أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - ما بين التحريم والتحليل














المزيد.....

ما بين التحريم والتحليل


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 23:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما بين الحرام والحلال شعرة واحدة ممكن قطعها فيما لو أراد الحاكم قطعها في حال اقتضت مصلحته لذلك حيث هناك مصالح تجمع فئة معينة من الأشخاص تدفعهم ليحرّموا تارة ويحللوا تارة أخرى مستندين على شرائع سنّوا قوانينهم عليها , أي باسم الدين يحللون ويحرّمون والغاية هي مصلحة هذه الفئة فقط فليس هناك مصلحة للشعوب عند الحُكّام وكذلك ليس هناك شعوب على مرّ التاريخ ثارت على الظلم وهي مغيّبة ولهذا السبب تعمل السلطات وعلى رأسها السعودية بتغييب شعبها ابتداء بالمرأة لكونها عماد للمجتمع .
فرحتُ وفرح المتنورين عند سماعهم للأمر الملكي الذي صدر قبل أيام بالسعودية يتعلّق بأحكام نظام المرور التي ستطبق على الذكور والإناث على حد سواء ,فرحتُ لكونه خبرا مثل هذا يُعتبر انجازاً كبيرا للمرأة السعودية والفضل لا يعود للحكومة السعودية بل يرجع لنضال المرأة وللطبقة المتنورة نساء ورجالا .
ولكني حزنتُ في نفس الوقت بعد أن قارنتُ شعوبنا ببقية الشعوب ولكوننا نناضل ونبذل جهودا ونتكبد خسائر جمّة نحن في غنى عنها لأجل أن نسترد حقا مسلوبا سبقتنا إليه بقية الشعوب منذ مئات السنوات وكان المفروض بنا أن نستردّه قبل عقود كثيرة لنستطيع الالتفات لأمور أكثر أهمية, وشعرتُ من خلال مقارنتي هذه بكم العبودية التي تجرّعتها المرأة العربية التي هي عاجزة عن الحصول على ابسط حقوقها الشرعية إلا بعد نضالا طويلا لتسترد جزء طبيعيا وبسيط من حقوقها والسبب في هذا التأخير هو وقوف الحُكام ضد شعوبها باسم المشرع مستغلة أحكام قبل قرون لتحورها وتصبها باتجاه مصلحتها .

أليس غريبا وضع المرأة السعودية والتي لا زالت ليومنا هذا تنتظر السماح لها وعدم السماح بأفعال تخُصها هي وحدها علاوة على ما حدث من هجوم ومعارضة البعض حول هذا الحق الضئيل في قيادتها للسيارة في الوقت الذي به كان من المفترض انه شيئا بديهيا لا يستوجب كل هذه الهلمة .
أليس غريبا وضع النساء في السعودية والتي لا زلنّ خاضعات لقيود متشددة في مجالات أخرى مثل حرية العمل أو السفر حيث تحتاج إلى موافقة الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن.



شغلت هذه القضية الرأي العام لعقود ولفترات متفاوتة وأخذت وقتاً طويلاً وصدرت العديد من الفتاوى التي اختصت بتحريم قيادة المرأة للسيارة وكذلك أقرها العديد من علماء الدين في المملكة ومن ضمن هذه الفتاوي كانت للشيخ عبد العزيز بن باز ، والذي قال بها بأن قيادة المرأة للسيارة تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها السفور والاختلاط بالرجال دون حذر"!!!
وكذلك الكثير من الفتاوي تتضمن شرح وافي للمفاسد الخطيرة التي ستحدث للمرأة في حال قيادتها لسيارتها ومنها نزع الحجاب ونزع الحياء لكونها ستكون حرة طليقة وكذلك تمردها على أهلها وزوجها".!!
إضافة إلى الفتوى المضحكة والمُخزية للشيخ صالح بن سعد اللحيدان، وهو مستشار قضائي خاص ومستشار نفسي للجمعية النفسية في دول الخليج قال فيها ’’ على السعوديات اللاتي أطلقن حملة لقيادة المرأة للسيارة أن يُقدّمن العقل على القلب والعاطفة وأن ينظرن إلى هذا الأمر بعين واقعية؛ لأن مردود هذا الأمر سيئ من الناحية الفسيولوجية، فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائيًا على المبايض ويؤثر على دفع الحوض لأعلى"، وتابع "لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة".!!!
أتساءل كيف وصل هذا المُختل عقليا لرتبة مستشار قضائي ونفسي ما لم يكن مدعوماً من الحاكم الذي عزز دوره وأمثاله ليدعموا الجهل في المجتمع السعودي لتكون المُحصّلة على شاكلة المجتمع السعودي والذي لا يزال يرفض الخروج من شرنقة التخلف الذي أحاطوه بها كفكرة قيادة المرأة للسيارة وهو ردة فعل طبيعية وكنتاج للتلقين الذي مورس ضد هذا المجتمع بخصوص المرأة وحقوقها وهي كارثة حقيقية كوننا ونحن في الألفية الثالثة لا زلنا نناقش موضوع السماح للمرأة وعدم السماح لها بأمور من شأنها هي قبوله أو رفضه .
والغريب إن نفس هؤلاء الشيوخ رحّبوا اليوم بفكرة قيادة المرأة للسيارة
وقامت هيئة كبار علماء الدين بالممكة السعودية بتأييد هذا القرار والتزام الصمت حيالها !!

فأين ذهبت فتاويهم المدعومة والموثّقة بالعنعنة , أم إنهم مجرد تبعية للحُكّام ولقراراتهم السياسية ودعم لهم وخُدّام لتوجهاتهم فقط ؟



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة
- هل هي روح صديقتي أم هي الذكرى ؟
- للذين صفّقوا وهلهلوا للانتصارات أقول لهم
- قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالن ...
- اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال
- ملخّص لرحلة حياة انسان عربي
- أنا لا اصلي صلاتكم
- حوار مع أحد المغيبين
- جرائم ترتكب بالخفية بحق الغالبية وأخص منهم النساء
- لا بدّ من زوجة أخرى
- جرائم تُرتكب بحق النساء
- ذات اصيل موحش
- كعادتنا كل عيد اضحى
- حكاية امرأة من بين ملايين النساء
- حوار مع احدى المحجبات عن الحجاب وأسبابه ونتائجه
- لحظات ما قبل الاحتضار
- رؤوسهم بلا عقول
- استحلفكم بالله
- هل هي جانية ام مجني عليها ؟
- إلى جميع المحجبات


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - ما بين التحريم والتحليل