صباح محسن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:21
المحور:
الادب والفن
آتية ٌ حتما فروغنا
إن لم تنعشي ذاكرتنا للبقية من أيامنا
فأقلها تحيّينا بجذوتك المتقدة ، فيما أنت قادمة
في يوم انتخبه الشجعان من شهدائنا ،
وأسميناه:
يوم الحب!
في مثل هذا اليوم 14 شباط ، امتزج دم الشاعرة فـُروغ بندف الثلج وشكّل قصيدتها المتجددة.
قصيدة للشاعرة الأيرانية فـُروغ فاروخزاد *(1935-1967)
(سَأُحيّي الشمسَ ثانية ً)
سَأُحيّي الشمسَ ثانية ً،
سَأُحيّي الجداولَ التي
تَدفـّقتْ فيّ .
سَأُحيّي الغيومَ التي كانت
أفكاري المتطاولة .
سَأُحيّي النموﱠ الموجـِعُ
لأشجار الَحورِ
عابرة ً فصولَها الضامئة .
سَأُحيّي قِطْعانَ الغربانِ ِ
التي جَلبْن لَي كهدايا ،
عذبَ عبق ِالحقولِ ِ في
الليل .
سَأُحيّي أمَّي التي عاشتْ في
المرآةِ
صورةَ ً لشيخوختِي ،
وأيضاً سَأُحيّي الأرضَ
برحْمِها المُشتعل
الطافحُ بذورا نظرة ً
لهواها
لتخلقني من جديد.
قادمة ٌ أنا قادمة
آتية بشَعرِي ؛
مسترسلا ًفواحاً كما عطور التربة.
بعيوني ، الداكنة كثافة َ
تجارب الظلمةِ
حاملة ً الأغصانَ التي َقطـَفـْتُ
في الغابات
عبر السورِ.
قادمة ٌ أنا قادمة
آتية وحيث المدخل
سيملأ عشقا ؛
وعند المدخلِ سَأُحيّي ثانيةً
من ألمّ بهم الهوى ،
وكذا الفتاة التي ما تزال
واقفة ً
عند المدخلِ حيث غـَدقُ الحبﱢ.
* * *
* ولدَت فروغ فرخزاد في طهران في الخامس من كانون الثاني عام 1935 من عائلة كبيرة.
في الخامسة عشرة بعد التَخَرُّج مِنْ المدرسة العليا الصغرى، إنتقلت إلى مدرسةِ Kamalolmolk التقنية، حيث دَرستْ صناعة الملابس والرسم.
في السادسة عشرة تزوجت من ابن عمها Parviz Shapoor وأنجبت طفلهم الوحيد"Kamyar"
نشرت ديوانها الأول ( الأسير) عام 1955 بعد انفصالها عن زوجها .ويحتوي على أربع وأربعين قصيدةَ غادرت بعدها إيران إلى أوروبا لتنشر ديوانها الثاني( الحائط) عام 1956 ويحوي خمسا وعشرين قصيدة غنائية مكرسة لزوجها ، بعدها بسنتين نشرت ديوانها الثالث( تمرّد) والذي أثار جدلا كثيرا حوله في إيران كونه عصف بالمشهد الشعري الإيراني.
عام 1962 أنجزت فيلما وثائقيا بعنوان ( البيت المظلم ).
صدر ديوانها الآخر(ولادة أخرى) عام 1964 بخمس وثلاثين قصيدة.
كتبت ديوانها الخامس عام 1965 "لنؤمن بمطلع الفصلِ الباردِ" وقد تم طبعه ونشره بعد وفاتها.
يوم الاثنين 14 شباط من عام 1967 بعد عودتها من زيارة لوالدتها انقلبت سيارتها الجيب فيما هي تحاول تفادي عربة مقبلة فاصدم رأسها بجدار فارقت على أثرها الحياة. دفنت تحت ندف الثلج في طهران وما تجاوزت الثانية والثلاثين ربيعا.
يمتاز شعرها بالدعوة لتحرر المرأة والرجل والرومانسية الحالمة وعشق الطبيعة والتثقيف للحب كما لا يخلو من الاستفزازية الشجاعة والتحريضية والثورة على التخلف من أجل غد أفضل.
#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟