أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


العدو النفسي, خراب عاطفي_ ثرثرة من الداخل
( رأي في الشباب المغدور والمهدور)
الصراع موجود في مختلف العلاقات الإنسانية, جنبا إلى جنب مع المشاركة والتعاطف ومختلف الأشكال الأخرى من المساندة والدعم التي يتلقاها الفرد طيلة حياته. توازن دقيق تقوم عليه الحياة النفسية بمجملها بين الحب والمنافسة.
العدو محور الماضي المشترك, وكان على الدوام يقابل غريزة البقاء, حيث الخطر فعلي ومباشر وتجاهله يعني إنكار الواقع الأقرب والتعرض لخسارة الحياة.
تغيّر المناخ والوسط المحيط بمجمله, وتغيرت معه أولوية الحاجات الفردية, لكن وسائل الدفاع والعادات المتوارثة ومعها أنماط العيش والثقافة ثابتة وتزداد تصلبا.
أحد أسباب ذلك" العدو النفسي",ما يجعل أحدنا يمضي حياته في مراكمة دفاعات مختلفة ضد خطر أو أخطار وهمية أو بعيدة الاحتمال, وعلى حساب أكثر الحاجات قربا وضرورة, ترتيبها بالنسبة لي: الصحة الجسدية والنفسية, مقتضيات العيش اليومية, الحب للجنس الآخر والشبيه, العمل والإنجاز والإبداع.
الواقع النفسي هو المحرك الأول للسلوك والفكر, كما يحدد لا حقا جميع خيارات الفرد وقراراته اليومية أو المصيرية. ليست الخيارات الأخلاقية والثقافية المختلفة سوى أقنعة ولبوسات خارجية, للقوى القهرية التي تتحكم عن بعد بالوعي والشعور ومن ثم بالدور الأساسي للفرد في الحياة والمجتمع. ذلك ما أدركه جيدا الفلاسفة والحكماء وقبلهم الأدباء والطغاة كذلك, عندما أداروا ظهورهم للجدل المنطقي, فمن يريد التحكّم والتأثير يخاطب الغرائز والمخاوف العميقة باستخدام الشعارات المتناقضة, ومن يريد الإصلاح يعمل على تغيير أسس المراجع المختلفة للواقع النفسي:العقائد, الاقتصاد, السلطة, نظم الأخلاق, وحديثا التعليم والإعلام حيث تصنع العقول والميول كما تصنع المخاوف والرغبات.
*
بدل مهارات"فنّ العيش" التي يمكن للفرد أن يستمر في مراكمتها من تجاربه وخبراته طوال العمر_نظريا على الأقل_ يتم العكس في بلادنا وثقافتنا, وبأحسن الأحوال يتم تبديد جزء كبير من الطاقة الوجدانية والعقلية, من خلال تركيز الاهتمام على "عدو" تغيّرت شروط وجوده في الزمان والمكان, كما تغيّرت درجات خطورته وإمكانيات الحدّ منها, أو طرق التعاطي الأنسب معها.
الثابت والمشترك في ظاهرة" العدو النفسي" أنها تقاسم الأنا الفردية والاجتماعية وجودها بالكامل في الموقع والموقف والدور, وفي كثير من الحالات تنفيها وتحتل مكانها فعليا وليس مجازا.
بعدما تتقاطع حياة هذا الفرد البائس المسكون"بعدوّه" مع أحد الخطوط المأساوية في الحياة:موت الأقرب, مرض معيق, كارثة وطنية سببها السياسات الخاطئة, وبعدما يوضع على المحكّ في مواجهة مصيره الشخصي, أو يوضع على الرفّ من قبل جماعته أو رفاقه أو شركائه, يبدأ التفكير المختلف والرؤية الأخرى, ولكن بعد فوات الأوان أو أقلّه بعد هدر أجمل أطوار الحياة, أو ما نسميّه عمر الزهور وربيع العمر, ويحضر الندم, الشقيق التوأم للعدو النفسي.
بعدها يسهل فهم تظاهراتنا المباركة, في دمشق وفي القاهرة كما في طهران وفي بيروت, حيث يخرج الملايين ضد رسم كاريكاتوري, هم السبب في ترويجه ورفع اسم مجهول إلى مصاف الأعلام والمشاهير, والملايين منهم بلا عمل ولا بيت وظروف حياتهم في قسوة وبؤس أقرانهم من القرون الوسطى.
*
لا أختلف في تنشئتي عن أغلب مواليد الستينات في سوريا. اجتمع في طفولتي العدو الديني والطائفي في منزل أهلي مع العدو الوطني في مدرستي, وبدلا عن طفل يتلقى التربية التي تعينه في مجهول حياته, مع العلوم التي تفتح له الطرق أمام الحياة والواقع الفعليين, بقيت حتى سن أل 18 مسكون بهاجس أول, أن أكون فدائيا أقتل أكبر عدد من الصهاينة وعملائهم في الداخل والخارج, هكذا طبق الأصل.
وأنا الآن في عمر أل 46, فاقد لكل أشكال الإيمان, أعيش في حالة اكتئاب مزمن, وأسعى بكل طاقتي لترميم حطام الثقة بالنفس والآخر, بلا جدوى غالبا.
لا أعرف لغة أجنبية(مع حصولي على شهادة الهندسة), لا أعرف قيادة السيارة, حتى الكمبيوتر أستخدمه بشكل بدائي للكتابة ونافذة على الإنترنيت فقط, خبرات الحياة التي بحوزتي تقلّ عن طفل في العاشرة, لا أعرف كيف أتعامل مع حالة أرق سوى بابتلاع حبوب منومة أو عدة كؤوس من الكحول الرخيص, لا أعرف كيف أتجنب تحويل خلاف بسيط في الرأي إلى قضية وجود ومعركة مصير, وباختصار كلّ خبراتي الفعلية هي في الجانب السبي فقط, وهذا هو المخطط الأساسي للعدو النفسي الخاص بي والذي خرّب حياتي, بماذا تختلفون عني قارئتي العزيزة وقارئي العزيز؟

الآن, الواحدة تماما بعد منتصف ليل, عيد العشاق أو الحب أو الفالنتاين, فريدة السعيدة تنام منذ ساعتين في الغرفة المجاورة, وأنا فيلسوف زماني, أعدّ هذه الرسالة لشبابي الضائع أولا ولمن تصل بعدها, الدليل الأبرز على خرابي العاطفي أنني اخترت هذه الثرثرة, على مشاركة ندمائي في اللاذقية مصعب وجميل ومحمد سهرتهم في سفينة نوح أو نقابة المهندسين, مع قناعتي واعتقادي أن الثلاثة من أكثر السوريين تخففا من العدو النفسي.
سأرفع نخب صديقاتي وأصدقائي ومن يشاركوننا الرغبة في تعزيز الأنا والنحن والإبداع والحب, وكل فالنتاين وأنتم بخير

اللاذقية _حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشق والجنس والحب_ثرثرة من الداخل
- الحب في سوريا
- الفرصة الثانية
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل
- خبز وماء_ثرثرة من الداخل
- تغكير عقلاني_ثرثرة من الداخل
- وجه آخر لثقافة الموت_ثرثرة من الداخل
- بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل
- وجه الغائب_ثرثرة من الداخل
- اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل
- وجه فوق القناع_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل