|
مام جلال ... وداع الحلم...؟؟؟!!..
اكرم هواس
الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مام جلال... وداع الحلم..؟؟!!..
لا ادري كيف شاءت الاقدار ... او شاء من شاء ... ان يعلن عن رحيل مام جلال في هذا التقاطع التاريخي من احداث و تطورات ..... بعد ان كان الرجل قد فقد حضوره و قدرته على الفعل منذ ما يقرب من خمس سنوات ايضا بفعل فاعل "مجهول"... لكن هل اصبح رحيله ضرورة للانتقال "الثوري" من مرحلة التعايش الى تأصيل الصراع و شرعنته منهجاً لإدارة العلاقات الكوردية في اطار اعادة هيكلة الشرق الأوسط و شبكة علاقت المنطقة مع العالم..؟؟...
ربما يعتقد البعض ان طرح السؤال بهذا الشكل ينطوي على قوى خارقة لمام جلال و دور رائد على المستوى العالمي.... طبعا من حق الجميع ان ينتقد.... لكن قراءة أولية ستغني عن الكثير من الهواجس الميتافيزقية و تقربنا من واقع ظهور الرجل على الساحة الكوردية و العراقية...
قبل مناقشة هذه النقطة الحساسة دعوني اعود الى الوراء قليلا... عندما توفي الرئيس الفنزويلي السابق كتبت مقالة بعنوان " تشافيز و مشروع الواقعية الحالمة"... و رغم ان جلال طالباني لم يكن عسكريا استولى على الحكم و لم يمتلك كثيرا من السلطات الا ان ابتسامته الدائمة و نقده لنفسه بل و كونه كورديا يحكم دولة عربية كانت تضعه بشكل او اخر في اطار يجمعه بتشافيز الراقص و المغني و اخرون مثله في أمريكا اللاتينية و غيرها من مناطق العالم ...
مام جلال... بين الاشادة و النقد الذين لهما كل الاحترام...كان ظاهرة جديدة في مفهوم السلطة في دولة امتازت بتاريخ طويل و مأساوي من الدكتاتورية و السلطة المطلقة ... و حيث ان تعينه ... و ان جاء نتيجة سياسة المحاصصة البغيضة... قد جاء في وقت غرق العراق فيه في بحر من الدماء سنة 2005 ...حرب أهلية و طائفية ... بلغة العلم.... الكل كان ضد الكل ... و الممارسة السلطوية تحولت من العلاقة التقليدية بين الدولة و المجتمع الى علاقة بين المجموعات البشرية المختلفة المتصارعة على هذا الأساس او ذاك... حتى اختفت الدولة بمفهومها العام و تحولت الى اوليغاركيات سياسية و دينية و اقتصادية و ثقافية ..الخ ...تشيطن بعضها و تقاتل بعبثية غارقة في اوهام الانتصار ..
في هذا الوقت ظهر مام جلال على الساحة السياسية العراقية العامة ... و اول ما حاول ان يصنعه هو رسم الابتسامة على شفاه العراقيين ...حاول ان يقدم نموذجا انسانيا للسلطة وان يرسخ ثقافة متكافئة للعلاقة بين الدولة و المجتمع ... مام جلال حاول ان ينزل من القصر العاجي الذي عادة يختبيء فيه الزعماء و الملوك و الرؤساء الى الشارع .... الى حيث الناس و ضجيج الحياة اليومية ... حاول ان يزيل صورة الحاكم المقدس و يضع بدلا منها صورة الانسان الذي يخطيء و يرتكب الهفوات و ربما الخطايا و يتقبل سخرية الناس و عتابهم بابتسامة الاعتذار و طلب العفو....
حاول ان يبعد منصب الرئيس من صورة الجلاد الذي يقضي و ينفذ الحكم "جائراً كان ام عادلاً"... و يزرع بدلا منها صورة الرئيس الراعي لهموم الناس حيث الحاجة الى ثقافة التعايش السلمي و قبول الاخر و التعاون و التضامن... و لعل هذا كان سبب رفضه التوقيع على حكم إعدام صدام حسين...
كما ان ولعه الشديد باللغة العربية و الشعر العربي لم يكن فقط بسبب ارتباطه التاريخي مع شاعر العرب الأكبر الجواهري... بل بسبب ارتباطه النفسي بالثقافة العربية و إيمانه مع مجموعة من رفاقه في الاتحاد الوطني الكوردستاني بالإمكانية الفعلية للتفاعل الإيجابي بين الكورد و العرب ... و بين الأقليات و الأغلبية في المجتمع العراقي و كذلك في مجتمعات المنطقة كلها...بل اكثر من هذا ... بين وجع التاريخ و إرث التهميش و التحقير و صراعات الثورات و الدماء و التشرد و التشريد و مل اخطاء الماضي و مآلاتها... في سبيل بناء وطن للجميع و مجتمع متكاتف يتجاوز الاختلافات و الخلافات... مرة اخرى... الامتناع عن التوقيع على اية احكام إعدام كان جزء حيويا من مشروع الواقع الحالم..
لا ادري الى مدى نجح في تقديم نموذج اخر للسياسي و خاصة الحاكم... لكنه حاول... و ربما لهذا السبب تم إسكاته بفعل "الجلطة"... و اخيراً تمت إزاحته كلياً.. لان هناك من يرى "ضرورة" العودة الى صورة الحاكم بأمر "الله" أو أمر "الشيطان "... !!!...و ان الشرق الأوسط لابد يمر عبر مراحل دموية من صراع " الكل ضد الكل" مرة اخرى كي تتبلور الحدود و الانتماءات و التحالفات ...!!!..
طوبى لمام جلال و آماله و للمشروع الذي آمن و عمل على تحقيقه ... و سلام للحالمين بعالم يسوده السلام.... حبي للجميع..
#اكرم_هواس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عولمة الكورد...؟؟!!..
-
الإلحاد و الدينية و العلمانية... صراع الحدود ..؟؟!!..1
-
استقلال كوردستان و الحراك الفوضوي..!!!..
-
مصر و ازمة الخليج..؟؟
-
يوميات معرض القاهرة للكتاب...3
-
يوميات معرض القاهرة للكتاب...2
-
يوميات معرض القاهرة للكتاب...1
-
-ما بعد حلب-...اعادة تفكيك المشروع الكوردي..؟؟!!..
-
الموصل.... حلب اخرى..؟؟..
-
عودة الفكري الإمبراطوري ..؟؟!!...1..
-
مصر و صندوق النقد... اللعبة و البدائل...
-
العراق.... عودة الى اللا دولة..؟؟..
-
التنمية و النظام الاجتماعي التقليدي
-
العرب و افريقيا: البحث عن طريق جديد للقاء..
-
أوراق بروكسل...1
-
الحياة المدنية...اشكالية..؟؟!!
-
الاستعمار المستدام...
-
الاستعمار اللولبي و العنصرية الحضارية...!!!..
-
روسيا و سوريا: خطبة الوداع... و - دولة خلفاء جديدة-...؟؟..
-
العيد و -ذبح عظيم-... هل يلتقيان..؟؟..
المزيد.....
-
قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو معدلًا من مسيرة يقول إنه يصور لح
...
-
أبرز ردود فعل قادة ومسؤولين دوليين على مقتل يحيى السنوار
-
مصر تعلن تعديل أسعار البنزين ومشتقات الوقود ابتداء من اليوم
...
-
بسبب صورة.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية توبخ سلطات جارتها الج
...
-
الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق 15 صاروخا من لبنان باتجاه إسرائي
...
-
تقرير: هكذا تلقى الأمريكيون خبر مقتل السنوار
-
وزير الدفاع الياباني يعد بإرسال معدات عسكرية إضافية إلى أوكر
...
-
اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان
-
العلماء يكتشفون أصل معظم النيازك التي ضربت الأرض
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|