أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - أريد ملياري من قطر!















المزيد.....

أريد ملياري من قطر!


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


حطت الطائرة الخاصة بفرانك لانج في مطار الدوحة، وجاءت سيارة أميرية حتى سلم الطائرة لحمله إلى قصر الشيخة لوزة، زوجة شيخ قطر. وهو في الطريق، كان ينظر من النافذة المموه زجاجها للحقيقة، فيرى جِمالاً تسير على أرصفة ناطحات السحاب، وبدوًا يسوقون سيارات الفيراري والبوغاتي والرولس رويس. رأى المصلين خارج المساجد عراة، الرجال من جهة، والنساء من جهة. مدينة فاحشة كانت الدوحة، مخلة بالحياء، للوراعة فيها رائحة الدعارة. وكانت تصل إلى الأذن، من ناحية البحر، صرخات أناس تقضم أجسادهم أسماك القرش. لم يكن يبدو على السائق أنه يسمع شيئًا، كان مكفنًا بكوفيته البيضاء وثوبه الأبيض. كان كل شيء في الدوحة مكفنًا بالأبيض، كل شيء حي، وكانت أضخم المراكز التجارية في العالم تبدو كالمقابر. قطب رجل التحري الخاص السابق، وفكر في أبولين دوفيل، ماذا كانت ستقول لو لم تزل على قيد الحياة؟ يلعن دين، فرانك. كانت السيارة الرسمية تخترق به الواقع، وكأنه كابوس من الكوابيس، على عكس ما اعتاد المرء عليه. كل ذلك بإرادة النقود، قال فرانك لانج لنفسه، لم يقل بإرادة الذهب الأسود، فالذهب الأسود بعد أن يتحول إلى نقود يصبح شيئًا آخر، وما كان يراه فرانك لانح هو هذا الشيء الآخر. كأثرى الواجهات في العالم. شانيل وإيف-سان لوران وكارتييه. هذا الشيء الآخر الفاحش على طريقته. كأكبر البنوك في العالم. كأهم الشركات في العالم. كأضخم الوكالات في العالم. كأعظم المؤسسات في العالم. كأرقى الجمعيات في العالم. كأرفع النوادي في العالم. كأندر البارات في العالم. كأفرد الملاهي في العالم. كأحمم الكرخانات في العالم. ككل أفعل تفضيل لهذا الشيء الآخر في العالم. رفع فرانك لانج رأسه إلى إعلانات دعائية عملاقة، وقرأ: لعبة الموت. خيول تعدو، وملء أعينها الرعب، وسيارات تطارد الخيول، ورمال تتهدم أعمدتها الرافعة للكون.
عندما دخل فرانك لانج قصر الأميرة لوزة، كاد ينسحق لفخامته. كان قصرًا من قصور بابل، بطوابقه المتداخلة، وأدراجه المتلولبة، وتماثيله المتتالية. ظن التماثيل لا تقف، والأدراج لا تتوقف، والطوابق لا تتطابق. كان كل شيء يتحرك بدقة عقرب ما فوق الحياة، فكل شيء في القصر لم يكن عصرًا، كل شيء في القصر كان لوثًا. حتى الأرائك، حتى الستائر، حتى الثريات. كل شيء في القصر كان طيشًا. حتى اللوحات، حتى السجاجد، حتى الزخارف. كل شيء في القصر كان خرقًا.
دخل فرانك لانج على الشيخة لوزة، والكُتاب العرب يقبلون باطن قدميها، ويكتبون بألسنتهم القصائد عنها والقصص. طردتهم لما رأته، ونادته ليجلس إلى جانبها. كانت امرأة في الخمسين ذات جمال امرأة في العشرين، الشيخة لوزة، وكانت ضحكتها ترن رنين المعادن الثمينة.
- هذا لطف منك، فرانك، همهمت الأميرة، وفرانك لانج يقبل يدها.
- كل الشرف لي، سموك، همهم صاحب أكبر قناة في العالم.
- تعال، قالت الشيخة لوزة، وهي تسحبه من يده.
- لولا وجودك في هذا القصر لما كان القصر قصرًا، همهم فرانك لانج من جديد.
- أنت رجل غَزِل ككل فرنسي، همهمت الأميرة من جديد، وهي تقهقه.
- شكرًا، سموك.
- لهذا أنا فخورة بك، أنا فخورة بكل ما تفعل.
- ما أفعل؟ "هنا العالم" بفضل سموك.
- وأنا أيضًا فخور بكل ما تفعل، فرانك، ألقى شيخ قطر، وهو يخترق الصالون الحلمي من باب جانبي.
- سموك يغدق عليّ من عطفه ما لا يقدر بثمن، قال رجل التحري السابق، وهو ينهض.
- ابق جالسًا، فرانك، طلب الأمير، فعاد فرانك لانج إلى الجلوس. تعازيّ الحارة بخصوص أبولين.
- وأنا أيضًا، تعازي الحارة، فرانك، سارعت الأميرة إلى القول.
- هل ستقيم دعوى؟ سأل القطري الأول.
- ضد من؟ السلطة؟
- لا أحد فوق القانون.
- لا أحد فوق السلطة.
- حتى عندكم؟
- حتى عندنا. ما عدا...
- ما عدا ماذا؟
- الثورة أو الجحيم.
- حتى عندكم؟
- حتى عندنا. ما عدا...
- ما عدا ماذا؟
- الإعداد لكل شيء.
- هذا ما ينقصنا، ومع هذا...
- هذا ما ينقصنا دون "ومع هذا".
- لأنكم ذوو باع طويل، علمتكم أول ثورة في التاريخ ما لم تعلمنا. ثم لزوجته: لوزة، هل نسيت لعبة الموت؟ سأل الأمير، وهو يشعل الجهاز التلفزي الضخم.
- لم أنس.
- لعبة الموت؟ سأل فرانك لانج.
- إنها إحدى ألعابنا الشعبية هنا في قطر، أجاب الأمير، ألم تسمع عنها؟ رئيس هنا العالم لم يسمع عنها؟
- لأن لا أهمية لها عندهم، "أول"، بررت الأميرة جهل فرانك لانج باللعبة.
- كل شيء عندنا لا أهمية له عندهم. ما عدا...
- سموك يبالغ بعض الشيء.
- فعلاً، أنت تبالغ، "أول"، قطر اليوم على ثغر القريب والبعيد.
- وغدًا؟
- فرانك لانج هنا من أجل هذا، "أول".
- سموك لن يقلق ابتداء من هذه اللحظة، قال فرانك لانج، وهو يخرج شيكًا من جيبه. العشرة المليارات أعيدها شاكرًا بعد النجاح المهول لقناتي.
وفي نفس اللحظة، دخل شاب في الخامسة والعشرين من عمره، كئيب الطلعة، ممرور الفؤاد، نحيل القوام، وقال:
- بابا، لم أعد أحتمل البقاء في هذا البلد يومًا واحدًا أكثر.
- تعال، يا حبيبي، تدخلت الشيخة لوزة، تعال أقدمك لأعظم رجل تحر خاص في الوجود.
- أعظم رجل تحر خاص في الوجود سابق، صحح فرانك لانج، وهو يبتسم، ويعيد الشيك إلى جيبه.
- ستبقى أعظم تحر خاص في الوجود بالنسبة لي، فرانك، أكدت أميرة قطر. هذا فرانك لانج، وهذا ابننا حمد.
- بابا، هل تسمعني؟ عاد الشاب إلى القول متجاهلاً فرانك لانج.
- أسمعك.
- متى ستسمح لي بالسفر؟
- كل ما أفعله لك، وتريد...
- بابا، اسمح لي بالسفر.
- أسمح لك بالسفر.
- شكرًا بابا، همهم حمد قبل أن يخرج.
- حمد ابننا مشكل آخر سنتكلم عنه فيما بعد، فرانك.
- لا تشركه في همومنا الشخصية، "أول".
- إذا كان باستطاعتي أن أفعل شيئًا، فلن أتأخر لحظة واحدة.
- لعبة الموت بدأت، هتف أمير قطر، وهو يرفع الصوت، والمعلق يصف بحماس ما يجري: الرهانات وصلت المليار على هذا الحصان أو ذاك، وها هي السيارات تعدو من وراء الأحصنة. بدر البدور سيكون الفائز على التأكيد... إنه حصاني المفضل، عاد القطري الأول يهتف.
- كم كان رهانك، "أول"؟
- مليون، "أولى".
- أنت مجنون ما في شك، "أول"!
- بدر البدور، صاح شيخ قطر، وبعد أن تفادى بدر البدور صدم السيارة له: هذا هو الحصان العربي الأصيل! لكن حصانًا آخر تمزق تحت عجلات سيارة أخرى ترافقه صرخات المقدّم الهائلة. بدر البدور، بدر البدور، صاح شيخ قطر من جديد، آه، كاد قلبي يسقط من الخوف. هذا هو الحصان العربي الأصيل! وفي الوقت ذاته، حطمت إحدى السيارات ساقي أحد الخيول. بدر البدور، بدر البدور، بدر البدور، كان "أول" يصرخ دون أن يمسك نفسه لما حاصرت سيارتان الحيوان المسكين، واخترقتاه، وهما تصطدمان، والدخان ينبعث من محركيهما. بدر البدور، بدر البدور، بدر البدور، بدر البدور، كرر أمير قطر محزنًا، والدمع يكاد ينبثق من عينيه. خلصته الشيخة لوزة "التيليكوماند"، وأطفأت الجهاز التلفزي.
- وتريد لهذه لعبة بربرية أن يهتموا بها عندهم، "أول"؟
- بدر البدور، "أولى"!
- المليون، "أول"!
- على كل حال... ماذا كنا نقول، فرانك؟
- ابنكم حمد، سموك.
- لا، ليس هذا.
- العشرة المليارات، قرضكم من أجل تأسيس "هنا العالم"، قال فرانك لانج، وهو يعيد إخراج الشيك من جيبه، ويعطيه للقطري الأول.
- لا، ليس هذا.
- لم نقل بعد شيئًا، "أول".
- فرانك، باختصار، نفط قطر يعاني من نقص مضطرد، قال أمير قطر بلهجة جسيمة، عشر سنين، خمس عشرة، وستجف آبار نفطنا كما جفت آبار مائنا. مع "هنا العالم" وتأثيرك العالمي، نريدك أن تضغط على أهم بنك في العالم "غولدمان ساكس" ليقول بنقص النفط عامة كما قال بنقص الزنك والألمنيوم، فترتفع الأسعار، ونجنى المنافع لخمسين عامًا. خمسون عامًا أفضل بكثير من عشرة أو خمسة عشر، فرانك.
- ولكن هناك نقص نفطي بالفعل، عارض فرانك لانج، إذن لماذا نضغط؟
- هناك نقص نفطي بالفعل في قطر، أوضحت الشيخة لوزة، وليس في باقي البلدان المصدرة لهذه الثروة السوداء.
- الكشف عن نقص نفطي في قطر وحدها لن يرفع الأسعار، شرح أمير قطر، وعلى العكس سيكون من وراء خفضها، لأن البلدان النفطية الأخرى ستضاعف من إنتاجها لتعوض هذا النقص، أو على الأقل سيكون من وراء ثبات هذه الأسعار، وهذا ما ليس في صالحنا.
- وماذا في صالح غولدمان ساكس؟ همهم رجل التحري الخاص السابق.
- غولدمان ساكس يمتلك من النفط في خزاناته ما يغرق العالم لعشرين ثلاثين عامًا على الأقل، إنها المادة الأولية الأولى التي تدر عليه من المال ما لا يقدر.
- هذا يعني أنكم تريدون من غولدمان ساكس أن يقوم بكذبة حقيقية.
- فيما يخص قطر، وليس فيما يخص باقي البلدان.
- وما الذي يضمن ألا تُكذب باقي البلدان الكذبة؟
- ارتفاع الأسعار، من مصلحة باقي البلدان ألا تُكذب الكذبة.
- الأسعار مرتفعة، وتريدون أن ترتفع أكثر، ستكون النتائج وخيمة علينا وعلى العالم.
- سياسيوكم دومًا ما وجدوا الحل المناسب لكل شيء.
- هذه المرة لن يجدوا، وسيخسر بركاتي كاراكوما الانتخابات الرئاسية القادمة لصالح سوزان ماك كوفر. بركاتي كاراكوما الذي تدعمه "هنا العالم".
- قطر أم العالم؟ إنه السؤال.
- خراء هذا السؤال، سموك. خراء لأنه يعارض كل مبادئي، كل مبادئ قناتي، كل مواقفي، إذ بدلاً من مواجهتي لأكبر بنك أخطبوطي في العالم، غولدمان ساكس، بدلاً من العمل على إسقاط مرشحة الإف بي آي، تريدون مني أن أعمل على نجاحها وضخ الأموال في خزائن بنك مليئة بالأموال.
- لعبة الموت هي هذا، فرانك. وأنت، ستكون الرابح الأول، أنهى القطري الأول الحديث، وهو يمزق شيك العشرة المليارات الذي أعطاه إياه رجل التحري الخاص السابق منذ قليل. كان ذلك بمثابة اتفاق ما بينهما. أسدل أمير قطر الستائر، وأشعل الأضواء الخافتة الملونة. أخرج مفتاحًا ذهبيًا صغيرًا من جيب صدارة تحت عباءته، وجعل أميرة قطر تراه، وقبل أن يغادر الصالون، أعاد المفتاح الذهبي إلى جيب الصدارة، وهو يطبطب عليه، ويبتسم ابتسامة ماكرة، بينما فرانك لانج لا يفهم شيئًا.
قبلته "الأولى" من كل وجهه، ومن كل جسده، وهي تخلع له ثيابه، وتخلع لها ثيابها، لكنه فوجئ بقفل ذهبي بين فخذيها، ومرة ثانية، فوجئ بنسخة من المفتاح الذهبي مخبأة في رافعة نهديها.
في المساء، خصه "الأول" بلعبة للموت من نوع خاص، كان عدد من الخدم الباكستانيين يقومون بدور الخيول. اندمج فرانك لانج باللعبة كغيره ممن كان معه، وراهن بمليون على أحدهم استطاع أن يركض كأحسن حصان، فكان الفائز.

*

اصطحب فرانك لانج حمد، ولي العهد القطري، إلى نيويورك، دون أن يبدل ذلك من كآبته. جعله يرافقه إلى أرباب البنك الذي يحكم العالم، فكان حضوره برهانًا على مصداقية ما يطلب. استمع غيلان غولدمان ساكس إليه، وكلهم آذان صاغية، ورأوا أن عشرات المليارات بل مئاتها ستضاف بالفعل إلى مئات المليارات التي لديهم إذا ما ارتفعت أسعار النفط بعد بيع ما في خزاناتهم منه، لكنهم اشترطوا أن تكون لهم ربع أرباح قطر لعشر سنين، وبعد أخذ ورد مع القطري الأول على الهاتف المحمول، تم الاتفاق على عشرين بالمائة منها لخمس سنين. قالوا لا بد من ظروف تبرر إجراء كهذا، وانتظروا أن تلعب قناة هنا العالم الدور المطلوب لدى العامة في أركان المعمورة لتسويغ ذلك.
للاحتفال بما تم الاتفاق عليه، دعا فرانك لانج الشاب القطري إلى أفخم مطعم في نيويورك، "السعدان الجائع"، فلم تسعد الحزين المكتئب أشهى الأطباق وأغلاها. ذهب به إلى أكبر علبة ليل في العالم، "هكذا ترقص النجوم"، فلم يرفع ذلك من معنوياته، على الرغم من مراقصته لأجمل شقراء أمريكية. اصطحبه وخمس شقراوات أخريات في الليموزين التي اكتراها إلى كازينو "الدبين الأبيضين"، كازينو لا يدخله سوى أكبر أثرياء الكون، وخسر من أجله الملايين دون أن يؤثر ذلك في لونه الباهت. في فندق الخمس النجوم، "سوفيتيل"، الذي ينزلان في أحد أجنحته، أقام من أجله مع الشقراوات حفل سكر وعربدة كان من نتائجه السيئة لم يكن يدري أم الحسنة أن ابن "الأول" و "الأولى" قد تناول في الحمام جرعة مخدرات أكبر مما يجب أودت بحياته. غطت هنا العالم الحدث على اعتبار أنه انتحار، وكانت مناسبة غير منتظرة لتعميم على مستوى العالم أن للانتحار سببًا، وسببه عجز أمير قطر عن تسديد فواتير ابنه أثناء إقاماته السابقة في أوروبا واللاحقة في أمريكا: قطر تعاني من نقص نفطها.
بعد عدة أيام من موت ابن أغنى دولة في العالم، لأن هذه الدولة كانت بصدد الإفلاس لتناقص ثروتها الوحيدة، كما توجب الكذبة الصحيحة، رتب غيلان غولدمان ساكس مصرع القنصل السعودي، ودائمًا السبب، حسب هنا العالم، النقص النفطي. وقبل نهاية الشهر، لم تعمل كوابح سيارة السفير الإماراتي، وهو يتجول في شوارع ميامي، فاكتملت كل شروط الإعلان عن نقص النفط في العالم، وإذا بأسعاره تلتهب محرقة العالم.

*

- هنا العالم، هنا فرنسا، هنا باريس، النفط الذي سيحرق الكون. إيزابيل موندي.
- هنا العالم، هنا قطر، هنا الدوحة، بلد صغير يهدد العالم. عبد الواحد المطلق.
- هنا العالم، هنا أمريكا، هنا واشنطن، على خلفية جنون أسعار النفط، سوزان ماك كوفر إلى البيت الأبيض؟ بيل جون.
- هنا العالم، هنا ليبيا، هنا طرابلس، النفط الليبي أجود نفط وأغلى نفط في العالم. محمد الكوني.
- هنا العالم، هنا إسبانيا، هنا مدريد، الناس يتركون سياراتهم في قلب الشوارع. خوليو ثاباتيرو.
- هنا العالم، هنا نيجيريا، هنا أبوجا، الدولة الإفريقية السوداء العظمى بفضل ذهبها الأسود. جوزيف تيف.
- هنا العالم، هنا اليابان، هنا طوكيو، للتكنولوجيا ثمن فادح: النفط. هيرودوتو كازاواكي.
- هنا العالم، هنا جزيرة العرب، هنا الرياض، المنتفضون يطالبون بحصتهم من أرباح النفط الخيالية. خليفة عبد الرحمن.
- هنا العالم، هنا أمريكا، هنا نيويورك، غولدمان ساكس يتجاوز البيت الأبيض ويهدد "بكراش" لم يعهده العالم من قبل. سوزان فورد.
- هنا العالم، هنا ألمانيا، هنا برلين، ألمانيا كاليونان عجز مالي بسبب ارتفاع أسعار النفط. كاتارينا فاسبندر.
- هنا العالم، هنا الهند، هنا بومباي، استخلاص النفط من الشمندر للتحكم بالنفط. إنديرا نهرو.
- هنا العالم، هنا البرازيل، هنا ريو دو جانيرو، النفط ثم النفط ثم النفط. فالنتينا دو باهيا.
- هنا العالم، هنا قطاع غزة، هنا غزة، ينابيع غزيرة للثروة النفطية تحت أنفاق البؤس. حسن سويلم.
- هنا العالم، هنا روسيا، هنا موسكو، سيبيريا بئر نفط لا تنضب. جوزيف فلاديمير.
- هنا العالم، هنا كندا، هنا مونتريال، على طريق النفط القطري. جوانا ماكجيل.
اجتمعت صور المراسلين الخمسة العشر على الشاشة، تحت أرقام من واحد إلى خمسة عشر، وكل صورة لها عدادها بأعداد تتزايد أو تتناقص حسب اختيار المشاهدين الذين كبسوا على أزرار أجهزتهم الرقمية من أجل هذا الحدث أو ذاك، والتي كان أكثرها، ما يزيد عن المائة مليون مشاهد في كافة أنحاء العالم، من نصيب بيل جون الذي عاد ليتصدر الشاشة.
- شكرًا لاختيار أكثر من مائة مليون مشاهد لنا، النفط إذا كانت أسعاره تلتهب في قطر والعربية السعودية ونيجيريا وإيران، فالفاتورتين السياسية والاقتصادية، وخاصة السياسية هنا في أمريكا، يتم دفعهما على حساب عشرات الملايين من العاطلين عن العمل وعشرات الملايين الآخرين من ذوي الدخل المتواضع. أما النتائج فيما يخص الانتخابات الرئاسية، فستكون لصالح مرشحة الجمهوريين، سوزان ماك كوفر، وللحقيقة مرشحة الإف بي آي، هذا الجهاز الذي لم يتردد لحظة واحدة عن تعريض الولايات المتحدة لخطر "الكراش" من أجل المجيء بالغبية في السياسة والاقتصاد، سوزان ماك كوفر. وهكذا ستكون له اليد الطولى في البيت الأبيض، ومن يقول البيت الأبيض يقول مصالح اللوبيّات التي تحكم بالفعل أمريكا، والتي يريد المكتب الفدرالي التحكم بها ليقدر على مواجهة غولدمان ساكس. سنطرق الباب على سوزان ماك كوفر. يطرق، وينادي: سوزان ماك كوفر! وإذا بالباب ينفتح، وتقفز منه ثلاثة كلاب شرسة، تأخذ بعض بيل جون، وبيل جون يحاول الهرب منها دون أن ينجح. لم يجرؤ أحد من الطاقم المرافق على التدخل لوحشية الحيوانات التي نهشت المقدم/المحقق تحت بصر العالم وسمعه، وأدمته حتى أسلم الروح.

*

انتخبت سوزان ماك كوفر رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية في وضع اقتصادي دولي متدهور جعل دولة صغيرة كقطر تملي شروطها الاستراتيجية على عملاق كبير كأمريكا: الحد من التسلح النووي، الحد من التدخل العسكري، الحد من نهب الثروات، الحد من التلاعب بأقدار الشعوب، الحد من التآمر وتمرير سياسة فرق تسد أو سياسة اللغة المزدوجة، الحد من تصدير الثقافة المزبلة، الحد من فبركة الإرهاب، الحد من الادعاء الآخر: القاعدة، الحد من فبركة البؤر الساخنة، الحد من الدعم المباشر واللامباشر للإسلاميين، الحد من الدعم المباشر واللامباشر للإسرائيليين، الحد من الدعم المباشر واللامباشر للصائدين، الحد من... الحد من... وبالمقابل، وَعَدَ القوي الجديد بدعم أمريكا اقتصاديًا على حساب دعم أوروبا اقتصاديًا، أوروبا التي عاد إليها صاحب أكبر قناة في العالم، وهي تحتضر. ذهب في سيارة سيلين كاديه لإخراج فرانك الصغير وأبولين الصغيرة من المستشفى الأمريكي، كان من أسعد الرجال، وهو يحمل ابنته، وكانت الصحفية من كله من أسعد النساء، وهي تحمل ابن حبيبها. مرا على مقبرة بير-لاشيز لوضع باقة من الزهور الحمر على ضريح المرحومة، ضابطة الدي جي إس إي السابقة. ذهب فرانك لانج بالباقة وحده، بكى على الضريح، وعندما عاد، وجد سيلين كاديه، وهي تلقم نهدًا لكل طفل. ابتسم للسمراء الساحرة، وقبلها من فمها، ثم همس في أذنها:
- سنتزوج، سيلين.
تفجرت دموع سيلين، فلم يعرف من الفرح تفجرت أم من الترح.
بعد أسبوعين، كان العالم أجمع يرقص على أنغام الهيب هوب، كانت فرصة من الفرص النادرة في حياة شعوب النفط الناقص حسب بنك غولدمان ساكس ومحطة هنا العالم.


القسم الثاني من "هنا العالم"



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية تنتفض!
- نحن وإيران والغرب
- فشل إيران
- كردستان
- العلم السعودي
- رائف بدوي كلمات خيالية
- إيران في قلب الزمان
- الله والزنزانة والقحطاني
- إيران كلماتي الأخيرة
- قائمة بأسماء ممثلاتنا وممثلينا
- العظماء معنا
- إمبراطورية إعلامية
- قوس قزح
- إيران سلامًا
- البرتغال نموذجًا
- الخطوات العملية للتغيير
- الكويت الأوسخ
- كلمات صادقة إلى صديق قطري
- هذه هي السعودية يا كونجرس
- محمد بن نايف ملكًا


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - أريد ملياري من قطر!