغ طاقة الشباب الإنفعالية التي قد تكون مبررة ولكن دون الخروج عن النسق.
ونصيحة إلى معشر الشباب من شاب مجرب مع فارق الزمان واسأل مجرب ولا تسأل طبيب؛ بأن هناك الكثير مما يمكن فعله وفي المقدمة إدراكهم بذاتهم وعدم التلاوم وطحن بعضهم البعض وهدر طاقاتهم وإجهاض فعلهم الشبابي من خلال تغذية وتسمين اندفاعهم نحو الإتجاه غير السليم والتباري على طُعم في شباك بالية.
#شفيق_التلولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟