|
فشل الاستفتاء! هل ستنجح الدولة
امال سويدان
الحوار المتمدن-العدد: 5651 - 2017 / 9 / 26 - 04:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فشل الاستفتاء! هل ستنجح الدولة
د. آمال سويدان أوهم مسعود برزاني الكرد، بإيجابيات متخيلة ولم يبصرهم بالسلبيات الواقعية المؤكدة.. ميدانيا، إذا إنفصل إقليم كردستان عن العراق مستحيلا الى دولة مستحيلة! كردستان دولة مستحيلة لأنها بلا منفذ طبيعي؛ لذلك سيتعذر عليها التواصل تجاريا مع العالم، ومن حولها دول قوية تعمل على تقويضها. هذا ما لا يعرفه المواطن؛ لأن مسعود البرزاني.. رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته منذ ثلاث سنوات، أغرى الكرد بالايجابيات الموهومة ولم يثقفهم بالسلبيات المؤكدة، على ارض الواقع الميداني. بدء باستفتاء "فطير" غير مستند الى اية مقومات داخلية او خارجية او دستورية.. استفتاء موهوم لدولة في الخيال؛ لان المعطيات كافة تشير الى انهيار الدولة الكردية قبل نشوئها، الذي يبعث على التساؤل: أية حياة ستدب في جنين أجهض من الرحم قبل إكتماله!؟ بل هو نطفة غير قابل للنضج! البرزاني يعرض شباب العراق للموت في حرب اهلية طاحنة.. لا تبقي ولا تذر، ويبدد إقتصاد البلد، من اجل نزوة راودته في خلجات النفس الأمارة بالسوء؛ ضعفا امام مغريات المال والجاه؛ بغية ان يسجل في صفحة مهترئة من التاريخ، ان مؤسس ورئيس اول دولة كردية هو مسعود البرزاني. ثمة اشكالات ينوء بها إقليم كردستان، ومنها العجز المالي، هل سيحلها الانفصال بعصا سحرية، أم سيكون وسيلة للالتفاف على الديمقراطية في الدولة الوليدة؛ وذلك بمكوث مسعود او عائلته، ملوكا عليها، وبهذا يبرر السنوات الثلاث التي مضت رئيسا متفرد بالسلطة.. على طريقة صدام، من دون إنتخابات. انه انفصال شبيه بتيه اليهود في سيناء، عندما سرقت ربة البيت طنجرة جارتها وذهبها هاربة من تلك العلاقة الوشيجة، بين العائلة المصرية وجارتها اليهودية؛ لذا اتوقع للكرد تيها لا نهائيا، بين الجبال القفر، الممتدة وسط حصار ايراني تركي سوري عراقي، يستنفد خلاله الكرد مدخراتهم و"لنبلونكم بشيء من الخوف والفزع ونقص من الاموال والانفس والثمرات". لماذا؟ لماذا يتعرض الكرد لمغبة الحرب.. حرب أهلية، ربما تشترك فيها اطراف ايرانية وتركية، ربما... لكن المؤكد هو الحصار الذي لا موجب له الا بقدر الموجبات التي سوغ بها الطاغية المقبور صدام حسين لنفسه غزو دولة الكويت، في خطوة هوجاء جرّت على شعب العراق حصارا أرمض العظم وأمات الزرع والضرع، وادى بنفسه الى سقوط من عرش السلطة الى الجحر الذي اخرجوه منه الى المشنقة. الكرد الذين يغامر مسعود بهم، هل يعرفون ما هي الدولة وكيف تختلف عن وضعهم الحالي؟ لأنهم ولمئات السنين يعيشون في دولة حكمها عرب وكرد وأتراك وايرانيين، وهم منذ العام 1921، يعيشون في دولة حديثة ذات سيادة معترف بها دوليا، دولة لعبت بها الشخصيات الكردية أدوارا مهمة ورئيسية. هل يريد أن يحدد الأرض التي يسكنها عبر العصور؟ ماذا يهم الناس في الأرض والحدود؟ انها مهمة للسياسيين فقط كي يسموا أنفسهم رؤوساء و قادة؛ فمن الضروري أن يشرح المختصون أدق تفاصيل الدولة محور النقاش.. ما هي مميزاتها؟ وما عيوبها؟ ومقدار ميزانيتها؟ وما خططها الاستراتيجية للتنمية والتعليم.. الرعاية الصحية والاجتماعية.. الزراعة والصناعة. أليست دولة مستقبل الشعب الكردي، أيعقل أن تكون فيها مشكلات معادة و مكررة تعاني منها الدول الحالية؟ السياسيون الكرد يدافعون عن حق الشعب الكردي في تقرير المصير، شيء رائع و ممتاز، لكن من منا كشعب عراقي عربا و كردا يجد نفسه قادرا على تقريرمصيره؟ ماذا يعني لي مصيري؟ حدود على الأرض تبعد عني مئات أو الاف الكيلومترات يموت بسببها الاف الشباب،... هل ستضمن للشعب الكردي حلولا لمشاكله و انهاءً لمعاناته؟ أم ستوقعه في ما وقعنا فيه منذ 2003.. دولة ضعيفة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وقوية جدا في الفساد المالي والاداري ودستور لم يضمن حقوق الانسان ومؤسسات دستورية لم تقر القوانين الأساسية والمهمة التي تضمن الحياة الكريمة للشعب. يقول السياسيون الكرد من جملة ما يقولون حق قومي، أليس في كل دول العالم قوميات متعددة؟ ما الضير في تعايش القوميات سلميا، في وطن واحد.. أكبر وأجمل وأكثر تنوعا.. الكرد كشعب محترمون جدا يصفهم اخوانهم العرب بالشرف والصدق والأمانة والاخلاص والالتزام بكلمتهم ولم أسمع يوما كلمة سوء بحقهم لأنهم فعلا شرفاء، الكرد مدرسون ومدرسات أساتذة وأستاذات علمونا اللغات والرياضيات والطب بمنتهى الروعة والكفاءة، انهم علماء في الدين وفي اللغة العربية ومنهم الشعراء الذين كتبوا أروع القصائد العربية.. دورهم الايجابي في الحياة يريد تحجيمه السياسيون. الاعلام لم يتحدث قط عن الشعب الكردي بل عن السياسين الكرد فقط ولم يستضف مواطنا عربيا أو كرديا للحديث عن قضية الاستفتاء الجاري حاليا تهيئة للانفصال، واقتصرت اللقاءات على السياسيين من كلا الطرفين. 651 كلمة
#امال_سويدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة
...
-
من ماسة ضخمة إلى أعمال فنية.. إليك 6 اكتشافات رائعة في عام 2
...
-
بيان ختامي لوزراء خارجية دول الخليج يشيد بقرارات الحكومة الس
...
-
لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والا
...
-
20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كا
...
-
من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأم
...
-
مستشار خامنئي: مسؤولون أتراك حذروا إيران من إثارة غضب إسرائي
...
-
الحكومة المصرية تفرض قيودا على استيراد السيارات الشخصية
-
-الإمبراطور الأبيض-.. الصين تكشف عن أول طلعة جوية لطائرة من
...
-
الجيش الإسرائيلي: القضاء على قياديين 2 في -حماس-
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|