محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 04:39
المحور:
كتابات ساخرة
كنا جالسين نرتشف كؤوس النبيذ في الحانة، فإذا بصديق أحد جلسائنا يدخل الحانة، يقترب من مجلسنا، يلمح صديقه، يمد يده ليسلم عليه، ثم يسحبها فجأة ويقول:
- إبدأ باليمين ولو كان عمر في اليسار!
يبدأ باليمين وينهي السلام بمن على اليسار، ثم يأخذ مقعدا إلى جانبنا ويطلب قنينة ويسكي... يشرب كأسين، ثم يمضي في القول الفاحش! يلعن زوجته، ويفاخر بضربها وإذلالها، ويغازل كل أنثى مرت جواره!
يصمت قليلا، نناقش نحن بعض الدين، وبعض من آيات الذكر الحكيم، ثم يقاطعنا بصخب:
لا.. أبدا لن أسمح بهذا، لا تذكروا اسم الله والرسول في الحانة !!
جالست صديقين في الحانة، ارتشفنا كؤوس نبيذ أحمر، أطلنا الجلسة حتى احتد النقاش بين صديقاي، كانا يناقشان النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، كانا يتكلمان عنه بسوء، ينتقدانه ويصفانه بصفات غير حميدة... لم أشاركهما النقاش وقت احتدامه، كنت مؤخوذا بنشوة الارتشاف...
فجأة، سمعهما النادل، أبدى انزعاجا من مضمون النقاش، كانت نظراته وارتباك حركاته ومحاولة استراق السمع كلها توشي بذلك... اختفى عن أنظارنا... بعد لحظات، عاد إلينا رفقة صاحب الحانة، توقفا على مسافة خمسة أمتار من مجلسنا، كانا ينظران نحونا ويتكلمان بانفعال... اتجهت صوبهما لأستفسر، أخبرني صاحب المحل باعتذار خجول أن الموضوع المثار غير مسموح بهم، ثم استدرك قائلا:
- صحيح إننا نتاجر في الحرام وأموالنا من الحرام، لكن نبينا فوق رؤوسنا ونطلب من الله الهداية، ولكم أحد الخيارين، إما أن تخوضوا في نقاش غير هذا، أو تفضلوا غير مطرودين... (مشيرا بسبابته نحو الباب)
حينئذ أدركت أن الإسلام باق ويتمدد... بفضل هؤلاء!
اجتمعوا في الحانة، امتلؤوا خمرا فاحشا، ثم أخذوا في نقاش أحوال الأمة، قال عارفهم: والله لو صادفت أحد اليهود لاقتلعت أظافره من الجدور...
أردف آخر قولا: والله لأمزقن دبره، وأشرب من دمه...
قهقهوا سويا... أما أنا، فانسللت مطأطئ الرأس متوجس البال!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)