(4_س) حرية الارادة_ وقواعد قرار من الدرجة العليا

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5641 - 2017 / 9 / 16 - 16:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

إلى عادل محمود
....
توضيح واعتذار
هذا النص, تتخلله بعض الأفكار الناقصة أو غير الناضجة.
أفكر...., الحلقات السابقة_ بالاضافة إلى التي تلي هذه, ربما تحول الضبابية والنقص في الوضوح إلى نوع من الأسلوب؟!
في كل الأحوال_ أعتقد أن لعملية القراءة دورا في إنتاج معنى النص, لا يقل أهمية عن دور الكاتب, سواء بهذا النص أو بغيره.
....
التفكير النقدي يقتضي إدراك الوجود الموضوعي للأشياء, والعلاقات, والأحداث....بلا استثناء.
ذلك غير ممكن للعقل الفرد المنعزل, وخبراته المحدودة والمشتتة على الدوام.
بنفس الوقت, نحن جميعا ندرك الوجود المخوضوعي للزمن, أو للجوانب اللاإرادية واللاواعية في حياتنا المشتركة, وهي أضعاف ومضاعفات عن خبراتنا وتجاربنا الواعية, المحدودة, والضئيلة كأفراد (رجال أو نساء).
....
حرية الارادة أكثر من موقف فكري, ولا تنحصر في عملية قيادة العقل للجسد.
قواعد قرار من الدرجة العليا_ الفارق النوعي بين الأفراد الأصحاء من البالغين.
يتكامل المنهج المعرفي الشخصي(الاعتقاد), بالدرجة الأولى بعد توسيعه وتعميقه بالتزامن مع رفعه, من المستوى العقائدي والايديولجي إلى المستوى العلمي بشكل تجريبي, دوري ومتكرر_....يتكامل مع خطة العيش الكلية, الزمنية, الاتجاه, المحتويات والمكونات, مع إدراك النهاية والبداية.
المشكلة الموروثة والمتكررة, التبادل القطبي بين نوعين من الحل السيئ ( عصاب أو اغتراب):
1_ لمرة واحدة 2_ أو بشكل ثابت ومتكرر.
حل المشكلة _ التطوري_ عبر المعيار الحيث متعدد الأبعاد والدرجات.
....
الايحاء الذاتي هو الأهم, وبتعبير موسع_ الحوار الداخلي الذي يدور في عقل الفرد بشكل غير واعي أيضا, يحدد الاتجاه والأولويات والعلاقة المتبادلة مع النفس أو الآخر.
...
الأهم في فكرة قواعد قرار..., اكتساب المهارة المركبة_ المشتركة, التي تكامل وتوحد بين الدوار الاجتماعية الأساسية, بدءا بالدور الأبوي ( الأم أو الأب)_ مرورا بدور الأخ ت _ الصديق ة _ وصولا إلى دور الابن, التلميذ_ة.... معرفة هذه الأدوار بشكل تجريبي وعاطفي أيضا, يتيح للفرد مجالا واسعا من الخيارات المناسبة في كل موقف ووضع_ ويمكن بعدها, استبدال العادات أو الخيارات السيئة ( العصابية) باليدبل المناسب عند اللزوم.
* * *
قواعد قرار من الدرجة العليا_ العبارة من كتاب علم النفس الضمني, ترجمة د عبد المجيد النشواتي, واصدار وزارة الثقافة السورية. يشرح الكتاب خبرة _ وفكرة " قواعد قرار من الدرجةالعليا" بشكل تفصيلي, وواضح...وهذه دعوتي ,لك, إلى قراءته ثانية. تتصل الفكرة بالموضوعات الأساسية, التي عرضتها من خلال هذه السلسة_ وخصوصا " الفرح والسعادة", والعلاقة المركبة والمعقدة بينهما (مختلفة, وتصل إلى درجة التناقض أحيانا, ونادرا ما تنسجم وتتوافق كما في حالة الهوايات أو الحب الجنسي).
.....
لكل سلوك إنساني ( فردي أو مشترك) مستويين, وقطبين للتفسير ايضا, ذاتي وموضوعي.
الجانب الذاتي تقريبي , متحول,يجد تعبيره الأعمق والأشمل في الموقف الفلسفي ( الكلاسيكي). بينما الجانب الموضوعي تجريبي, ثابت ومحدد بدقة, ومنفصل بالفعل عن العقل والأفكار والمشاعر المسبقة, يجد تعبيره الحقيقي في الموقف العلمي ( الكلاسيكي) المقابل.
....
كل من, ت_ يتهم الآخر بازدواج المعايير إما او : مخادع او مغفل.
بعبارة ثانية, ازدواج المعايير واقع إنساني عام, له مصدرين ثابتين, ذاتي وموضوعي ولا يمكن توحيدهما أودمجهما. وهو أحد مصادر الوعي الزائف.
ما يخبره كل فرد, خلال حدث واحد ومشترك ( في حفلة أو سهرة مرح أو في حالة جدال حاد وتنافس), يختلف تماما بين شخص وآخر. أكثر من ذلك_ نفس الحدث, يخبره الشخص نفسه بأشكال ومستويات مختلفة ( إلى درجة التناقض أحيانا). يضاف إلى ذلك عوامل الادراك الثابتة كاذاكرة والتوقع والانتباه ( او الانفعال) خلال الحدث...., ذلك كله يجعل من الادراك العفوي أو الشعوري المباشر منحرفا ( بشكل مؤكد) عن الإدراك الموضوعي_ ومن قبل الشخص نفسه , بعدما يمتلك الأدوات المعرفية المناسبة. تلك الخصيصة ( الموضوعية), المقدرة على إدراك النقص الذاتي_ الوجودي, ليست ظاهرة مشتركة أو وراثية, بل هي مهارة مكتسبة ومرتبطة بدرجة النمو والنضج الشخصي للفرد (امرأة أو رجل).
الشخصية النرجسية, تجهل هذه الخبرة تماما.
الشخصية العصابية تدركها, لكن بشكل جزئي ومنحرف, وضبابي بالعموم...., أو بالعكس, تدركها بشكل فائق الوضوح في حالات خاصة ( عندما تكون ضد مصلحة الشريك ة _ أو الآخر وتتوافق مع الانحراف الشخصي والحاجات الغريبة والشاذة).
الشخصية الموضوعية أو الناضجة, أو التي اكتسبت مهارة الادراك الذاتي_ الموضوعي, يمكنها اكتساب مهارات نوعية ومعقدة كالارادة الحرة وقواعد قرار من الدرجة العليا, وغيرها من المهارات الجديدة.
* * *
التركيز مهارة.
ترتبط درجة التركيز بالاهتمام والانتباه_ مع العادات الثانوية الملحقة فيه_ بأحد الوضعين الخارجيين, الأول وضع الاثارة المنخفضة أو دون العتبة, او العكس, حالة الاثارة المرتفعة إلى درجة تعتبر مزعجة بالنسبة للكثيرين.
قواعد قرار من الدرجة العليا_ تتضمن اكتساب الشخصية للمهارات المزدوجة في كلا الوضعين المتناقضين. أوبعبارة ثانية, قابلية تحمل مرتفعة لوضع الاثارة المنخفضة_ مع حيازة مهارة العكس ايضا, قابلية تحمل مرتفعة لوضع الاثارة المرتفع.
مثالها اليومي عبر تحمل درجات الحرارة المنخفضة او المرتفعة , قليلا, عن المعدل وبدون توتر وقلق شديدين.
* * *
العلاقة بين العادة و الادمان والطقس( الاجتماعي_ الديني_ الثقافي), محور سؤال الارادة الحرة ودرجة تحققها الفعلي......سأعودإليه بشكل دوري.
* * *
حالة توضيحية للفكرة_ الخبرة " قواعد قرار من الدرجة العليا"....
نوعان أو مستويان من الأسباب داخل كل مشكلة أو ظاهرة إنسانية (فردية أو اجتماعية)
1_ مشاكل الوضع والبيئة. 2_ مشاكل الشخصية والنضج أو درجة اكتساب المهارات الفردية.
توجد أوضاع متعذرة الحل, أو بتعبير آخر لا تتوافر الحلول الجيدة طالما بقيت نفس الشروط, مثالها التقليدي في العلاقة الثانية, او عشيق الزوجة_ عشيقة الزوج...
كما توجد أوضاع متوسطة الصعوبة, كالعلاقة بين الأصهار وأهل الزوج_ة...
في حال سكن الطرفين المستقل, أو البعيد, تزول مشاكل الوضع, وتتحكم بمستوى العلاقة ( درجة نجاحها أو فشلها), الشخصيات ودرجة نضجها أو توافقها. والعكس في حالة السكن المشترك أو المجاور ( ام الزوج_ة بنفس البيت) بهذه الحالة, تبرز مشكلة الوضع المولد للتوتر والاضطراب بطبيعته, ولا يمكن تجاوز النواع إلا عبر رضوخ أحد الطراف وتنازله عن حقوقه, أو في حالات نادرة_ وحيازة الشخصية على درجات استثنائية في النضج والفهم.
....
مهارة قواعد قرار....تواجهها بشكل ثابت مشكلة إنسانية دينامية ومركبة, تختصرها العلاقة بين العادة والادمان....ودرجة اكتساب الارادة الحرة والمستقلة,
_ الشخصية الانفعالية والاتكالية, معظم عاداتها إدمانية وقهرية.
_ الشخصية الناضجة والمستقلةو معظم عاداتها إرادية وشعورية.
وهذا التباين الواضح, يمكن ملاحظته بشكل مباشر خلال الحياة اليومية والاجتماعية.
* * *
الانسان كائن زمني, على خلاف باقي الأحياء. الزمن مشكلة الانسان الوجودية.
مشكلة الارادة, في صعوبة تحقيق التوافق والانسجام بين القوى النفسية اللاواعية مع قوى الشعور والارادة. وهي مشكلة متعددة الأبعاد والمستويات وغير واضحة. مع انها في الحياة الشخصية, تكون متوازنة ومتكررة بصورة شيه مؤكدة_ ما يعطيها درجة عالية من الثبات, يدوم طالما بقيت الشروط الموضوعية والداخلية بدون تغيير.
بالنسبة لمشكلة الزمن, تتمثل في تناقض اتجاه الأمس مع الغد بشكل حتمي وثابت.
الأمس يتجه إلى الخلف ويبتعد, والغد يتجه بالعكس إلى الأمام ويقترب.
المشكلة الشعورية والعقلية مع الحاضر, الموجود, بالدرجة الثانية مع الذاكرة والتوقع (الأمس والغد)....
ما تزال طبيعة الحاضر وسرعته, مجهولة بشكل علمي وتجريبي( ربما ينجح الانسان يوما....بمعرفة طبيعة الزمن, مع سرعاته المختلفة)!؟

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات