حسين علي غالب
الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 07:14
المحور:
الادب والفن
أركز كل أنظاري على شاشة الكومبيوتر …!!
و أبدا بالضغط على أزرار اللوحة الإلكترونية و أجد الحروف تظهر على الشاشة .
يقترب مني زميل لي بالدراسة تعرفت عليه منذ فترة قصيرة و يبدو أنه يريد أن يفتح حديثا معي .
التفت إليه و نظراتي التي كانت موجهة على شاشة الكومبيوتر أصبحت موجهة نحوه ..!!
ترتسم ابتسامة صغيرة على وجه زميلي و يرحب بي قائلا :
مرحبا و كيف تسير الدراسة معك..؟؟
أرد عليه قائلا :
مرحبا بك و الدراسة تسير على ما يرام .
فيوجه زميلي أنظاره نحو الشاشة ليطلع على ما كتبته و بعد لحظات التفت نحوي قائلا :
أنت تكتب موضوع يسمى " صديقي العزيز الكومبيوتر " فما الذي تقصده بموضعك هذا ..؟؟
أعود و أوجه أنظاري على شاشة الكومبيوتر و أبدا بالحديث قائلا : أن الكومبيوتر هو أعز صديق في حياتي ..!!
تتغير ملامح وجه زميلي و يقول بلهجة تدل على الاستغراب :
ماذا هل أنت جاد فيما تقوله ..؟؟
أرد عليه بسرعة قائلا :
نعم كل الجدية و الصدق و الصراحة .
فيرد زميلي :
عجبا على ما تقوله و لكن جهاز الكومبيوتر بلا مشاعر ولا أحاسيس فكيف يكون أعز صديق لك …؟؟
أرد قائلا :
لا يا عزيزي هذا الكومبيوتر فيه روح فعن طريقه أتعلم و عن طريقه أيضا أعمل و كذلك من خلاله أعرف عنه كل شيء الصغير قبل الكبيرة و كذلك يتطور بشكل تدريجي و هذه الأمور قد يفتقدها أغلب البشر و أود أن أسائلك عدة أسئلة و أريدك أن تجيبني عنها بكل صراحة فهل تفعل ذلك ..؟؟
فيرد زميلي و هو يحرك رأسه : نعم بكل سرور تفضل ما هي أسئلتك.
أرد عليه قائلا :
هل أنا أعرف عنك كل شيء..؟؟
يرد زميلي قائلا :
لا بالطبع .
أعود و أطرح عليه سؤال أخر و أقول له :
ألست أنت تكن الكره لشخص معين أو عدة أشخاص دفعة واحدة فليس من المعقول أن تحب الجميع..؟؟
فيرد زميلي قائلا :
نعم فالحب و الكراهية خاصية يمتاز بها البشر .
فأنظر على وجه صديقي و أبقى صامتا لعدة ثواني و من ثم أقول له :
أن هذه الصفات لا يمتاز بها جهاز الكومبيوتر فلذلك هو صديقي .
#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟