عبدالجواد سيد
كاتب مصرى
(Abdelgawad Sayed)
الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 03:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاشك أن خبر المصالحة الفلسطينية خبر سار ، مفرح للجميع ، فمن لم شمل شعب صاحب قضية ، إلى تأمين الأمن القومى لبلد يخوض صراع حياة أو موت مع الإرهاب ، أو ، وبالمنظور الحضارى الذى إعتدنا مناقشة كل القضايا من خلاله، توسيع المساحة العلمانية على حساب المساحة الأصولية فى الشرق الأوسط ، بإعتبار، أن المساحات العلمانية ، حتى وإن بدت بدائية ، تحتمل الإصلاح ، أما المساحات الأصولية ، فإن الإصلاح فيها مستحيل ، ومن هنا كانت المصالحة الفلسطينية ، إنتصاراً ، وإنتصارً كبير ، ولكن هل تكتمل الفرحة، وهل يكتمل الإنتصار؟
الواقع المحزن يقول لا ، فكل الأمور سوف تهون إلا أمر واحد ، هو نزع سلاح المقاومة المزعوم ، وطالما ظل هناك لأى دولة سلاحين ، فإنها تفقد وحدتها وتظل فى حالة إحتراب ، معلنة كانت أم خفية ، سلاح المقاومة الفلسطينية ، الذى هو بالتحديد كتائب القسام الإيرانية لن ينزع ، حتى وإن حلت حماس لجنتها الإدارية ، وقبلت بالإنتخابات وبإشراف السلطة الفلسطينية على المعابر ومراجعة ظروف الموظفين الذين فرضتهم حماس ، كل هذه الأمور قد تحل ، إلا نزع سلاح القسام وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية بحجة الجهاد المقدس ضد إسرائيل ، وماأعذبها من كلمة تخطف الألباب وتذيب القلوب الشرق أوسطية الضعيفة أمام الوطنية الممزوجة بالدين ، وبالتالى ستظل السلطة فى غزة للميليشيات ، سيناريو حزب الله فى لبنان ، الحشد الشعبى فى العراق، شبيحة بشار فى سوريا ، والحوثيون فى اليمن ، كل أذرع الأخطبوط الإيرانى الممدودة فى كل إتجاه والذى طال ، حتى كتائب القسام السنية. إيران هى التحدى الشرق اوسطى الحقيقى بعد داعش المتهاوى ، والإخوان المحاصر ، والسلفى المجبر على مراجعة الذات ، إيران ، الدولة الدينية ، المسلحة نووياً ، صاحبة التاريخ والحضارة ، والسيادة القديمة فى الشرق الأوسط ، وبخطابها الذكى فى مقاومة إسرائيل والعالم الغربى ، وحماية الأقليات وكل هذا الخداع الشرق أوسطى بإمتياز ، هى الخطر الحقيقى القادر على تدمير هذه المنطقة وإلقائها فى حالة من الحرب الأهلية الأبدية ، من خلال خلق كيانات مسلحة تابعة فى قلب كل بلد ، شيعية أو غير شيعية ، تضربه من الداخل قبل أن تضربه على الحدود ، إستراتيجية الشيطان ، من أجل لاشئ ، فقط من أجل المجد الفارسى القديم ، الملون بدموع الحسن والحسين ، دولة قروأوسطية بإمتياز حانت ساعة مواجهتها ، بالوعى ، قبل السلاح ، وإلا فلن تكتمل فرحتنا أبداً، لا بالمصالحة الفلسطينة، ولابغيرها من المصالحات.
#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)
Abdelgawad_Sayed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟