عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 5658 - 2017 / 10 / 3 - 11:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أتتنا الكثير من التساؤلات والاعتراضات والإدانات لنقدنا للموقف المتهور والطائش المفاجيء لحكومة البرزاني في الدعوة إلى الاستفتاء على استقلال كردستان، دون أي تمهيد وتحضير على المستوى الرسمي أو الشعبي مع الأطراف والتكوينات القومية الأخرى المشكلة للعراق، التي يمثل الاقليم الكردي أحد أهم مكوناته التي كانت تدفعنا كديموقراطيين عرب أن نراهن على دوره التقدمي في بناء العراق الوطني المدني الديموقراطي بغض النظر عن الشكل الاتحادي الذي سيأخذه ( فيدراليا أو كونفيدراليا ) أو استقلاليا حسب توافقات الشعب العراقي بكل قومياته الاثنية وطوائفه الدينية على صيغة التشكل الوطني لهوياتهم القومية ...!!!
والمفاجأة الكبرى أن هذه الدعوة أتت من رئيس الاقليم ابن العائلة الوطنية الكردية ( البرزانية ) التي توارثت الشجاعة والحكمة عن قائدها التاريخي، فإذا بنا نواجه بدعوة لشدة غرابتها ومفاجأتها أن العالم كله قد رفضها إلا (إسرائيل) وذلك لحاجتها للبيشمركة الكردية التي جربها الأمريكان مع ( البي كيكي) ...
حيث إسرائيل بهذا الدعم لهذا الاستفتاء إنما تلغمه بالريبة والشك بنزاهته الوطنية ليس عربيا فقط بل وإسلاميا و عالميا ... لكن الكثيرين من الأخوة الكورد والعرب اعتبروا أن راينا هو ردة فعل شخصية ثارية ضد حكومة كردستان لعدم استقبالها لنا في المطار، ومن ثم إعادتنا في ذات الطائرة إلى باريس رغم أن ما سيسمى (دولة كردستان) حسب الاستفتاء هي الجهة الداعية بتوقيع وزارة ثقافتها على الدعوة ...
كنا مضطرين أمام اصرار الأصدقاء الكورد منذ سنوات، وذلك حينما تأتي فيها مناسبة الحديث عن هذا الموضوع إعلاميا ، أن نقول لهم : افترضوا أن ثمة شحنة عاطفية ذاتية في تناولنا لهذاالموضوع كما تعتقدون ، لكن السؤال الأهم هو، هل سمعتم من قبل أن هناك ثمة من يزعم أنه يريد أن يكون (دولة) في العالم من قبل أومن بعد تدعو شخصا ( لدولتها) وتعيده من مطارها ليقضي (أربعا وعشرين ) ساعة طيرانا في الجو ذهابا وإيابا ..!! وفق استجابة حكومة كردستان لأوامر المخابرات الأسدية؟؟
الا يحق لهذا الشخص شخصيا وذاتيا وعاطفيا أن يتساءل إن كان هو في زيارة (دولة)؟ أم وهم دولة أو شبح جغرافيا متنكر بشكل دولة ؟؟ ، وأن لا يكون تساؤله الذاتي الشخصي هذا سؤالا موضوعيا وجارحا شخصيا في آن واحد !!! ؟؟؟
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟