|
الإرهاب والإلحاد في السعودية
فارس الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 12:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
نطالع بشكل دوري تقارير تتكلم عن الملحدين في السعودية وتختلف الارقام التقديرية في تحديد عددهم البعض يقول أنها النسبة الاكبر في العالم العربي ويقدرون عددهم بين 5-9% من عدد السكان.1 قد يكون الرقم مبالغ فيه أو أقل من الواقع لكن الجميع يتفق أنهم أقلية في هذا البلد الشاسع المساحة لكن العدد بنفسه لا يهم كثيرا مايهمنا ماهو موقف الحكومة السعودية منهم وكيف تصنفهم؟ نطالع في الامر الملكي رقم أ / 44 وتاريخ 3 / 4 / 1435هـ المعروف بقانون مكافحة الإرهاب والبيان اللاحق من وزارة الدخلية. 2 تحاول الحكومة حصر الافعال الارهابية بضعف قانوني واضح من دون مواجهة صلب المشكلة وحقيقتها وهي أن التطرف الاسلامي أو كما يحلو لي تسميته (الإسلام الحقيقي) هو الإرهاب الفعلي وليس ماسوف نرى في بنود القانون الذي يحذر المواطنين السعوديين من الافعال التالية بأنها إرهاب صريح، نطالع في المادة الاولى كأحد أشكال الجماعات او الأفراد الإرهابيين التالي "1- الدعوة للفكر الإلحادي بأي صورة كانت، أو التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي التي قامت عليها هذه البلاد" اذا الملحد الكافر بآيات الجهاد والذبح والسبي والارهابي المؤمن بآيات قتال غير المسلمين وسبي نسائهم وأطفالهم هما نفس الشخص! في السعودية الإرهابي القادم من غونتاناموا أو العراق يذهب لمركز المناصحة لمقابلة جميع المتطرفين أمثاله المستعدون للقفز لبؤرة الصراع القادمة، من دون التعمق في فعالية المركز وآلية عمله يكفيك أن تعرف أن من مرتكزاته الاستراتيجية “الإلتزام بمبادىء الشريعة الإسلامية” فترياق السم لديهم هو السم نفسه فلا أحد يعلم أعداد القتلى وكم النساء الذين أغتصبوا على أيدي هولاء الأرهابيون العائدون للعيش بيننا في حين الملحدين لم يرتكبوا جرماً بحق الإنسانية بل على النقيض تماماً فحالات مثل حمزة كاشغري وأشرف فياض ورائف بدوي هي مأساوية على كل الأصعدة، الملحدين غير مرحب بهم في هذا المركز ولم تسجل حالة واحدة لملحد قام بزيارة لهذا المركز إذا كيف وصل الملحد لمقام الإرهابي؟ استخدام الإرهاب كذريعة لقمع حرية التعبير ليس بجديد على الحكومة السعودية فهي من المجددين في هذا السياق فجميع الكتاب والنشطاء الإنسانيين والإصلاحيين هم إرهابيون ويجب الحذر منهم فالحكومة السعودية بارعة في إطلاق التهم الفضفاضة مثل إثارة الفتنة وتهييج الرأي العام الموسومة بالإرهاب ولا تساهل في الأحكام إذا هو ليس خلط في المصطلحات أو قصور في فهم المعنى بل هو عمل قمعي منظم بغطاء قانوني حكومي غير متسامح ولإثبات وجهة النظر هذه نستمر في قراءة المواد في قانون مكافحة الإرهاب الهادف لخنق المواطنين فالمادة الثانية تشير الى التالي "2ـ كل من يخلع البيعة التي في عنقه لولاة الأمر في هذه البلاد، أو يبايع أي حزب، أو تنظيم، أو تيار، أو جماعة، أو فرد في الداخل أو الخارج" وهنا بصراحة تصنف الحرية السياسية والعمل السياسي في السعودية إرهابا، نرى في المادة الثالثة والخامسة محاولة اقتراب على حقيقة الإرهاب نفسه فالاولى تمنع المشاركة في القتال في أماكن الصراعات والثانية التبرع والدعم المالي المصاحب لها، لكن نرى المادة الرابعة “4ـ كل من يقوم بتأييد التنظيمات، أو الجماعات، أو التيارات، أو التجمعات، أو الأحزاب، أو إظهار الانتماء لها، أو التعاطف معها، أو الترويج لها، أو عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواء داخل المملكة أو خارجها، ويشمل ذلك المشاركة في جميع وسائل الإعلام المسموعة، أو المقروءة، أو المرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، المسموعة، أو المقروءة، أو المرئية، ومواقع الإنترنت،أو تداول مضامينها بأي صورة كانت، أو استخدام شعارات هذه الجماعات والتيارات، أو أي رموز تدل على تأييدها أو التعاطف معها” فهذه المادة تجرم كل شيء من حرية تعبير وحرية دينية وحرية سياسية فالظاهر بوضوح أن الحكومة السعودية ترى الجميع إرهابيين ماعدى الإرهابيين الحقيقيين فحملة الإعتقالات الأخيرة التي طالت الكثير من النخب الثقافية والدينية في السعودية لا تحمل أسباب واضحة ولكن قانونية في ظل هذه القوانين المتعسفة الفضفاضة فإن لم تكن في صف الحكومة فأنت إرهابي ولا تعامل كالإرهابي القاتل الحقيقي بل أسوء من ذلك بكثير. دمتم أحراراً.
---------------- هوامش 1- https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2013/05/23/a-surprising-map-of-where-the-worlds-atheists-live/?utm_term=.dabcd7335953 2- http://www.spa.gov.sa/viewstory.php?newsid=1206710
#فارس_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|