صادق البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" لن تكونوا احراراً في دنياكم "
شرط الحرية، التفكير والرأي المستقل وان تضارب مع أقرب الأقربين، هذا ما نفتقره في مجتمعنا الذي اوصل نفسه بنفسه الى الهلاك بتصديقه لكل ما يقوله المقدس بنظره. الاسرع من الضوء في حياتنا المبطنة بالدين هو التقديس لشخص ما ولا يكلف المقابل شيئاً سوى ان يكون ناصراً للدين وحديثه لا يخلو من حديثٍ او موقفٍ لرمز ديني معين وان اتى بحديثٍ او موقفٍ لم يفكر الاساس بفعله او نطقه.
افة التقديس والمشي بلا بصر او تفكير جعل الجهل ميزة يشار اليها بوضوح في الحياة اليومية ولا يقتصر ضرب المثل على اشخاص معينين بل تجد مجاميع كثر جديرة بأن تشير الى غبائها. انتشار الجهل يحارب بالتوعية فما رأيك حين تجد التوعوي هو احد الآفات لتجهيل المجتمع.
حين ينصر التوعوي فاسداً فهو أفسد منه، حين لا يشير الى فساده يتحمل وزرين، وزر التستر على المقابل والتجهيل للناس. حين يؤكد التوعوي كلام الفاسد الذي يتاجر فيه ليحافظ على كرسي الحكم، الصبغة التي دائماً ما تشد الناس وتفتح ناظريهم في شدة العتمة هي صبغة الدين، فتجد الحديث متحول من السياسة الى استجداء رضا الناس.
في كتاب (دين ضد الدين) للدكتور علي شريعتي، يوضح لنا ان المجتمع يستند على دينيين "دين الله" ودين المؤسسة التي سوقت للناس نفسها باسم الله حتى اوهمتهم بانهم سلك الاتصال بالله حتى اصبحوا بنظر البعض انهم الركن السادس من اساس الدين. نستطيع هنا ان نختصر وهذا الاختصار على البعض لا نعمم في كل كلام، ان الكثير من الناس غاب في قلوبهم الله واتى عبده رباً في قلوبهم .
لو كنا نعرف الله ومفهوم الدين، لما صدقنا المصرحين لنصرة الدين. متى ما فهمنا ان الدين هو قانون ينظم العلاقة الروحية مع المعبود لا علاقة له بالتفاصيل الحياتية سوى ما يتعلق بالشرع لما بقي احد من زمر الاسلام السياسي او المؤسسة نجماً لامعاً تتبعه القطيع الذي اوصل جيلين لم يأتوا بعد الى الهلاك.
#صادق_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟