أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - شخصية ترامب














المزيد.....


شخصية ترامب


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5652 - 2017 / 9 / 27 - 06:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قررتُ أن أقرأَ الكتابَ الأوَّلَ الذي ألَّفه، الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب لكي أعثرَ على مفاتيحِ شخصيته المُضلِّلَة، بعد خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20-9-2017، فمهنة الإنسان الأولى تظلَّ تتحكَّمُ في شخصيته، مهما تغيَّرت حالُه، أو تطوَّرتُ، مع التأكيد على أبجدية أساسية، وهي أنَّ للشخصية الرئاسية في أمريكا تأثيرا قليلا في القرارات والأحداث، غير أنَّ ترامب يحاول جاهدا إحداثَ تأثير شخصيٍّ طويل الأمد في أمريكا.
اسم الكتاب: (فن عقد الصفقة) The Art Of The Deal ، تاريخ إصداره عام 1987م
لقي الكتابُ رواجا كبيرا، بيعت منه أكثر من مليون نسخه، لدرجة أن مؤلفه قال في السنة نفسها مفتخرا:
"حظي كتابي بالرواج، فهو في المرتبة الثانية بعد الإنجيل"!!
إليكم أبرز فنون عقد الصفقات التجارية في كتاب، دونالد ترامب:
ليكنْ تفكيرُك ناتجا عن تخطيطٍ منطقيٍّ.
حدِّد أهدافَك وغاياتِك القُصوى، واترك الأهداف الثانوية الصغيرة.
كنْ خبيرا بالسوق والبيئة، بشرط أن تنبع خبرتُك من تجربتك، لا من تجارب غيرك.
أبرزْ القوةَ ليشعر بها خصمُك ومفاوضُك في الصفقة التجارية، بحيث يُحسُّ خصمُك بأنك تملك ما يحتاجُه من أشياء.
لا تتراجع عندما تتخذ قرارا.
استقطب الآخرين بالإغراءات، التي تُبشِّرُ بالربح الوفير.
استخدام التأثير الإيجابي.
أظهرْ روح المرح والدُّعابة أثناء عقد الصفقات.
لم أستغرب حين أجريتُ مقارنةً بين مبادئه السابقة، وبين سياسته نحو قضيتنا الفلسطينية وجدتُ أن مبادئه التجارية في كتابه السابق تنطبق على سياسته الراهنة، وأنَّ هذا الاتجاه يتطابق مع نظام العولمة الجديد، (لتسليع) كل قضايا العالم، أي جعلها سلعة، ومحو كل متعلقاتها، الوطنية، والثقافية، والقانونية.
هذا التسليع الجديد لقضايا العالم، يُغذّي مجرى النهر الاحتلالي الإسرائيلي، ليتم قبول إسرائيل في الشرق الأوسط، لا ككيانٍ محتلٍ غاصب، ودولة متمردة على قرارات العالم، بل كدولة تكنلوجية متقدمة، غايتها تطوير الشرق الأوسط، اقتصاديا وحضاريا، بما تملكه من أدوات تكنلوجيا العصر الحديث، فهي إذن، شريكٌ اقتصادي، تجاري، وليست جيشَ احتلالٍ.
تطبيقا لفن الصفقة، أقدمَ مؤلف الكتاب في بداية ولايته على عزلِ كل المخضرمين السياسيين، لكي يحصل على التجربة بنفسه، وفق مبادئه التجارية في سوق السياسة العالمي، وليس بواسطة تجارب الآخرين، فعيَّن مفاوضين (أغرارا) في ملف فلسطين، وفي ملف إيران، وكوريا، وفي ملف، البنتاغون أيضا!
يلتقي ترامب مع نتنياهو في مبدأ آخر، وهو إزاحة الأهداف الصُّغرى، لأجل تحقيق الأهداف الكُبرى، فهو عندما تجاهل في خطابه الطويل، فلسطين، وركَّز على الأهداف الكبرى، إيران، وكوريا الشمالية، كان ينطلق من هذا المبدأ.
كذلك فإنه استخدم مصطلح الإغراءات، والتأثير الإيجابي، عندما قال للرئيس، أبي مازن في الأمم المتحدة:
"قلبي، وروحي، متعلقة بإيجاد حلٍّ للقضية الفلسطينية!"
كما أنه بارعٌ في إظهارِ قوَّته الجسدية، ويظنَّ حين مصافحة الرؤساء، وجذبهم بقوة عضلاته كمصارع أنه أحدث رُعبا في نفوسهم، ليعقِدَ الصفقاتِ معهم باعتباره الأقوى!!
لقد قطعنا شوطا كبيرا في طريق تحويل قضيتنا إلى (صفقة تجارية)، وفق التعبير الشائع الجديد لوسائل الإعلام:(صفقة القَرْن)!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسوس هوليود
- من هم الصفوة والجرب في إسرائيل؟
- زراعة البلادة
- (الشريف) المتوحش!
- إسهام المسيحيين في النضال
- مظاهرات العنصريين البيض
- أديب إسرائيلي، ذو الوجهين
- المدينة الأكثر عنصرية في العالم!
- الزوائد الجامعية الدودية
- غوليم الإرهاب
- تدوير الزعماء في إسرائيل
- مشى على رأسه
- مستحضر القهرولوجيا
- ادفعوا الجزية لحمايتكم
- يوم في مدرسة يابانية
- خطة التطبيع العربي الإسرائيلي
- أخبار إسرائيلية في يوم
- يساريون مصابون بالقحط الفكري
- تفكيك اليونروا
- مستقبل العرب في أخبار


المزيد.....




- خطط ترامب في غزة: أنباء عن كون المغرب من المناطق المرشحة لنق ...
- مخطّط ترامب في غزة: ليبيا تعلن رفض سياسات التهجير والتغيير ا ...
- مصراتة
- ردا على مخطّط ترامب: الجزائر ترفض بشكل قاطع تهجير وإفراغ قطا ...
- تونس: عائلات مفقودين في عمليات هجرة غير نظامية تحتج أمام الس ...
- تونس: اعتصام ثان لقيادات في اتحاد الشغل والأزمة تتفاقم
- النائب الجمهوري جو ويلسون: -الرئيس التونسي قيس سعيد ديكتاتور ...
- 3 سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا: هل بوتين مستعد لل ...
- أحكام سجن مشدّدة في تونس: محاكمة نزيهة أم -محاكمة سياسية ظال ...
- صورة متداولة لشبان جذابون ووسيمون: هل هؤلاء هم أعضاء فريق شر ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - شخصية ترامب