رحلة هايكو ذهبي

فاتن انور

الحوار المتمدن-العدد: 5639 - 2017 / 9 / 14 - 23:08
المحور: الادب والفن
    

رحلة هايكو ذهبي

تَأخُذُني مِن يَدي عَرَّابَتي إلى الحَقل
تَضحَك الشَّمسُ في وَجهي ، وهي تُعلّمني الدَّرسَ الأوَّل في حبِّ الوَطَن...سيري حَافيَة
دَعِي الأَرضَ تلثُمُ باطِنَ قَدَمَيك لتَشعُري بِهَا أكثَر عَلى مَهْل اتبعي خُطوطَ المِحرَاث
كَبُرتُ... وغادَرَت أمّي دُونَ وَدَاع ..
وتَرَكَت الحَقلَ ، وَأغۡنِيَاتٍ حَزينَة ..
خَرْق
في الجِدَار يُشِعّ
هَايۡكو
مِنۡ أينَ كلُّ هَذا الجَمَال يَا مُعَلِّم ؟
أمۡسِكُ يَدهُ أتَشَبَّثُ بِه ، وأدۡخُل عَالَم السِّحر......
لا أرَى شَيئاً غَيۡرَ الحَربِ والأشۡلاء..
: لا ..لا أنۡصِتي ، افتَحِي عَينَيكِ أكثَر
عَصَافير مُلَوَّنَة انظري ، يقول الهَايكو ..اصغي لخرير المَاء ..نَعَم انا أرَى... أنا أسمَع
هيَّا اقتَرِبي حَاذِري أنۡ تُزعِجي الفراشَات أو تَطَئي دونَ قَصدۡ الفَرَاوِلة ..لامسي مَاءَ النَّهر
أكتبُ أوَّل قَصيدَة
بلذَّة مُضْطَرِبة
تَطۡرُدُ الخَدَر مِن عَينيّ
شَقشَقَة !
بضَفائِرِ تلميذَة أتَعلَّقُ به، وأتَنَقَّل بيۡنَ يَدَيه قَصيدَة بثَلاثَة أسۡطر.. أرتَفِع كسُلَّم موسِيقي وأغَنّي
هُنَا
كلُّ شَيءٍ يَحتَرِق
مُوسيقَى فَقَط مِن بَعيد !
يُصَفِّقُ مُعَلِّمي طَرباً..أيَّتُها العَنيدَة !
كم أنتِ لحُوحَة ..
من أين هَذا التَّدَفُق ..أوه أنتِ شَلال
يَمسَحُ وَجهي تَارَة ، وأخۡرَى يَفرّ مِن أمَامي...لا أتعبُ مِن مُلاحَقَته أبَداً
أسِير كالمَسحورَة في عَالَم الغِۡزَلان هَذا....
لأعرِفَ مَكانَه أتبَعُ عَبَق اليَاسَمين...
مُعَلِّمي الآنَ قرصُ شَمسٍ ذَهبيّ بَعيد
وأنا ما زلتُ عَلَى الأَرضِ أخشَى أن أطير وأسۡقُطَ في خَيبَة جَديدَة !
أترَدَّدُ لكنَّها النّار...
حَدّ الغِوَايَة
تقترب يَداها
مَوقِد الحَطَب !
أحبّكَ أيُّها الرَّائِع ..حافيَةَ القدَمين مَرّة أخۡرَى أعۡبُرُ غابَاتِك دون خَوف وأهِيم...
ليلُ الغَابَة،
عِوَاءُ الذِّئب
يُشَتِّتُ صَلاةَ الرَّاهِب
يَا رَبُّ طَريقُنا إليكَ عَبرَ الجَمَالِ الَّذي خَلَقتَ عَلى الأرض
أتوَقَّفُ بُرهَة ألا يَكفِي ؟ ..ليسَ يَأسَاً
هو صَمۡتُ الحَبيب !
تَقتَربُ الشَّمس أكثَرَ يَومَ الحَصَاد
تُلامِسُ وَجهِي ..
ليسَ بُكاءً
الدَّمعُ فِي عَينَيّ
بَقايَا حَريق !

#فاتن_انور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات