أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ














المزيد.....


الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤسفنا سوء الأوضاع الحقوقية لديكم ولا يمكننا أن نقاطع حكوماتكم أو نعاقبها أو نضغط عليها لأهميتها في صناعة "الاستقرار" في المنطقة.
هذه الجملة اصبحت تتكرر كثيرا في الآونة الأخيرة، حتى صارت مثيرة للسخرية أكثر من أي شيء أخر، فلم نعد نفرح كثيرا من اثارة المنظمات الحقوقية لملفات انتهاك حقوق الانسان في بلادنا، حيث صارت هذه الملفات مجرد وسيلة ضغط على الحكومات لبذل المزيد من التنازلات وليس لتحسين اوضاع مواطنيها واعطائهم شئ من حقوقهم المهدرة.
فكلما انتقدت احدى الدول الغربية انتهاكات حقوق الانسان لدينا يكون الرد دائما باعطائهم امتيازات وصفقات تمثل خسارة على الشعب والدولة، فيمكن ان ينالوا – على سبيل المثال - حق التنقيب عن البترول أو الغاز أو الذهب لمائة عام بدون ان يكون للشعب نصيب من ثروات بلاده المهدرة، أو يمكن شراء خدماتهم التي لا تجد لها سوق بأعلى الأثمان، أو شراء أسلحتهم التي صدأت في المخازن، وكله من دماء الشعب الذي ازعجهم بشدة اهدار حقوقه!!
اصبحت ملفات حقوق الانسان بمثابة وسيلة ابتزاز للحكومات الديكتاتورية وليست مسألة انسانية واخلاقية، كم تدفع مقابل قصف دولة أمنة وتدميرها وقتل شعبها؟ كم تدفع مقابل تركيع شعبك والتنكيل به وتشريده وقتله؟ كم تدفع مقابل السكوت عن اهدار المال العام وانتشار الفساد في بلادك؟ كم تدفع مقابل البقاء على كرسيك وحتى الموت؟ كم تدفع مقابل توريث كرسي الحكم لطفلك المدلل؟
فلكل شئ ثمن، نعلم أنه سيدفع من دماء الشعب واراضيه وثرواته ولكن لا يهم، فالأهم أن يعيش مواطنونا حياة مرفهة ويحصلون على الحقوق الأدمية المفروضة لهم والتي اعتادوها، فهؤلاء سيدفعون بنا الى صفوف العامة ويأتون بغيرنا اذا لم نوفي باحتياجاتهم بعكس شعوبكم المغلوبة على أمرها والتي لا تثور ولا ترفض الا قليلا وهؤلاء القليل يمكن التعامل معهم والانتهاء منهم بسهولة ونحن سنغمض أعيننا عما تفعلونه تجاههم طالما انكم تقدمون لنا ما فيه الكفاية.
ان السنوات الماضية أظهرت هشاشة النظام الدولي ككل وضعفه واسقطت كل الأفكار السابقة عن قيم العدل والحرية ومكافحة الفساد، حيث اصبحت كل هذه الأمور مجرد شعارات ولافتات على دكاكين بائسة لا تملك من أمرها شئ أما على الأرض فكل شئ يخضع للقوة والمصلحة المشتركة.
أعتقد أن أزمة ايران وكوريا الشمالية مع الدول الغربية ليست في نظام الحكم لديهم ولا تتعلق بملفات حقوقية، ولكنها فقط تتعلق بما حققته الدولتان من اكتفاء ذاتي وخاصة في مجال التسليح، فإذا كنتم ستصنعون سلاحكم ولديكم التكنولوجيا الخاصة بكم .. فمن سيشتري بضاعتنا اذا؟
ان العالم يتجه نحو مستقبل شديد السواد حيث أصبح كل شئ خاضع لقوانين السوق حتى المبادئ حتى الشرف حتى الوطن، كل شئ له ثمن .. كل شئ قابل للبيع.
وتبقى المصلحة هي الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأختار شعبي
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب
- وكفاية علينا الأمان
- لن تصدقها الا اذا وقعت ضحيتها
- أربعة .. وخامسهم نتنياهو
- التوسع في عمليات التجسس والتتبع في مصر
- تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير
- الحالة الفنزويلية
- أساليب النظام
- عتاب .. على الإرهاب
- خطوط ترامب الحمراء
- ارني دينك في سلوكك فهيئتك كثيرا ما تكذب
- رمسيس الثاني .. الجد الأعظم الذي جار عليه الزمن وقلّب علينا ...
- حكاية سبعاوي
- فقر ادارة .. ام فقر موارد؟
- أزهى عصور التدليس


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الصخرة التي تحطمت عليها أقوى المبادئ