أماني محمد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:24
المحور:
الادب والفن
أفتقدك… في لحظة لقاء جديدة… في لحظة وداع أخيرة…
أفتقدك كي تمسح عن عيوني دموع عذاباتي القديمة…
كي تنتشل من أعماقي طعنة غدرٍ أليمة…
أبحث في كل الأماكن عنك… لا أجد حقلاً أو مدينة… أو موطناً يتّسع لشوقي لك…
كل المدن التي أفتّش فيها عنك… مدن ثلجٍ وعواصف برد وانكسارات صقيع…
اختفت من حولي كل أماكن الشروق… وبحارٌ عميقة عميقة…
كم تساءلتُ حينها: "هل هناك غربة في الوطن؟… اسألوا من هجره حبيبه!..."
أفتقدك في كل الأماكن… وكل الأماكن التي أتوق لرؤيتك فيها، مرايا محطّمة…
يدٌ على الوردِ تهواه… ويدٌ على الشوكِ يدميها…
ثلاثون عاماً بل أكثر وأنا أفتقدك…
أفتقدك، آهٍ… كم أفتقدك…
أفتقدك في كل المرايا… في أيام عمري "فأيام عمري معدودة… لأني أحسب الزمن فقط بين لقائك وفراقك!" …
وأشتاق إليك في نظرة كل طفلٍ رضيع يبحث عن أمّه… يتحوّل شوقي إلى عقمٍ رهيبٍ… رهيب… إلى عاصفة ثلجٍ… عاصفة برد وطوفان…
أين أنت… فبدونك أنا رماد لفافة تبغٍ لا معنى لها، نفث صاحبها دخانها ثمّ رماها أرضاً، "فهل يخفق هذا الفؤاد؟.. وما تبقّى منه غير الرماد!"
أفتقدك…
لأنني من دونك شجرة نخيلٍ تتكسّر…
قلب أليم يتصدّع…
مرّ عام، بل أعوام وأعوام…
وفي كل عام وأنا أفتقدك…
أفتقدك… أفتقدك… أفتقدك…
أفتقدك أيها… أيها الحب!!!
#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟