أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - ما وراء حديث الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم














المزيد.....

ما وراء حديث الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 5646 - 2017 / 9 / 21 - 15:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثر الحديث والجدال في الأسابيع الأخيرة حول المقترحَين الشهيرَين لرئيس الجمهورية. لكن يبدو لي أنّ المشكلة في الاقتراح حول الميراث وحول زواج المسلمة من المسلم لا يكمن في " هل هو خطأ أم صواب؟ " مثلما تمّ تداول المسألة مؤخرا. بل تكمن المشكلة في "لماذا أخذ المقترَح مثل ذلك المنعرج الانزلاقي و تلك الأبعاد التي أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها كاريكاتورية؟”

إنّ الخلط والمزايدات حول موضوع قانون الميراث ومسألة زواج المسلمة بغير المسلم، إن دلت على شيء فإنها تدل على أنّ مجتمعنا المسلم (عموما) يعيش فترة جاهلية حديثة (وذلك بالمعنى الميتا-حداثي لا بالمعنى الإسلاموي الذي تعتقد مكوناته أنها تسعى إلى القطع مع ”الجاهلية”): هو بحاجة إلى فكرة تجدد له الإسلام؛  هو ليس بحاجة إلى الإسلام حيث إن مكونات هذا المجتمع تعرف حق المعرفة كُنه الإسلام لكنها مع هذا تعتقد أنها لا تعرفه. هذه المفارقة هي بالضبط ما يتسبب في بروز الحاجة إلى الفكرة الجديدة لمقاومة الجاهلية الجديدة. لكن لسائلٍ أن يسأل ”من المتسبب في هيمنة مثل هذه المفارقة وما العمل لكي تبرز الفكرة الجدية وتزول المفارقة؟”

يلاحَظ أنّ غالبية علماء الدين، وهم قدوة جمهور المسلمين، ضالعون في النص لكنهم قليلا ما يفقهون في مسألة العلاقة مع النص، التي هي المشكلة التي تبرز ببروز مزايدات  سياسية حول مسائل فقهية مثل مسألة الميراث ومسألة زواج المسلمة بغير المسلم. فمِثل هذا الفراغ جعَل السياسة سابقة للفقه وذلك بأن دفَع السياسيين إلى مَلء هذا الفراغ بواسطة وسائل غير ملائمة حيث إنها اعتباطية لأنها ليست ناضجة فقهيا بما يكفي لتُناسب العصر. والسؤال الآن هو: هل يمكن للفقه أن يتطور حسب متطلبات العصر في غياب تحديد نوعية العلاقة بين النص والعصر أي في غياب ابستيميا جديدة تقوم بوظيفة تجسير الهوة الحاصلة بينهما منذ قرون والمتسببة في القطيعة بين العلماني (فعل الإرث وفعل الزواج نموذجا) من جهة والديني (الإيمان بما أنزله الله بخصوص مثل هاذين الفعلين الاثنين) من جهة ثانية، وذلك في صُلب الشخصية العربية الإسلامية؟

بادىء ذي بدء نعتقد أنّ المشكلة الآنية لا تستدعي علوما فقهية بقدر ما تتطلب علوما جديدة تسمح للابستيميا الجديدة الآنف ذكرها بالتشكّل. ذلك أنّنا لاحظنا أنّ التشديد على ضرورة الاجتهاد الديني وتطوير الفقه دون سواه لن يفعل شيئا سوى أنه يعمّق المشكلة ويزيد المجتمع التصاقا بالقديم والغابر مما لم يعُد له معنى من شأنه أن يَدفع بالواقع نحو التغيير الإيجابي.

ثمّ إنّ من بين الوظائف التي يحتاج إليها المسلمون والتي ينبغي أن تحققها العلوم الجديدة والابستيميا الجديدة تحريرالشخصية العربية الإسلامية. ولكي تتحرر وتزدهر، فإنّ هذه الأخيرة بحاجة إلى استراتيجيا سياسية كبرى محوَرُها العمل البنّاء والمُصلح لأوضاع الإنسان أينما كان. والفقه الجديد (العلوم الجديدة والابستيميا المستحدثة) مطالب ببناء مثل هذه الاستراتيجيا وتسهيل تطبيقها بل ووضعِها على محكّ التفاعل مع أهمّ الاستراتيجيات الإنسانية.

 لكن هنالك عائق ينتصب أمام هذا التصور. ففي ظروف العالم الحالية اللي تسيطر عليها إيديولوجيا العولمة الليبرالية،  تصبح حتى الحاجة الى استراتيجيا مغمورة في اللاوعي وبالتالي غير قابلة للتجلي، لا لشيئ سوى لأن العولمة تقمع بشكل بهلواني وفتّاك أيّ شعور بهذه الحاجة إلى درجة أنها تبقى دفينة، ما يجعلها شرارة حية على الدوام لإشعال نار الفتنة والتعصب والعنف والدعوشة. ولعل ما حدث ومازال يحدث في بعض المجتمعات المسلمة خير دليل على ذلك.

إذن فالمهمة الأولى لفقه التجسير، إن صحّ التعبير، تتمثل من باب أولى وأحرى، في هذه الظروف العصيبة، في تحرير الوعي حتى يستشف الحاجة إلى استراتيجيا ومن ثَم تتحرر
إمكانيات المجتمع في مجالات التصميم و التطبيق. فهل من حديث عن جدوى السياسة الحالية وعن فاعلية السياسيين الحاليين في ضوء هذا المعطى؟!



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية بين حُروبهم الناعمة وعقولنا النائمة
- حديث -البْرِيكَة- أم الهَبْطة اللغوية الوشيكة؟!
- ما بَعدَ العلمانية لسَترِ العَورَة التونسية
- هل مدرستنا تحذق القراءة؟
- بعد برلين، إلى أين سيُهَجّرنا الإعلام التونسي؟
- تونس بين مؤتمر الاستثمار ومدرسة الاستهتار
- هل القرآن بحاجة إلى تفسير جديد؟
- مخالفة القانون: أين الداء وما الدواء؟
- حتى تنهانا الصلاة عن الفحشاء والمنكر...
- الضحكة التي تكاد تهزم التونسيين
- تونس: خسرنا الدنيا فهل ربحنا الدين؟
- كيف أكون عربيا إسلاميا مستقبلا؟
- لا نداءَ ولا نهضةَ بلا اجتهاد، لكن أيّ اجتهاد؟
- الكدح إلى الله والكدح التاريخي
- اللهجة العامية عربيةٌ فما الذي يزعج دعاة التعريب؟
- هل فهِمنا الإسلام وطوَّرنا اللغة العربية؟
- تونس، بلد عربي؟
- كفى استخفافا بالتونسيين
- لو أصبحت تونس بلدا ديمقراطيا، لَما انتحر أرسطو وقدم ساركوزي
- هل الإسلاميون وحدهم يلعبون لعبة الغرب؟


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - ما وراء حديث الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم