كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 19:25
المحور:
الادب والفن
وراء حجاب
أسمحوا لي
أن أقدم لأهل البنات
أسمى آيات الشكر
والعرفان بالجميل
للذين تركوا لنا
ثغرة هنا
وشق نافذة هناك
وفتحة ضيقة
لولوج لحظ
وإطلالة رائعة
على فناء بيت وديع
-
وتاه عنهم
ثقباً منسياً
يلحظه عاشق
يوصل للداخل
-
وغاب عن أذهانهم
فتحة بالجدار
تطل على حيز بسيط
يطلعك بلمحة سريعة
على سكن غافل
-
ولا لم يدققوا النظر
على حراسة فروجهم
وتركوا له فرصة
ليقف
كظل شرفة
يرفع ستارة
بإشارة من يده
ويغلق ردفة نافذة
كريمونت كونترول
وعن بعد
-
وأتاحوا له في أن يلقي
نظرة سريعة
ليرشف رحيق حسنها
وهي تطل عليه
من الشرفة
ويشاهد بأم عينه
منقار نظراتها
وهي تفرط حبات قلبه
بين يدي
سحرها
-
ولم ينتبهوا لحرصه
وهو واقف
في كل زوايا المحارس
لحماية عشقه
من النوائب
ومن كل عارض
-
ولا هان البعد عليه
للوقوف على عتبات
أبواب موصدة
لسماع هسيس مبهم
كدبيب فئران التجارب
على زجاج محطم
مع خطوات بعيدة
تنتهي في فتحة فم
أبواق خافتة
مع وقع أقدام
على أدراج هابطة
مجهولة الهوية
-
وغفلوا عن اكتشاف
قلب ينبض بالعشق
يسمع دق
دقات قلبها
مع حثيث النبض
في عافيتها
المشمولة برعاية الأهل
لبنت بيت
محصنة
ضد عقارب
وطء
الحراسة المشددة
على عذريتها
والتي كانت تعصر
نبيذها الرائع
في كؤوس القبل
وعلى مشارف الشفة
-
وكفوا البصر
عن صب مستهام
ليرى طيفها يطوف
بكل أنحاء المنزل
ونبرة صوتها
عصفورة تزقزق
في غرفة المعيشة
-
وأسمحوا لي أن أقدم التحيات
للأهل الثقاة
لأنهم أوصلوا بين العشاق
بأطراف ممدودة
مع أسلاك
رعشات كهرطيسية
تهتز لمرور
طيف
وتنكمش من الذعر
لقدوم شبح
وتفر بجلدها
من وقع أقدام
خيال عابر
لعاشق
يزوغ عن الأنظار
خوفاً من انكشاف
أمره
-
وعجزوا عن منع
فتى متلهف
من تسلق لبلاب الشرفة
أو الأختباء
وراء ردفة
وتركوا له المجال
للهروب
من شق نافذة
أو بالقفز عن سور
الحديقة
أو سرقة
كف عدس
من غرفة المونة
وهو هارب
ليلاحق كلص
كسارق
كحرامي دار
لا ينكشف أمره
-
ويسلم الشرف الرفيع
من الأذى
ومن أي
وصمة
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟