أديبه حسيكه
الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 19:49
المحور:
الادب والفن
رسائل امرأة عاشقه(2)
بقلم / أديبه حسيكه/
هي العاشقه له
الغارقه في لج الشمس
المصطكة ركبتيها بصلد الأفق
المتوسلة كفيها لسر دعائها
الممتدة ذراعيها إلى صدر النهار
المكتوب على جبينها صلوات قدرها
اعتنقتها كل القلوب
وأسلمت بالبديهة لقلبه دون أن تختار
توشم على ذراعيها حروف قصيدتها بالدم والحديد
وتتدلى من عيونها حقيقة قلبها المتوثبه كلسان النار
كانت تريد فضاءا لتستحم فيه بالنور
كانت تريد بحرا لترمي فيه دمعها وتنطفئ
كانت تريد عباءة لتعري جثة جسدها القديم من أدرانه المهترئة
وترتدي الضوء روحه الأبديه
الآن لا تريد إلا مايوها اسفنجيا لتجفف قاع البحر من عروق نهوده وتمتلئ بملح الحياة
إذ كانت تريد من الله حوريا يكون بحرها وبرها وسمائها وفضائها وجنتها
ولكنها تذكرت أن الله سخرها له ملاكا من ضلعه فسجرت بحارها وسرقت جنة قلبه ووهبت له نار عشقها
هي عاشقه عظيمه بكيدها قويه بدمعها رحيمه بقلبها
تعرف أن لثغر الورد شوكا فتوهب دم قلبها وخز قبلتها
ونزيف شفتيها صدى ضحكتها
وتعرف أن بأصابعها الهشه تسطيع أن ترسم ملامح سعادة الكون فتزخرف لوحة جسدها لتهب ألوانها رعشة لمستها
فتخر لها سماء العشق ساجده طائعه خاشعه....
هي امرأة معشوقه وعاشقه
كانت تخاف السماء وباتت السماء تخاف على نعاس عينيها من طول الليل وعلى غفوة اهدابها من قسوة الحلم وعلى استدارة خصرها من رقص بذرة جنينها
فتزمجر الرياح لغضبها وتمطر الغيوم لبكائها وتضطرب مواعيد الفصول لدورتها....وتورق الاغصان لضحكتها
هي امرأة عاشقه نزيف أرضها
لم تزرع في حديقتها الرمان
بل زرعوه لها فرأت نهودها تتدلى فاستأثرت بشهوة الجوع وفطمت روحها ووهبت للأرض بياض حليبها
هي جارة الياسمين وابنة الجوري وبهجة البنفسج ورفعة الغار وفرحة العوسج وحزن الجلنار ودمع الرياحين المرير
هي عطر امرأه
اعتقلت قلب حبيبها
من لب اشواقها
وصيرته لدى ادراجها أسير
وجففته ماء عينها
وحبسته لحين لهفتها
لتطلقه شهقة انفاسها
من عنق القوارير .
#أديبه_حسيكه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟