أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أشرف عبد القادر - نصيحتي لحماس














المزيد.....

نصيحتي لحماس


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


المأزق الذي وجدت نفسها فيه حماس، بعد فوزها الغير متوقع في الانتخابات التشريعية، يمكنها الخروج منه، صحيح أن حماس ليس لها برنامجاً سياسياً تقدمه لا للفلسطينيين ولا للعالم. وليس أمام حماس سوى حلان لا ثالث لهما، الحل الأول هو أن تتمسك بميثاقها الخاص بها [ لا اعتراف بإسرائيل،لا اعتراف بأوسلو، لا سلام مع إسرائيل بل هدنة مفتوحة، هذه اللاءات الثلاثة تذكرني بلاءات الخرطوم الكارثية أيضاً] وهذا يعني موتها دولياً وإقليمياً، إذاً لم يبق أمامها إلا حل واحد وحيد وهو أن تتسم بالمرونة الفكرية والسياسية، بحساب مبدأ المكسب والخسارة، وأن تنفتح على العالم وتحقق حلم الفلسطينيين بإقامة الدولة الفلسطينية، باتخاذ القرارات المؤلمة التي جبن عرفات عن اتخاذها. تمسك حماس بثوابتها معناه خسرانها للرأي العام العالمي الذي يمثل القوة الضاربة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، فعلى حماس أن تعي أن – خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر – أي استخدام للعنف والتفجيرات تحت أي مسمي مدان دولياً، وأن فترة الكفاح المسلح قد انتهت إلى غير رجعة. ولو ناقشت حماس ثوابتها بالعقل لا بالعاطفة لوجدت أن ثوابتها لا تتناسب مع الواقع جملة وتفصيلاً، فثوابتها كعملة أهل الكهف التي أضحت غير قابلة للصرف في وقتنا الحاضر، حماس لا تعترف بإسرائيل وتريد عقد هدنة طويلة المدى على وهم أن يشتد عودها لتمحو إسرائيل من الوجود وتحرر فلسطين حتى آخر ذرة تراب، وهذا لعمري لهو الهذيان بعينه، كيف تنكر حماس وجود دولة عضو في الأمم المتحدة، دولة اعترف بها العالم ولها سفارات في بلدان العالم، دولة اعترف بها الرئيس السادات والملك حسين وعقدا معها معاهدتان سلام، بعد أن تخليا عن التفكير بالوهم والعيش في الخيال، وعن الشعارات الشعائرية التي تهز وجدان الشعوب لكن لم تحرر ذرة تراب، على حماس أن تفكر بدماغها المعرفي لا بدماغها الغريزي أو الإنفعالي، وتري الواقع المرير كما هو، لا كما تود أن تراه. حماس لا تعترف أيضاً باتفاقية أوسلو، وهم يعرفون أنهم ما وصلوا إلى المجلس التشريعي إلا من خلال اتفاقية أوسلو، فمن ينكر وجود إسرائيل ولا يعترف باتفاق أوسلو كمن يري الشمس ساطعة وينكر وجودها.
ما هو المطلوب من حماس؟
كل الأنظار ترصد ما ستفعله حماس، ولو أحسنت حماس صنعاً لاستغلت فرصتها السانحة لحل القضية الفلسطينية التي طال عذاب أهلها، عليها أن تشكل حكومة وحدة مع فتح وباقي التيارات الأخرى، على حماس أن تحسن قراءة الواقع وأن تتسم بالمرونة الفكرية والسياسية التي عجز عرفات عن التحلي بها فمات وهو لم يحقق الحلم الذي عاش من أجله: إقامة الدولة الفلسطينية، هذه المرونة تتطلب منها ممارسة نقدها الذاتي وأن تنقلب على نفسها بـ 180 درجة، وأول ما يجب فعلة هو إعلانها عن تخليها عن الأحزمة الناسفة. عليها أن توحد الفصائل الفلسطينية في جيش موحد بعد أن تجمع سلاح جميع الفصائل، أن تتخذ القرارات المؤلمة الواقعية بقبول الحل الأوربي لحل مشكلة اللاجئين بتوطينهم في أماكنهم مع دفع التعويضات المالية لهم ، وكذلك القبول بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية . إن وصول حماس للسلطة يمكن أن يكون فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية إذا ما أحسنت حماس استغلالها لترحم الشعب الفلسطيني المعذب .
نصيحة أخيرة أهمس بها في أذن الحماسيين: لا تنسوا المبدأ البورقيبي القائل"خذ وطالب" لأن ما لا يأخذ جله لا يترك كله، دعوا مبدأ اللذة الصبياني الذي يطلب من الواقع إعطاءه نتائج مخالفة لقوانينه، تحلوا بمبدأ الواقع المؤلم والصادم، ولكنه الوحيد القادر على حل القضية التي أتعبت ليس فقط الشعب الفلسطيني بل كل الشعوب العربية، فلقد أرجأ كل القادة العرب أي إصلاحات سياسية أو تنموية أو ديمقراطية أو إنسانية متعللين بتحرير فلسطين، لقد جعلوا من قضية فلسطين "قميص عثمان" حتى إن بن لادن أيضاً قد وظفها هو وإيران لتأليب الشعوب العربية ضد أوربا وأميركا، وتاجر المتأسلمون بقضية فلسطين وأصبح الشرق الأوسط بؤرة للإرهاب.
أخيراً أقول لحماس التمسك بميثاقكم معناه الهلاك والعزلة الدولية والإقليمية،فالجمود الفكري معناه الإنكسار، والمرونة الفكرية والسياسية معناها الانتصار، إذا ما انفتحتم على العالم فسينفتح لكم العالم وسيعترف بكم، وسيساعدكم على إقامة دولتكم المنشودة. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنة لنا جميعاً
- نجح الإخوان وهرب الاقتصاد
- اختطاف لفتاتين أم اختطاف لمصر؟
- حاكموا بشار الأسد
- المسجد أولاً أم الكنيسة؟!
- بعد القمني والأخضر جاء دور لكحل
- مازال الأقباط يرزحون تحت عهد عمر
- للأقباط كل الحق في بناء كنائسهم
- نداء للقمة الإسلامية بمكة المكرمة اطردوا من الإسلام الإرهابي ...
- متى المساواة بين المصريين في دور العبادة؟ رسالة مفتوحة إلى ا ...
- رسالة مفتوحة لأحمد أبو الغيط لا تكن محامي الجلاد السوري
- رسالة مفتوحة للرئيس مبارك: ادخلوا التاريخ من أوسع أبوابه
- العلمانية ضد الدولة الدينية
- يجب عزل بشار الأسد
- وزارة الزراعة تغتال الشعب المصري
- تعليق على منع المستشار العشماوي من -الراية- القطرية
- رسالة مفتوحة إلى سعد الحريري إذاعة الشرق أم إذاعة حزب الله و ...
- مرة أخرى: رداًعلى الردود على مقالي هل العفيف الأخضر هو مؤلف ...
- رسالة مفتوحة للرئيس بو تفليقه
- تعقيباً على الردود على مقالي هل العفيف الأخضر مؤلف المجهول ف ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أشرف عبد القادر - نصيحتي لحماس