أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - / السيد نجم - قصة أطفال_ خزينة الحكايات















المزيد.....

قصة أطفال_ خزينة الحكايات


/ السيد نجم

الحوار المتمدن-العدد: 5652 - 2017 / 9 / 27 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


قصة أطفال: خزينة الحكايات
بقلم: السيد نجم
فرحت "مي" بنجاحها آخر العام، وملأت كل شبر فى الشقة بالقفز والجرى هنا وهناك. كان أبوها المهندس "حافظ" أول من أخبرته بالتليفون المحمول وهى تكاد تطير من الفرح.. فوعدها يزيارة مبنى التليفزيون الذى يعمل به. زادت سعادة "مى" وهى تتخيل كيف يصنعون التمثيليات، وينقلون مبارايات كرة القدم؟
لك أن تتخيل وتصدق أن "مى" لم تنم فى تلك الليلة لساعة واحدة، فكلما غفلت وأغمضت عينها، رأت نفسها فى الأحلام، وهى تعدو فوق طرقات طويلة، بلا نهاية ولا تعرف أين هى؟ فتنتبه وتقول فى نفسها:
"ربما تكون طرقات مبنى اليليفزيون طويلة هكذا، تلك التى آراها فى حلمى السريع المتكرر الليلة؟!"
*****
تكرر حلم "مى" وهى ترى نفسها وسط حوائط ملونة مرتفعة جدا، وأمامها أشباح أو خيالات لأشياء وأشخاص ملامحهم تبدو غريبة، مثل تلك الملابس الغريبة التى يرتدونها.
ﺇنتبهت مى فنهضت، جلست متربعة فوق السرير لا تدرى ماذا تفعل؟!
أخيرا حدث ما لم تتوقعه، تذكرت ما أخبرتها به صديقتها من أن داخل جهاز الكمبيوتر رجل ساحر أمهر وأشطر من ساحر التليفزيون والساحر فى السيرك؟
قالت لنفسها؛ لماذا لا أختبر تلك المعلومة.. لماذا لا أسأل الكمبيوتر أن يذهب بى كى أرى مبنى التليفزيون.. ربما لو رأيته الآن أنام وأرتاح.. حتى عندما أذهب مع أبى فى الصباح أكون على علم بما أشاهده.. وعرفت عنه بعض المغبومات..
*****
بنشاط عجيب وبسرعة قفزت "مى"، داست على زر فتح الجهاز، فى حقل البحث كتب "مبنى التليفزيون"، فتحت عناوين عشرات الصفحات، شعرت بالحيرة وهى تسأل نفسها:
"أى صفحة من تلك الصفحات أفتحها؟"
بدأت تقرأ عنوان الصفحة تلو الصفحة.. تاريخ مبنى الاذاعة والتليفزية.. التعريف برؤوساء وقيادات مبنى التليفزيون.. ثم قرأت "أقسام التليفزيون". هنا انتبهت وشعرت أنها عثرت عما تبحث عنه؟
فتحت الصفحة، وجدت عناوين كثيرة جدا، منها عنوان "خزينة الحكايات"، فقالت فى نفسها؛ هى الحكايات التى أبحث عنها!
******
ما هى ﺇلا دقائق قليلة وشعرت "مى" بعدها، أنها غرقت فى بحر من الكلمات، بحر من الحكايات وليس بحرا من المياه..
ما أن تبدأ فى قرأة واحدة منها، تشاغلها صورة حكاية وقصة أخرى سمعت عنها.. هاهة حكليات السندبات، وحكايات جحا، وحكايات الف ليلة وليلة، وحكايات كليلة ودمنة، وحكايات أيسوب، وحكايات الشاطر حسن، وحكايات على بابا والارعين حرامى، وحكايات لا بداية لها ولا نهاية، وهو ما جعلها تشعر بالحيرة..
وضعت رأسها بين كفيها تفكر، ربما تجد ﺇجابة على السؤال الذى الذى حيرها:
"بأى الحكايات أبدأ؟"
لم تنتبه الا عندما شعرت بيد أمها تقول لها:
"صباح الخير يا مى!"
******
كانت المفاجأة أن علمت مى أنها قضت الليلة كلها نائمة أمام جهاز الكمبيوتر، ولم تجد الاجابة على سؤالها، لكن شعرت بشىء من الراحة أنها تمكنت من التعرف على بعض المغلومات من الجهاز الساحر هذا.. الجهاز المسمى الكمبيوتر..
لكنها انتبهت وقالت لأمها:
"مبنى التليفزيون مدهش جدا يا أمى؟!"
فسألتها:
"لماذا كل تلك الدهشة يا حبيبتى؟"
قالت:
"ما كنت أظن أن المبنى كبيرا وجميلا هكذا"
ظنت الام أن ابنتها لم تنم جيدا، لكن أخبرتها مى بكل ما عرفته ورأته على شاشة الكمبيوتر، فابتسمت الام وقالت لها:
"وماذا شيكون شعورك عندما تدخلين المبنى مع ابيك اليوم؟"
فشردت مى قليللا وقالت:
"كم أنا فى شوق لرؤية المبنى الحقيقى من الداخل"
******
تعلقت "مى" بيد أبيها منذ أن تركا المنزل، بمجرد أن ﺇقتربت من ذلك المبنى الضخم المرتفع، ورأته من الخارج، سحبت يدها عفوا، ودون أن تشعر تقدمت بخطوات أمام أبيها، وسط ﺇزدحام العاملين فى هذا الصباح المشمس الجميل!
شعر الأب بشىء من القلق، فالمبنى كبير جدا، وقد لا يتمكن من العثور عليها بسهولة، لو ذهبت بعيدا عنه.. فطلب منها أن تظل قريبة منه، ووافقته "مى" بحركة من رأسها، بينما كانت عينيها تتجول فى كل حائط أو كل باب وكل صورة وكل الأشياء من حولها.
بدأ الأب يحذرها من الذهاب بعيدا، ثم طلب منها الجلوس فى تلك الحجرة الفسيحة، لتنظر ﺇلى المشهد الجميل لمياه نهر النيل اللامعة، من خلال النافذة أمامها.. وأسرع نحو مكان عمله، وهو يشعر ببعض القلق، لتأخره عن بدء تشغيل اﻹستوديو القريب الذى يعمل فيه.
صحيح كان منظر المياه اللامعة بسبب أشعة الشمس الجميلة، منظرا رائعا جدا وجميلا جدا.. لكن ما شغل "مى" الآن مشهدا آخر، خصوصا بعد أن رأت أحد العمال يخرج من باب حجرة قريبة، وهو يحمل بعض الملابس الغريبة؟
فسألت "مى" نفسها:
"ماذا بداخل تلك الحجرة.. ماذا يوجد خلف هذا الباب؟!"
******
مرت الثوان والدقائق و"مى" شاردة، كانت تفكر وتتخيل وتسأل نفسها؛ هل يمكن أن ترى كل ما كانت تسأل عنه، خلف هذا الباب السحرى؟ بل هل لو دخلت تلك الحجرة سوف ترى ما رأته على شاشة الكمبيوتر؟
دون أن تتردد، وقفت وتحركت نحو الباب الخشبى فى هدؤ، فى تلك اللحظة شعرت وكأن قوة ساحرة تجذبها نحو الباب..
فجأة حدث ما لم تتوقعه؛ لم تكن تعلم بالضبط سر ما تراه؟ تكاد ترى بعض ما رأته فى رسومات الحكايات التى قرأت بعضها وشهدت بعضها الاخر بالأمس فى الكمبيوتر.. رأت ملابس، وأحذية، وقبعات، وأسلحة، وأشياء غريبة.. كل ما قفز ﺇلى داخل رأسها السؤال:
"أين أنا؟ ما هذه الحجرة الكبيرة جدا؟ والممتلئة بكل تلك الأشياء، الكثيرة جدا، الغريبة جدا؟..
ﺇنها تشبه حجرة الخزين فى منزل جدى القديم؟..
ربما هى مخزن ملابس الممثلين؟ أكيد أنا فى حجرة المخزن الكبير، خزينة الحكايات التى قرأت عنها فى الكمبيوتر""
بهدؤ ﺇستطاعت أن تتعرف بسهولة على بعض تلك الملابس: هذا الحذاء الصغير اللامع هو حذاء "سندريلا", وذاك الفستان فستان "أوليس" البرتقالى الجميل, وهذه الشارة السوداء لقرصان البحر, وتلك...! تابعت وهى تقول فى نفسها: "شكرا للكمبيوتر الذى أخبرنى عن تلك المفاجأة"..
وبهدؤ جلست على الأرض, لكنها شعرت بحيرة أكثر من بالحيرة.. واثقة أن كل الأشياء من حولها هى لشخصيات حكاية قرأتها أو شاهدتها.. فأى الأشياء ترتدى وتلبس؟!
****
لم يكن من السهل على "مى" أن تختار من بين تلك الملابس والأدوات.. ﺇن فضلت قطعة من الملابس، شعرت وكأن بقية ملابس حزينة الملابس كلها، تصرح وتقول: ولماذا لا تأخوذينى؟
للحظة ظنت أنها تعيش لحظات خيالية أو أفكار دارت فى رأسها..
لكن ما حدث أن شعرت وكأنها سوف تختنق، بسبب تكدس كل الملابس حولها، بل وصوت الأدوات المعدنية من السيوف والدروع تضرب بعضها البعض!
"ما هذا؟ ﺇنقذنى يا ربى كما أنقذت سندريلا.."
المفاجأة التى أذهلت "مى"، أن ﺇنسحبت كل الملابس والأدوات، ولم يبق أمامها سوى ملابس "سندريلا"، فقالت فى نفسها:
"الظاهر والواضح أننى نطقتها بصوت مرتفع، ولم أهمس ﺇلى نفسى وأنا أردد اسم سندريلا"
ولبست "مى" حذاء سندريلا, فشعرت وكأن خزينة الملابس تحولت إلى مسرح كبير, والجميع يتأملها، ولا تدرى من أين جاء كل هؤلاء المشاهدين.. يتابعون حركاتها ورقصاتها ثم يصفقون!
فجأة شارك أحدهم من بين ملابس الحرس وأعلن بصوته القوى المرتفع:
"ﺇننا الآن فى منتصف الليل، ومع بداية يوم جديد، نحن فى الثانية عشرة"
شعرت "مى" بالقلق، الوقت يمضى ولا تعرف ماذا تفعل؟ وتذكرت أبيها..
جرت وﺇختفت, فسأل الجميع: "أين ذهبت الأميرة "سندريلا" أو الأميرة "مي"؟
لكن الحقيقة أن "مي" كانت تجرى داخل مخزن الملابس، ظلت تجرى حتى سقطت, وﺇرتطمت بشدة بالأرض، وفقدت الوعى لقليل من الوقت. فلما ﺇنتبهت على الألم الذي نال منها, وعلى فردة حذائها التي فقدتها, لا تدرى كيف فقدتها؟ ولا ماذا تفعل؟!
*****
واضح أن الوقت مضى ومرت ساعات طويلة، بينما تحاول "مى" البحث عن الحذاء، كان أبوها يبحث عنها, شعر بالقلق الشديد، لكنه وجدها أخيرا فى حجرة خزينة الحكايات؟ فسألها عما حدث معها، وسمع منها تفاصيل كل ما حدث, ﺇبتسم وقال:
"إذن منذ الآن أنت "الأميرة مي"
وهما في طريقهما إلى المنزل, خارج مبنى التليفزيون, لمحت إحدى السيدات تحاول عبور الشارع, لكن السيارات المسرعة تمنعها. بهدؤ تقدمت نحو العجوز, أشارت للسيارات حتى هدأت, وعبرت مع العجوز ﺇلى الجانب الآخر. ما أن وصلا الإفريز المقابل, شكرتها العجوز قائلة:
"شكرا يا أميرة"
بسرعة عادت "مى" ﺇلى أبيها, وهى تسأله قائلة: "كيف عرفت تلك العجوز أنني أصبحت أميرة؟!"
*********
[email protected]



#/_السيد_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -كذبت النجوم-
- قصة -بسم الله ربنا الذى فى السموات-


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - / السيد نجم - قصة أطفال_ خزينة الحكايات