أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي














المزيد.....

الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 03:28
المحور: الادب والفن
    


الأسئلة في قصيدة
"ضحكات الثعلب"
محمود السرساوي
عندما يستخدم الشاعر/الكاتب الأسئلة فهو يريدنا التوقف عند أسئلته، والتفكير/التأمل فيها، وغالبا ما تكون الأسئلة ناتجة عن حالة احتقان يمر بها الكاتب/الشاعر، أو حالة عدم الرضا/الانسجام مع الواقع، فمن خلال نصه/قصيدته يقدمنا مما يشعر/يفكر فيه، فنحن هدفه، يسعى إلينا ليقدمنا من المعارف التي وصل إليها، لنشاركه تلك المعرفة والمشاعر التي تثيره، فعندما يكلمنا الشاعر كالأصدقاء له يشعر بشيء من الراحة.
شاعرنا "محمود السرساوي" يقدم لنا قصيدة مترعة بالأسئلة، فهو يريدنا أن لا نكون معه لأننا أصدقاء، بل لأننا مقتنعين ومؤمنين بما يقدمه لنا:

"......
لمن أفتح الآن هذا الحوار
وقلبي يبوح نداه المكسر"
إذن الدافع لهذا الحديث هو احتقان الشاعر، فهناك ما يجعله يشعر بحالة من الانكسار/الحزن/الاغتراب، فلا يجد من هو أهل لهذا الحديث/البوح غيرنا نحن القراء، فنحن هنا في موضع الأقرب له ومنه، لهذا خصنا بالحديث دون سوانا.
يبدأ الشاعر أسئلته بصيغة الاستنكار/الاستهجان لما حدث:

" كيف اتفقنا وكيف احترقنا
فما زلت اسمع خلف الزجاج هدير الصدى"
يمكن لهذا السؤال أن يأخذه أي تجمع سكاني في المنطقة العربية، فنحن في فلسطين ينطبق علينا بعد الانقلاب الذي حصل في غزة، ، وفي سورية بعد أن أخذت المصالحات تتوسع بين الفرقاء، ويمكن أن ينطبق أيضا عل حالة لبنان وبعد الحرب الأهلية فيه، ونأمل أن ينطبق قريبا على العراق واليمن وليبيا، لنخلص من حالة الخراب العمراني والسكاني معا، السؤال يأتي استنكار لما حصل، فعل يعقل أن تكون كل تلك الدماء والتشرد والخراب والدمار كانت بدون هدف سامي، بدون مبرر يمكننا أن نستند إليه لنريح ضمائرنا/انفسنا، وأن يكون كل هذا الخراب والقتل والتشرد مجرد عبث/نزوة اقترفناها في ساعة نحس؟
علينا نحن الإجابة، وأن نتوقف/نفكر بكل ما جارى.
يكمل لنا الشاعر أسئلته بهذا السؤال:
"أانت هنا.
إذن لست أهذي
إذا مت كوني الزهور العنيدة في عنفواني
وكوني احتراق الغرور المخبأ تحت الأغاني
وكوني زماني"
يربط الشاعر وجود الآخر بموته هو، وكأنه بهذا التواجد يؤكد على حالة الصراع الدامي التي أخذت احبتنا منا، وجعلتنا وجعلتهم في عالمين منفصلين.
يؤكد الشاعر على فعل الخراب الذي لحق بالمدن وبنا نحن من خلال هذا المقطع:

" فمن بعد صوتك كل المدائن ليست حناني
وهل قلت أن البحار استكانت على سر هذا الدخول المؤقت
في الرمل قبل البدايات قبل النهايات قبل الغوايات
قبل ال"
فالشاعر يرفض ما حصل ويريدنا ان لا نكون وقود له أو فيه، فمن خلال أسئلته يتأكد لنا أن هناك حالة من الخراب تتفشى فينا وعلينا أن نوقفها.
هناك حالة من التناقض/الصراع بين ما يرده الشاعر وما هو حاصل، لهذا نجده يوضح لنا هذه الحالة من خلال قوله:
"وما شأن قلبي
لينسى براءة ثلج تشرد حتى اشتهته القبور
وفي نحل وحدي
وداع قريب لعطر الزهور
فكن يا قصيد
جناحا لقلب سيبكي ذهابي
ويبكي غيابي
وينهض عند المرافئ مثلي
وينهض عند المرافئ مثلي
أنا الآن أرسم ظل الجنازة دون انكسار"
أذا ما توقفنا عن بداية السؤال:
" وما شأن قلبي
لينسى براءة ثلج تشرد حتى اشتهته القبور "
نجد صورة من اجمل الصور التي تحدثت عن واقعنا، فجمع بين بياض/نقاء الثلج والقبر/ وهذا الجمع بين متناقضين يعطي المساحة/المسافة التي تفصلهما، وبالتأكيد سنقف نحن مع بياض الثلج عند الشاعر ضد "القبر، الجنائز".
في نهاية المقاطع يطرح علينا الشاعر مجموعة أسئلة، لكنها أسئلة تحمل الاجوبة أيضا، وما علينا إلا التفكير فيها فقط:

"فمن اين أحفن قمحا جديدا لطير العيون
ومن أين أرفع نبع الغناء لهذا القمر
وكيف سأجمع زهر الشهيد
ولوز البعيد
أنا الآن أرسم ظل الجنازة دون انكسار
وحزن الوتر
لمن أفتح الآن هذا الحوار"
إذا ما توقفنا عند الألفاظ التي استخدمها الشاعر في المقطع الأخير سنجد البياض يغلب السواد "أحفن، قمحا، جديدا، لطير، العيون، أرفع، نبع، الغناء، القمر، سأجمع، زهر، لوز، العيد، الوتر، أفتح" فكل هذا الألفاظ بياض وتعكس حالة الأمل التفاؤل الكامنة في العقل الباطن عند الشاعر، فهو بالتأكيد يحمل لنا بوارق المستقبل الأبيض، لهذا وجدناه يستخدم هذا الكم من الألفاظ البياض.
وإذا ما توقفنا عند الفاتحة والخاتمة:
" لمن أفتح الآن هذا الحوار"
يمكننا أن نستخلص منها أنها كانت في بداية القصيدة استنكارية، لكنها في نهايتها كانت تفاؤلية تأكيدية، فهو بعد أن أفضى ما في نفسه من ألم/وجع واستراحت نفسه وهدئت مشاعره، وبعد أن قدم لنا المعرفة التي ستمنعنا من الانزلاق نحو الخراب والدمار السكاني والعمراني نجده يحمل الأمل بالخلاص من هذا الواقع لنتقدم مع حالة جديدة تحمل البشرى لنا ولوطننا.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقديم الناعم في رواية -عري الذاكرة- أسعد الأسعد
- المثقف/السياسي في مجموعة -عصفور للريح- صلاح صلاح
- اللجنة الثقافية في دار الفاروق للثقافة والنشر تناقش مجموعة - ...
- الشاعر في ديوان -مطر سري- زهير أبو شايب
- هذا هو الفرح
- الفكاهة أدبية والاسطورة في ومضات ريتا عودة
- اللغة المتألقة في -ومضات- خلود نزال
- الفاتحة والخاتمة السوداء في قصيدة -الفراشة- محمد علي شمس الد ...
- الخطاب في قصيدة -خماسية التحليق-رحيل العاشق- إياد شماسه
- السرد والصراع في رواية -همس الشبابيك- سمير أحمد شريف
- العوالم الثلاثة في -في السماء صوت يهمس- مادونا عسكر
- مشاكلنا في كتاب -ثقافة الهبل- جميل السلحوت
- مناقشة كتاب- قلب العقرب- في دار الفاروق
- قصة الومضة عند -محمد عارف مشه- في مجوعة -شبابيك-
- حل المسألة الكردية
- في السياسة بين كوريا والعرب
- التشكيل في مجموعة -وليمة الجاحظ- حسام الرشيد
- الحرف في قصيدة -عبود الجابري-
- الانحياز للأطفال والفقراء في مجموعة -عصافير المساء تأتي سرا- ...
- الصور الشعرية عند -محمد العموش-


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي